الخبير الأمني علي الزرمديني لـ«الصحافة اليوم» : التحدي الأمني يبقى قائما رغم النجاحات المحققة في مقاومة الإرهاب
يبقى التحدي الأمني من بين أكبر التحديات التي تواجه بلادنا سواء لعوامل داخلية او لعوامل إقليمية ودولية. ومجرد تصفح الصفحة الرسمية للإدارة العامة للحرس الوطني يكشف مدى حرص قواتنا الأمنية على مكافحة الجريمة عموما والجرائم المنظمة بصفة عامة والتي من بينها الإرهاب والتهريب.
وفي آخر حصيلة في إطار مجهوداتها لمقاومة الإرهاب، تمكنت الوحدات الأمنية أمس الأول من القبض على ثلاثة عناصر تكفيرية، كما تمكنت نهاية الأسبوع الفارط كذلك من القبض على ستة عناصر تكفيرية أخرى في مناطق مختلفة من البلاد. وجميعهم مفتش عنهم وصادرة ضدهم أحكام سجنية. ويأتي ذلك بعد القضاء على أغلب الإرهابيين المتحصنين بالجبال التونسية وتواصل تعقب العناصر المتبقية منها والقبض عليهم.
ويبدو ان القوات الأمنية على الرغم من إنجازاتها في القضاء على فلول الإرهاب الا ان هذه الظاهرة ما تزال قائمة.وفي هذا الإطار يمكن ان نذكر بأن النائب بمجلس نواب الشعب طارق مهدي وفي ظل توافد الافارقة جنوب الصحراء على تونس أكد في تصريح إذاعي على وجود عصابات إفريقية وتجّار بشر دخلوا الى بلادنا، ومن بين هؤلاء المهاجرين يوجد عناصر من تنظيمات إرهابية على غرار بوكو حرام. ما يعني ان المجهودات الأمنية على أهميتها وجديتها الا ان الوضع الأمني يستدعي المزيد من اليقظة.
وفي تصريح لـ «الصحافة اليوم» شدد الخبير الأمني علي الزرمديني بقاء التحدي الأمني أولوية باعتبار علاقته بضمان استقرار البلاد وتنميتها. وبقدر أهمية النتائج التي ما انفكت قوات الحرس الوطني تحققها في تعقب العناصر الإرهابية والقبض عليها الا انه يبقى من المهم اليقظة ومزيد توخي الحذر، اذ ان هذه العناصر الفارة او التي يقع القبض عليها تباعا او تلك الخلايا النائمة التي لم يقع كشفها، وهي بصدد رصد الثغرات الأمنية تؤكد ان الخطر الإرهابي ما يزال قائما، خاصة وانه قد ثبت ان الإرهاب ليس ممارسة فقط بل هو فكر متجذر لدى من تبنّوه.
فمن الجيد حسب تأكيد محدثنا تحقيق النجاحات الأمنية ولكن الأهم مواصلتها مع البقاء على أهبة واحتياط دائمين لان ظاهرة الإرهاب في تقديره لم تنته كما أنها لن تنتهي لا على المدى القريب ولا البعيد، لا سيما وان الحركات الإرهابية دائما ما تكون حريصة على الاستقطاب وإعادة ترتيب صفوفها وهيكلتها وتحيين استراتيجيات تحركاتها حسب الظروف المناسبة والثغرات الأمنية التي تتحيّنها.
واضاف علي الزرمديني ان الوضع الأمني في الدائرة الإقليمية الموسعة متحرك باستمرار وبالتالي مهما كانت الانتصارات المحققة الا ان الإرهاب ظاهرة متجددة هيكليا وبنيويا في مستواها المركزي وقواعدها المركزية الموجودة أساسا في سوريا والعراق، حيث ان تنظيم «داعش» بصدد التحرك من جديد في هذين الدولتين حتى يعيد هيكلته. وها انه اليوم تعددت العمليات الإرهابية في شرق سوريا، كما انه يتحين فرصة التموقع من جديد أينما وجد عدم استقرار سياسي واجتماعي وأمني.
وشدد محدثنا على ان الأوضاع في المنطقة المحيطة ببلادنا تدعو الى اليقظة المستمرة، اذ ان عوامل متعددة تجعل المسألة الأمنية في مقدمة التحديات التي تواجه بلادنا، خاصة لانتشار أشكال مختلفة ومتنوعة ومعقدة من الجرائم المنظمة، التي تتدخل فيها مافيات ومن ذلك الإرهاب والتهريب والاتجار بالبشر وغيرها من الجرائم.
وفي ما يخص توافد الآلاف من الافارقة جنوب الصحراء على بلادنا وإمكانية اندساس عناصر إرهابية فيها، اكد الزرمديني ان ذلك يمثل مشكلا حقيقيا في بلادنا وان هذه المسألة مطروحة منذ مدة ولكنه لم يتم تناولها او معالجتها بالكيفية المطلوبة، لا سيما ان الواقع يؤكد ان هؤلاء الأفارقة قادمون من مناطق تشهد أزمات سياسية واقتصادية وامنية وبعضها يشهد نزاعات مسلحة وقادمون من بؤر توتر «عشّش» فيها الإرهاب من خلال جماعات متعددة مثل «بوكو حرام» و «داعش» غرب إفريقيا والمنظمات الموالية لتنظيم القاعدة.
وبالتالي حسب محدثنا فانه من الممكن ان يكون من بين الأفارقة الذي حلّوا ببلادنا من حملوا في بلدانهم السلاح وتدربوا على استعماله واستعملوه وربما منهم من هو فارّ بسبب ارتكاب جرائم وهو محل ملاحقة أمنية في بلاده. فهؤلاء اذن يبحثون عن فضاءات آمنة وواسعة تتمثل في دول شمال افريقيا ومنها نحو أوروبا التي تمثل في حد ذاتها هدفا للعمليات الإرهابية، مما يجعل انه من غير المستبعد ان يكون من بين الافارقة جنوب الصحراء الموجودين اليوم في بلادنا عناصر تنتمي الى جماعات إرهابية. ما يعني انه من المهم ان تأخذ القوات الامنية احتياطات إضافية دفاعا على أمن بلادنا القومي.
تسهيلات وامتيازات مالية وتطوير الإطار التشريعي لفائدتها : رفع كل الإشكاليات التي تعطّل بعث الشركات الأهلية..
في لقاء جمعه أمس الأول بوزير التشغيل والتكوين المهني وكاتبة الدولة المكلفة بالشركات الأهلي…