2024-05-16

متجاوزة المعدلات العادية بفارق 5 و 9 درجات : ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة والأمن المائي والغذائي على المحك..!

تعيش بلادنا منذ مفتتح الأسبوع الجاري على وقع ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة متجاوزة المعدلات العادية لشهر ماي بفارق 5 و9 درجات ، حيث تتراوح درجات الحرارة القصوى بين 38 و42 درجة بمناطق الجنوب وتصل 44 درجة بالجنوب الغربي مع ظهور الشهيلي . وتتراوح درجات الحرارة بمناطق الشمال والمناطق الساحلية بين 33 و35 درجة وذلك وفق مؤشرات المعهد الوطني للرصد الجوي .

ويرى علماء المناخ أنه بالرغم من أن كوكب الأرض كان قد سجل أعلى متوسط درجة حرارة على الاطلاق خلال السنة الماضية ، متجاوزا بذلك الرقم القياسي الذي تم تسجيله خلال سنة 2016 وكانت المرة الأولى التي يقترب فيها متوسط حرارة الكوكب نحو1,5 درجة مائوية ، فإنهم يتوقعون في نفس الوقت  أن تكون السنة الحالية الأكثر حرارة متجاوزة حاجز 1,5 درجة .

الوضع المائي في خطر !!!

وفي الوقت الذي يأمل فيه المختصون في الشأن المائي أن يكون شهر ماي الحالي ملائما لنزول الأمطار لدعم مخزونات السدود التي تشكو نقصا كبيرا في الايرادات، ارتفعت درجات الحرارة بشكل مفاجئ وغير مسبوق لتزيد من عملية تبخر المياه وبالتالي تؤثر على مخزونات السدود من المياه  ، علما وأن ارتفاع درجات الحرارة خلال صيف 2023 تسبب في تبخر قرابة مليون متر مكعب من المياه في يوم واحد فقط .

إن نقص الموارد المائية في بلادنا يطرح عدة اشكاليات متعلقة أساسا بكيفية التصرف في الموارد المائية وترشيد استغلالها وذلك من خلال حسن استعمال الماء من قبل المواطن والفلاح والصناعي على حد سواء خاصة وأن نسبة امتلاء السدود لم تتجاوز 800 مليون متر مكعب وهوما يمثل قرابة 34 % من مخزونات السدود.

القطاع الفلاحي مهدد

من المتفق عليه أن القطاع الفلاحي هومن أكثر القطاعات الاقتصادية المتضررة من نقص الأمطار والمياه وكذلك من ارتفاع درجات الحرارة لا سيما بالنسبة الى موسم الزراعات الكبرى والاشجار المثمرة . فقد أدى ارتفاع درجة الحرارة خلال شهر مارس الماضي إلى تضرر مساحات شاسعة من الحبوب واصفرارها ، فيما بلغت نسبة التضرر 100 % في بعض مناطق الانتاج وإتلافها بالكامل ، في الوقت الذي يتوقع فيه المختصون في الشأن الفلاحي تحقيق صابة قياسية من الزيتون .

ويؤكد أهل الاختصاص أن تواصل ارتفاع درجات الحرارة خلال الشهر الحالي والشهر المقبل من شأنه أن يؤثر كذلك على قطاع الزياتين الذي مازال في طور الإزهار ويحتاج في هذه المرحلة من النمو الى كميات هامة من الماء ، كذلك بالنسبة للأشجار المثمرة فإنها تتطلب الكثير من الماء حتى تكون الثمار ذات جودة مقبولة .

تجدر الاشارة الى أنه من الاجراءات العاجلة لمعالجة ظاهرة الانحباس الحراري العالمي القضاء على انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة لهذه الظاهرة وخاصة تلك الناتجة عن عمليات حرق الفحم والنفط والغاز والتي تمثل 80 %من الاستهلاك العالمي لإنتاج الطاقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لتسهيل إجراء الحصول على مسكن : مقترح لتخفيض الأداء على القيمة المضافة إلى 7 %

تشهد أسعار العقارات في تونس ارتفاعا متواصلا ما جعل حلم المواطن التونسي في الظفر بمسكن صعب …