دراسة حول الشباب في 10 ولايات : رغبة في المشاركة في الشأن العام والوضع الاقتصادي أبرز رهان
أنجزت جمعية المساءلة الاجتماعية دراسة بعنوان «رأي الشباب في المؤسسات المحلية والشبابية» شملت 10 ولايات وتهدف إلى تقييم تجربة الشباب ورأيهم في الخدمات التي تقدمها المؤسسات المحلية وفعاليات دور الشباب وتقييم مستوى المشاركة المجتمعية في المنطقة والتعرف على الشباب وتوقعاتهم من المؤسسات المحلية ودور هذه الفئة ومقترحاتهم في تحسين الخدمات وتطوير البرامج المقدّمة لهم .
هذه الدراسة انجرت ضمن مشروع «الشباب يبادر»الذي نفذته الجمعية بالشراكة مع الإدارة العامة للشباب بوزارة الشباب والرياضة لمدة سنة في عشر ولايات ولتنفيذ هذه الدراسة تم اعتماد البيانات النوعية عبر إطلاق 30 جلسة حوارية بالاعتماد على أدلة مقابلة يقودها الشباب شارك فيها 300 شاب وشابة كما تم تقديم استبيان شمل 1500 شابة وشاب من الجهات المعنية يتضمّن مجموعة من الأسئلة تتقاطع مع محاور الأسئلة الموجهة خلال الجلسات الحوارية.
المشاركة في الشأن العام
كشفت الدراسة أن ما يزيد عن 70 % من المشاركين في البحث أكدوا أنّ الشباب يستطيع الانخراط في السياسة والهياكل التي تخدم الصالح العام ، وهو رقم كبير جدا ومهم ، يمكن أن يقدّم عددا كبيرا من مسارات التفكير والتأويل ويمكن أن يكون أول مسارات التأويل لهذا الرقم الثقة في النفس لدى الفئات الشبابية ، خاصة الجيل الجديد من الشباب الذي اكتشف الحياة في فضاء من الحرية الواسعة وحرية التعبير، وهو ما يجعل من «تقييم القدرة الذاتية» على المشاركة والتأثير تقييما إيجابيا وواسعا.
وفي المقابل ، تم تفسير هذه الأرقام في علاقة بأحلام الشباب وطموحاتهم الكبيرة التي تجعلهم يعتقدون أنهم قادرون على فعل أيّ شيء ، من ناحية أخرى، وفي قراءة تتكامل مع ضعف أرقام ونسب المشاركة الحقيقية للشباب في الحياة العامة ، يمكن القول أنّ بين تصوّر الشباب للمشاركة من ناحية والفرص المتوفّرة في الفضاء العام من ناحية أخرى هناك تنافر وعدم تلاؤم، وهو ما يفسّر تأكيد الشباب لقدرته على المشاركة لكن النسب الضعيفة للمشاركة من ناحية أخرى في الواقع المعيش.
الملاحظات التأليفية الأساسية
تقدم الدراسة عددا من المسائل الجوهرية التي تتعلق بالفعل الشبابي فهو يعبّر دائما عن الرغبة في التغيير والتطوير الّا أنه في نتائج الاستبيان والمقابلات ، جزء كبير لا يعرف تماما كيف يمكن أن يكون ذلك التغيير في الشكل أي النتائج المنتظرة ولا في المسار أي في كيفية الوصول إلى تلك النتائج . وتمت ملاحظة أنّه في أغلب الأسئلة كانت هناك نسبة عالية من المشاركات تكون الإجابة التي تحصل على النسب الأعلى هي أنّ الشباب «لا يعرف» وهوما يؤكّد أنّ الشباب يريد التغيير ولكن لا يعرف تماما ماذا يريد وكيف يغيّر فهو إمّا لا يعرف تماما المشكل وطريقة حله وإمّا أنّه لا يعترف بالحلول المقترحة دون أن يقدّم بديلا لها .
ويظل الاقتصاد الحلم الدائم والهمّ الأساسي إذ يؤكّد الشباب بطرق مختلفة وفي أغلب المحاور خاصة في مجموعات التفكير والتركيز على أهمية الجانب الاقتصادي وإعتباره أحد أهم الأولويات بالنسبة إليه من خلال تأكيد أن الشباب يرغب في العمل وبعث المشاريع والتجديد الاقتصادي .
كما أكدت نتائج الدراسة على ضرورة القطع مع «وهم» الشباب الذي يعرف كل شيء والذي يستطيع الإنجاز والتغيير لكن لا يتم توفير الفرص له، فهو في جزء كبير ، جراء منظومة تعليمية وصفتها الدراسة بالمتكلّسة وعالم يشجع على التفاهة والرداءة ، أصبح يفتقر إلى الحسّ النقدي والقدرة على التحليل والتفكير المنهجي بالإضافة إلى التصحّر في مستوى المعارف والعلوم التي تمكّنه من تغيير الواقع . كما أن المهارات الحياتية لصقل المواهب مهمة جدا بما أنها تتوافق مع مطالب الشباب التي كان قد أكدها في مخرجات الاستبيان من أن دور مؤسسات الشباب في صقل المواهب وتعزيز المهارات أمر مهم.
تؤكّد مخرجات البيانات والحوارات في مجموعات التفكير والتركيز أن الشباب يريد تغييرا شاملا في كلّ القطاعات من التشغيل إلى الأمن والعدالة والثقافة والرياضة وغيرها من القطاعات ، وهو مطلب ملحّ وأهم بالنسبة إليهم لكن الإشكال الذي يواجهه الشباب هو تعدّد المؤسّسات وتعقّد العلاقات في ما بينها وصعوبة نفاذه إليها والتعامل معها .
دور الشركات الأهلية في تطوير السياحة الإيكولوجية : مشاريع تنتظر التفعيل في حال توفير الدعم والتسهيلات الضرورية
تمثل السياحة الإيكولوجية نموذجًا مستدامًا يتماشى مع أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية و…