بمناسبة شهر التراث : «الفيـــــــــــنيقيون يعـــــــــــودون»
تحت شعار: «تراثنا … رؤية تتطور… تشريعات تواكب « تحتضن مدينة بنزرت الاحتفال بالدورة الثالثة والثلاثين لشهر التراث بولاية بنزرت والذي سيحتضنه الموقع الأثري بأوتيك وهي تظاهرة ثقافية وتنشيطية وإبداعية مجددة و مميزة إختارت لها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية ببنزرت شعار « عودة الفينيقيين».
ولقد تم الاختيار على الموقع الأثري بأوتيك ليحتضن فقرات البرنامج الجهوي لهذه التظاهرة وذلك لأهمية الموقع الضارب في القدم ، حيث يعد من أقدم المصارف الفينيقية في غرب المتوسط والذي تأسس1100 ق.م و ثالث أقدم مدينة فينيقية في غرب المتوسط أي تسع سنوات بعد تأسيس مدينة قادش بإسبانيا ومدينة «لكسوس» بالمغرب ( 1110 ق.م).
وبالتالي تهدف هذه التظاهرة إلى التعريف بهذا الموقع الأثري أكثر فأكثر ، علاوة على الأهداف التنموية والسياحية للتظاهرة عبر التشجيع على السياحة الثقافية كمنتوج بديل يساهم في خلق مواطن شغل بطريقة مباشرة و غير مباشرة ، وأيضا ابراز المخزون الأثري لجهة بنزرت والتعريف به و تثمينه، وتنشيط المتحف و الموقع الأثري ، و تطبيق الأركيولوجيا التجريبية .
علما و أن هذه التظاهرة « عودة الفينيقيين» التي أعدتها لجنة التنظيم بالمندوبية وبدعم من السلط الجهوية وخاصة وزارة الشؤون الثقافية وبمعية جل شركائها وفي مقدمتهم وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية و المعهد الوطني للتراث، والنسيج المجتمعي المعاضد ومن خلال تجسيد النماذج الحية وفق المعطيات الأثرية والبحوث العلمية.
فهذه التظاهرة الثقافية هي عبارة عن مشروع فني يتمثل في إنجاز عروض مشهدية تاريخية للفينيقيين من سكان مدينة أوتيك القديمة تحاكي الحياة اليومية باستعمال مصطلحات من اللغة الفينيقية واللهجة البونية المستعملة في تلك الفترة وذلك وفق المصادر العلمية ومجموعة اللقى الأثرية المتمثلة في تماثيل طينية أو حجرية أو رخامية ولوحات فسيفساء ونقوش حجرية وتقديمها في شكل نماذج حية ، مع عرض الأزياء الفينيقية و تفاصيل كثيرة مثل الزينة والحلي وغطاء الرأس المنسوجة من الكتان أو الصوف ذو ألوان زاهية مثل الأصفر والأزرق والأحمر والأخضر والأرجواني، انجزتها مجموعة من الحرفيين وأصحاب خبرة في مجال صناعة الأزياء التاريخية.
فقرات متنوعة
هذا ويشتمل البرنامج العام للتظاهرة على فقرات متنوعة من أبرزها زيارة الموقع الأثري بأوتيك للاطلاع على عروض مشهدية تاريخية للفينيقيين من سكان المدينة تحاكي الحياة اليومية باستعمال مصطلحات من اللغة الفينيقية ويتضمن، مشهد ورشات الحرفيين التي تضم صباغة الأرجوان و بيع الحلي والحدادة وصناعة الأسلحة ، و مشهد صناعة خبز التنور و مشهد السوق ، علاوة على عرض الطقوس الجنائزية ومنها العرض الطقوسي « قربان امت بعل».
مداخلات قيمة
كما يحتوي على برنامج هذه التظاهرة الثقافية السياحية مداخلة علمية للدكتورة خولة بنور حول المعطيات الأثرية لمحتوى المشاهد المعروضة ، وعرض لورشة «الكتابة الفينيقية» وورشة «زي المرأة الفينيقية» ، بالإضافة لتنظيم زيارة موجهة لباقي مكونات الموقع الأثري والمتحف.
هذا ومن المنتظر أن يواكب هذه التظاهرة بمناسبة شهر الاحتفال بشهر التراث العديد من المثقفين وممثلين عن النسيج الاجتماعي والإعلامي بولاية بنزرت.
بنزرت : تحضيرات مكثّفة لانطلاق موسم جني الزيتون
يعتبر الزيتون من أهم القطاعات الاستراتيجية على المستويين الوطني والجهوي ويشهد تطورا مستمرا…