البنزرتي يـَترك بصمته منذ اللقاء الأول: تعديل تكتيكي ناجح وشخصيـّة أقوى
من الصعب القول أن النادي الإفريقي تعافى منذ اللقاء الأول له بقيادة مدربه العائد فوزي البنزرتي، ذلك أن النادي القربي لا يملك القدرات التي كانت ستساعده على الصمود أمام النادي الإفريقي إضافة إلى أن مجريات اللقاء ككل لم تكن منطقية، وخاصة منها لقطة الهدف الذي سجله النادي القربي عندما تعسّف الحكم في التعامل مع الموقف ولم يمنح الحارس معز حسن خطأ كان واضحاً وجلياً، ولكن في النهاية فإن الروح المعنوية العالية التي رافقت اللاعبين وقلب النتيجة وحسم التأهل يعتبران مكسبا مهماً رغم أن الإفريقي لم يتعب كثيراً قبل تسجيل الهدفين بما أنه تلقى هديتين من منافسه، الذي تلقى قبل ذلك هدية من الحكم.
وتجلت بصمة البنزرتي في تعديل مركز غيث الزعلوني الذي لم ينه المقابلة مدافعاً مثلما انطلق، بل مهاجماً مكان آدم قرّب، وهو تعديل مهم غيّر الكثير في مجرى اللقاء لأن رشاد العرفاوي لم يكن موفقاً على اليسار وقرّب كان تائهاً على اليمين وبالتالي فإن تدخل البنزرتي كان موفقاً في غياب بسام الصرارفي وحمدي العبيدي والطيب المزياني وزهير الذوادي وبالتالي وجد حلا داخلياً لم يعتمده أي مدرب في المباريات السابقة غير أن خبرة البنزرتي كانت حاسمة بما أنه وجد حلاً دون أن يبذل مجهودا كبيرا لأن الزعلوني لا يوفر ضمانات دفاعية قوية وبالتالي فإن انتقاله إلى الوسط ثم الهجوم ساعد الفريق كثيرا ما يؤكد أنه قد يكون ورقة مهمة مستقبلاً رغم أن الأمر سيكون صعباً باعتبار أن عودة بقية اللاعبين ستعطي البنزرتي خيارات أفضل.
شخصية المدرب تسيطر
لم يفقد البنزرتي شغفه بكرة القدم، ورغم أن المقابلة كانت أمام منافس من الرابطة الثانية ما يفرض منطقيا هدوء أعصاب في التعامل فإن البنزرتي لم يتغيّر بالمرة وحاول دعم الفريق واللاعبين من خلال توجيهات متواصلة، غير أن شخصيته القوية أعطت دفعاً إلى اللاعبين، خوفاً من غضبه أولا وتفاعلاً مع حرصه الكبير على النجاح ولهذا حضرت ردّة فعل من حيث الروح المعنوية والقتالية والإيمان بالقدرات وهو ما كان مفقودا في المرحلة السابقة وهذا لا يعني مستوى فنياً جيداً، فالإفريقي لم يقدم عروضاً قوية من هذه الناحية واللعب افتقد التركيز والتنظيم ولكن الفريق استعاد ما كان ينقصه في المرحلة السابقة وهو الروح االقتاليةب بحثاً عن تعويض الفارق في القدرات مع كل المنافسين وفي وضعيات مشابهة خلال مباريات سابقة، كان الإفريقي يقبل الأمر الواقع ولا يردّ على منافسيه ويحقق التأهل، لهذا فإن البنزرتي نجح في التحدي الأول وهو فرض واقع جديد، برغبة في الانتصارات ولكن من الناحية الفنية فإن الحكم سيكون بعد اكتمال النصاب بعودة كل الأسماء لاحقا ما سيجعل الفريق أكثر قوة ويوسع دائرة الاختيار أمام المدرب من خلال الاستعانة بكل الأوراق حتى ينجح في رفــــع مستوى الفريق أكثر.
فرصة جديدة
ســـيكون الموعد القادم أكثر صعوبة، وهو مقابلة الدربي، حيث سيكون البنزرتي في مواجهة متجددة مع الترجي الرياضي وأمامه مجال من أجل إعداد الفريق لهذه المقابلة بما أن اللقاء سيقام يوم 1 جوان القادم، وبالتالي سيمكن للبنزرتي الاشتغال على النقاط السلبية ومحاولة تطوير الفريق واستغلال قدراته خاصة في التعامل مع الكرات الثابتة التي تعتبر نقطة ضعف الفريق منذ الموسم الماضي إضافة إلى بعض التفاصيل الأخرى التي سيحاول البنزرتي أن يجد لها حلولا حتى يدخل نهائياً قلوب جماهير الإفريقي أن تُمكن فريقها من العودة إلى الانتصارات من بوابة مقابلات الأجوار وما تعنيه بالنسبة إليهم.
الدفعة الثانية من الجولة التاسعة : الإفريقي لإيقاف استفاقة مستقبل سليمان … والصفاقســي لاسـتغـلال أزمـة اتحــاد تطـاوين
سيكون النادي الإفريقي قادراً على الانتصار على مستقبل سليمان، إن تابع الظهور بمستواه العادي…