بعد حصوله على ميداليات ونجاحات عديدة: هل يرتقي زيت الزيتون الى مصاف القطاعات التي يُعتمد عليها؟
نجاحات عديدة حققها زيت الزيتون التونسي خلال الايام الفارطة، وحصد ميداليات كثيرة أيضا، وبات مفخرة الانتاج الوطني بلا منازع، خاصة اذا علمنا ان كل جائزة يحصل عليها المنتوج هي اضافة نوعية الى رصيده ورصيد بلده، وانها ستكون مفتاحا لمزيد غزو الاسواق العالمية ولمزيد الريادة والاشعاع.
فقد حصد زيت الزيتون التونسي لوحده 25 ميدالية ذهبية في المسابقة الاوروبية والعالمية للزيت في نسختها 2024 التي أقيمت في جينيف أول بداية الاسبوع. وقد شارك في لجنة التحكيم مجموعة من الخبراء والمتذوقين من تونس واليونان وإيطاليا وإسبانيا وتركيا وسويسرا وكرواتيا.
وجاء تتويج الزيت التونسي الذي يخضع الى معايير الجودة من الجني والتحويل والتعليب ليتعزز رصيد هذا المنتج من الجوائز والميداليات، ويتقدم رويدا رويدا في مسارات الابداع والرقيّ ويتفوق على منتوج بلدان كنا نحلم بالاقتراب من درجاتها في هذا المجال، كاسبانيا واليونان والمغرب وغيرها.
ولا شك ان هذه التتويجات ستزيد من حماسة المزارعين وقد نرى ابداعات أكبر في قادم السنوات، لكن الاهم هي ان تزيد في حماسة الدولة وأجهزتها الرسمية، خاصة وزارة الفلاحة وديوان الزيت، وسائر المؤسسات المعنية، التي يجب عليها ان تضع نصب أعينها ان هذا المنتج بات في مكانة دولية عالية، لكنه في الداخل لا يزال حلم الغالبية الساحقة من المواطنين، وأن سعره في السنوات الاخيرة ارتفع بشكل قارب الجنون، وحتى تدخلات الدولة وضخها كميات منه في الاسواق لم يستطع أن يخفّض من سعره مليما واحدا، بل ازداد ارتفاعا وكأنه بات يعيّر بميزان الذهب.
كما ان الدولة اليوم معنية قبل غيرها بايجاد الاسواق الجديدة التي يمكنها استيعاب المزيد من هذه المادة الرفيعة، خاصة وان الانتاج متوقّع ان يزيد ويتضاعف، باعتبار غلاء سعره، وتحول كثير من الفلاحين الى غراسة مساحات كبيرة وجديدة من هذه الشجرة المباركة، وهو ما يعني بالضرورة زيادة هائلة في كمية الانتاج تتطلب مزيدا من الاسواق.
اضافة الى ذلك فان الوقت قد حان، بعد هذه الميداليات والتتويجات، وبعد الارتفاع الكبير في الاسعار، وبعد زيادة الكميات المنتجة، الى ان تفكر الدولة في تحويله الى قطاع استراتيجي كما تفعل اسبانيا والمغرب، أي ان تحوله الى نقطة قوة تراهن عليها وقطاعا استراتيجيا يموّل خزينة الدولة بالعملة الصعبة، ويتحول بالتالي الى صانع ثروة، وسلعة استراتيجية، كالنفط والقمح والفسفاط.
والرهان عليه لا يعتبر مخاطرة، بقدر ما هو ضمان لقطاع جيد حاليا وواعد في المستقبل، وهو من القطاعات التي عادة لا خوف عليها من التقلبات الجوية، ولا من تقلبات الاسواق العالمية، باعتبار محدودية انتاجه في قسم كبير من نواحي الكرة الارضية، وباعتبار تفرّد بلادنا بأنواع جيدة منه، خاصة من الانواع الاصلية لشجرة الزيتون التونسية التي معروف انتاجها عاما بعام، والقادرة على تحمل الجفاف، والتي تطرح كمية كبيرة من الحَبّ، وتعمّر طويلا، مقارنة بمثيلاتها في اسبانيا والمغرب.
وتحويل زيت الزيتون الى قطاع استراتيجي يُعتمد عليه في ميزانية الدولة، سيمكن المزارعين بلا شك من عديد الامتيازات، وسيسهل الكثير من المشاريع الجديدة ويزيح العديد من العقبات، ولا ضير في ذلك طالما انه يوفّر كميات كبيرة من المياه التي كانت ستذهب لريّ الزرع في المساحات التي ستخصص له، وطالما انه قادر على توفير الضمان المالي للفلاح الذي ينتجه، باعتبار ارتفاع اسعاره التي لا يبدو انها ستنخفض في السنوات القادمة على الاقل.
مهرجان السينما المتوسطية بشنني «الأرض أنا، الفيلم أنا.. إنا باقون على العهد»: تطور كبير وحضور مؤثّر وفاعل للمخرج السوري سموءل سخية
استطاع المدير الفني لمهرجان السينما المتوسطية بشنني في الدورة 19 المخرج السوري سموءل سخية …