يمكنها ان تكون بديلا قارا وثابتا: السياحة البديلة ومفهوم الاحتياط لكل المواسم
تشكّل السياحة رافدا هاما من روافد الاقتصاد الوطني، بل كثيرا ما كانت احد الرهانات الرئيسية في التنمية، وكثيرا ما سخّرت لها الدولة كل الامكانيات، ووضعت لها التشريعات واعطتها من الامتيازات ما حرمت منه قطاعات أخرى عديدة.
لكن بالمقابل يبقى السؤال المطروح دائما، هل اوفت السياحة بالامال التي كانت معلقة عليها وهل حققت طموحات من دعموها ومن راهنوا عليها؟
الجواب بالتأكيد لن يكون الا نسبيا، خاصة وأن الارقام متفاوتة وغالبا ما تكون متناقضة بين ما يصرّح به المشتغلون بالقطاع وأصحاب النزل ووكالات الاسفار وبين الارقام الرسمية لدخل العملة الصعبة وحجم التعاملات في القطاع.
لكنها بالتأكيد ايضا لا تفي بالحاجة ولا تسدّ رمق الاقتصاد الوطني المتعطش للسيولة منذ سنوات، وأغلب مداخيلها تذهب في مسالك لا نعلمها، وما يدخل منها لخزانة البلاد التونسية أقل بكثير جدا من المؤمّل والمنتظر.
القائمون على الشأن السياحي يعرفون هذا جيدا ويعرفون أكثر منه بكثير، ويعرفون خاصة مسالة المواسم والتاثيرات الداخلية والخارجية التي يمكن ان تستجد في اي وقت ولاي سبب من الاسباب وتقضي على موسم كامل وعلى ملايين الانتظارات والاحلام.
لذلك يبدو ان النية قد باتت تتجه فعلا نحو إرساء سياحة بديلة تكون على الاقل ضامنا لاستمرارية العمل في القطاع وتقضي على تلك الانقطاعات الموسمية التي تضر كثيرا بالفنادق وبالمشتغلين فيها، وتخلق دائما نوعا من التخبط وعدم الجاهزية للاستقبال عند العودة المفاجئة خاصة.
كما أنها تضمن استمرارية الخدمة السياحية، وتخلق تقاليد جديدة تقوم على مبدإ الضيافة على مدار السنة وللجميع دون تفريق ولا تمييز، وهي التقاليد التي تفتقر اليها سياحتنا للاسف، والتي لازالت الى اليوم تميّز بين المواطن والاجنبي، في طرق المعاملة وفي التكاليف وفي الخدمة وحتى في أثمان الحجوزات، وتعامل التونسي على انه نكرة او لا يستحق ان يدخل الفنادق او يقيم فيها او يتمتع بخدمتها، رغم ان كل الارقام تفيد بان التونسي اكثر استهلاكا وأكثر انفاقا في الفنادق من كل نظرائه الاجانب.
آخر دراسة خصصت للسياحة البديلة أعدتها الجامعة التونسيّة لوكالات الأسفار بالشراكة مع الجمعية الالمانية لمنظمي الرحلات، بغاية زتشخيص الوضع وتصوّر الحلول لتجاوز الصعوبات الإدارية والقانونية، التّي تواجه المهنيين في قطاع السياحة البديلةس، خلصت الى ضرورة إصدار مجلّة موحّدة للسياحة وتبسيط الإجراءات لفائدة تطوير السياحة البديلة في تونس، وستبسيط الإجراءات المتعلّقة بإدارة السياحة البديلة وإحداث مشاريع حاصلة على العلامة في المجالس.
الدراسة أكدت أهميّة إصدار مجلّة موحدة للسياحة تضم بابا خاصّا بالسياحة البديلة والمستديمة زيسمح بوضع حد للإجراءات المعقّدة والطويلة الحالية ويضمن التناغم بين التشريعات والإجراءات التي يجب القيام بها من قبل الفاعلين في القطاعس.
والتعويل على السياحة البديلة لا يمكن حصره في العناية بالسائح التونسي والمغاربي فقط، بل ايضا في استنباط طرق جديدة لجلب السياح من جميع الاصناف، والبحث عن مصادر جديدة للسياح، واستنباط بدائل سياحية غير تقليدية من خلال خلق المناسبات والمهرجانات والمواسم التي تغري السياح بالعودة كل عام، بعيدا عن الصورة النمطية القائمة على الرمال والشمس والبحر، والتي لم تعد علامة مميزة بقدر ما أصبحت نوعا من التبلد والسذاجة في عالم الاستقطاب القوي والمنافسة الشرسة على سوق تعتبر من اهم الاسواق في العالم، التي لا تنضب ولا تنضب مداخيلها طالما اننا نعرف كيف نوظفها ونستفيد من خبراتنا المتراكمة في هذا المجال.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني «الأرض أنا، الفيلم أنا.. إنا باقون على العهد»: تطور كبير وحضور مؤثّر وفاعل للمخرج السوري سموءل سخية
استطاع المدير الفني لمهرجان السينما المتوسطية بشنني في الدورة 19 المخرج السوري سموءل سخية …