تونس تُحيي اليوم العالمي للأسرة : الاستعداد لإطلاق خطة اتصالية جديدة ومنصة رقمية للأسرة
تحت شعار « الأسر وتغير المناخ » شاركت تونس امس المجموعة الدولية احتفالها باليوم العالمي للأسرة الموافق لـ 15 ماي من كل سنة مع الاشارة و انه وقع الاختيار على هذا الشعار اعترافا بأهميّة دور الأسرة في نقل القيم عبر الأجيال ومساهمتها الأساسيّة في غرس العادات والسلوكيات البيئيّة المستدامة لدى الناشئة منذ مرحلة الطفولة المبكّرة وترسيخ الوعي المناخي الجمعيّ وامتلاك المقدرة على قيادة التحول إلى الاقتصاد الدائري والتوقّي من التداعيات السلبيّة للتغيّرات المناخيّة على الأفراد وعلى الدول.
و للنهوض بأوضاع الأسرة تمّ الشروع في إعداد استراتيجيّة وطنيّة جديدة في أفق 2035 قالت عنها الوزارة انها ستعزّز مركزيّة النواة الأسريّة في مشروع تونس المجتمعيّ في انسجام وترابط مع سائر الاستراتيجيات القطاعيّة الوطنيّة الأخرى على غرار الاستراتيجية الوطنية لمقاومة العنف ضدّ المرأة والاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للطفولة المبكرة والاستراتيجية الوطنية لكبار السنّ، وتسعى الوزارة أيضا إلى رفع الوعي لدى الأسر وتعزيز أدوارها لمجابهة التّغيّرات المجتمعيّة وهي الآن بصدد بلورة تشريعات ستحسّن من واقع الأسرة وتعزّز استقرارها وذلك من خلال إعداد إطار قانوني جديد لنظام عطل الأمومة والأبوة إلى جانب صياغة مشروع قانون أساسي يتعلّق بحقوق كبار السّن.
كما استعرضت الوزارة بالمناسبة أبرز برامج التمكين الاجتماعي والاقتصادي التي تنفذها دعما لقدرات الأسر التونسيّة وحمايتها من الهشاشة الاقتصادية وظاهرة الانقطاع عن الدراسة والعنف مبينة بأن الدولة حرصت على التّرفيع في الاعتمادات المخصّصة لمهمّة وزارة الأسرة التي شهدت تطوّرا سنة 2024 مقارنة بسنة 2021 بنسبة 26.99 %، كما تطوّرت الميزانيّة المخصصّة للأسرة في قسميْ الاستثمار والتّدخّلات بنسبة 62.26 %، وهو إنجاز اعتبرته الوزارة يحدث لأوّل مرّة منذ تاريخ إحداثها ولأوّل مرّة أيضا يحقّق مؤشّر إنجاز البرامج لفائدة الأسرة نسبة إنجاز بلغت المائة بالمائة، مؤكدة شروعها في إعداد خطّة اتصالية جديدة للأسرة بالاستناد إلى استراتيجية متكاملة و الاستعداد لإطلاق منصّة رقميّة للأسرة وإنتاج سلسلة من الومضات التحسيسية والتوعوية والدعائم الاتصالية في المجالات المتصلة بدعم وظائف الأسرة في التوقي من المخاطر المستجدة المحيطة بالطفل والمرأة وكبار السنّ والتعريف ببرامج التمكين الاقتصادي للأسر.
وفي مقدمة هذه البرامج نذكر برنامج التمكين الاقتصادي للأسر ذات الوضعيّات الخاصّة الذي شهد نقلة هامّة منذ 2022 وبلغ مؤشر إنجازه المائة بالمائة حيث إنه وباحتساب الأسر التي ستنتفع بمشاريع موارد رزق بمناسبة اليوم العالمي للأسرة تكون قرابة 2000 أسرة تونسية بحاجة إلى الدعم وتعزيز صمودها الاقتصادي.
برنامج التمكين الاقتصادي لأمهات التلاميذ المهددين بالانقطاع المدرسي الذي مكّن 1098 أمّا من موارد رزق ساهمت في نجاة ما يقارب 4438 تلميذ من التسرّب المدرسي والبرنامج الوطني للتّمكين الاقتصادي للنّساء ضحايا العنف والمهدّدات به «صامدة»، وهو برنامج فريد من نوعه عربيّا، أطلقته الوزارة تنفيذا لمقتضيات القانون الأساسي عدد 58 لسنة 2017 المتعلق بالقضاء على العنف ضدّ المرأة، وانتفعت في إطاره 93 ناجية من العنف بموارد رزق بمختلف ولايات الجمهورية. والبرنامج النموذجي الجديد للتمكين الاقتصادي للعاملات في القطاع الفلاحي الذي مكّن من إحداث 75 مورد رزق خلال سنة 2023 ، كدفعة أولى بولايتي سيدي بوزيد والقيروان والانطلاق في تعميم التجربة بصفة تدريجيّة بإضافة ولاية القصرين وتحديدا حاسي الفريد وقد تمت مضاعفة اعتمادات البرنامج خمس مرات في قانون المالية 2024. والبرنامج الوطني لريادة الأعمال النّسائيّة والاستثمار «رائدات» الذي ساهم في دعم استقرار الأسر من الناحية الاقتصادية حيث تمّ في إطاره تمويل 3679 مشروع نسائيّ منذ انطلاقه في أوت 2022 وتوفير ما يقارب 5605 موطن شغل مباشر.
وكذلك برنامج التمكين الاجتماعي للأسر الذي يهدف إلى الإحاطة بأفراد الأسرة ويعمل على التوعية والتحسيس وتطوير قدرات الأسرة التونسية قصد القيام بوظائفها والتصدي لمختلف الظواهر الاجتماعية السلبية التي تمسّ من توازنها. حيث يركز البرنامج على ظواهر العنف الأسري وكيفية التوقي من تعاطي المخدرات ومخاطر الأنترنات على الأطفال ..وبلغ عدد الأسر المستفيدة من خدمات هذا البرنامج منذ انطلاقه سنة 2019 وإلى موفى سنة 2023 حوالي 71 ألف أسرة بـــــ 180معتمدية من 18 ولاية.
كما انتفعت حوالي 25 ألف أسرة بخدمات مراكز الإرشاد والتوجيه الأسري المحدثة بكل من حي التضامن بولاية أريانة، غار الدماء بولاية جندوبة وتطاوين منها قرابة 4000 أسرة سنة 2023، وقرابة 1780 أسرة خلال الثلاثي الأول من سنة 2024 .وتعمل الوزارة حاليا على احداث مركزين جديدين للإرشاد والتوجيه الأسري بكل من ولايتي تونس وبن عروس .
وتم ايضا بعث برنامج دعم قدرات الأولياء ومرافقتهم للتعهّد بأبنائهم ذوي اضطرابات التعلّم وإحداث دفعة أولى من خمسة وحدات للتعهد بالأولياء وأبنائهم ذوي اضطرابات التعلم بولايات القيروان ومدنين وأريانة وجندوبة وباجة. ويستهدف البرنامج مرافقة 1000 ولي في مجال اضطرابات التعلم والتعهد بـحوالي 400 طفل سنويا بكل وحدة اضافة الى تكوين حوالي 300 اطار تربوي وطبي وشبه طبي بكل ولاية معنية بالتدخل وتم ا طلاق برنامج دمج الأطفال ذوي طيف التوحد بمؤسسات الطفولة المبكرة وإقرار دعم خصوصيّ للأسر المعنيّة بهذا البرنامج الذي يستفيد منه حاليا أكثر من 600 طفل وسيشمل ألف طفل سنة 2025.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…