الفشل يرافق مجددا الترجي في مسابقة الكأس : معاناة كبيرة في غياب الأجانب
تواصل فشل الترجي الرياضي في كأس تونس منذ ثماني سنوات حيث غادر النسخة الحالية من الباب الصغير ومنذ الدور الأول ضد محيط قرقنة المنتمي للرابطة الثانية في سيناريو مشابه للموسم قبل الفارط عندما غادر مسابقة «الأميرة» أمام هلال مساكن رغم اختلاف الوضعية حيث كان فريق باب سويقة يعاني من أزمة ثقة في أعقاب الخروج المخيّب من رابطة الأبطال ضد وفاق سطيف لكن النتيجة كانت واحدة وهي خسارة ثالث لقب ممكن في هذا الموسم بعد البطولة العربية والدوري الافريقي.
وتأكد التراجع الرهيب في نتائج وأداء الترجي منذ التأهل الى الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية على حساب صان داونز حيث فشل في الفوز خلال المباريات الثلاث التي تلت موقعة بريتوريا محققا تعادلا أمام النادي الصفاقسي وهزيمتين ضد الملعب التونسي ومحيط قرقنة وهي أسوأ سلسلة منذ قدوم ميغيل كاردوزو الذي بات مطالبا بتعديل الأوتار بداية من مباراة النجم الساحلي في اطار البطولة والتي تسبق الموعد الأهم في رابطة الأبطال والذي يستوجب طيّ صفحة الفشل سريعا وإعادة الأمور الى نصابها من أجل العودة الى التألق.
غيابات وازنة
كان غياب الأجانب مؤثرا في صفوف الترجي حيث اضطر المدرب ميغيل كاردوزو الى إحداث تغييرات جوهرية في الخطوط الثلاثة مسّت من توازن الفريق الذي لاح عاجزا عن فرض أسلوبه وكان بعيدا عن مستواه الحقيقي حيث افتقد الخط الخلفي ثباته في غياب الجزائري محمد أمين توغاي كما لاح وسط الميدان مفكّكا ولم يحل دون وصول الخطر باستمرار الى المنطقة الخلفية ما سبّب اقصاءين كانا المنعرج الحاسم في المواجهة ليتأكد وزن الثنائي روجي أهولو وأوناشي أغبيلو على مستوى قطع الكرة والتفوق في الحوارات الثنائية وهي من العوامل التي صنعت الفارق لصالح المحيط.
ولعل غياب الفاعلية الهجومية كان «الحلقة» التي لعبت دورا رئيسيا في «النكسة» التي عاشها الترجي حيث فشل المعوضون في سدّ الفراغ الذي تركه الثلاثي رودريغو رودريغاز ويان ساس وحسام غشة ليعاني الفريق من دوامة اللعب السلبي والعقيم بسبب غياب اللمسة الأخيرة وكذلك العجز عن إيجاد الحلول عند إنهاء الهجمة رغم رصيد الخبرة الذي يملكه أسامة بوقرة ومحمد علي بن حمودة الذي مرّ بجانب الحدث من جديد ليصبح مهددا بخسارة الفرصة لاحقا وترك مكانه الاحتياطي للغامبي كيبا سو.
فوارق كبيرة
تأكدت الفوارق الكبيرة بين العناصر الأجنبية والمحلية ذلك أن نجاحات الترجي على الصعيد الافريقي تزامنت مع تألق لافت للقادمين من خارج تونس وخاصة البرازيليين رودريغاز وساس اللذين صنعا التأهل على حساب صان داونز صناعة وتهديفا، كما أن الهزيمتين اللتين انقاد لهما الترجي بقيادة كاردوزو تزامنتا مع غياب الطوغولي روجي أهولو الذي كان صمّام الأمان في وسط الميدان ليتأثر المردود الدفاعي باحتجابه ويكون دفاع الترجي صيدا سهلا للمنافسين وخاصة في الهجومات المعاكسة التي طمأنت الملعب التونسي على الفوز وأدت الى اقصاء لاعبين ضد محيط قرقنة.
ولئن لا يمكن ربط فشل الترجي ضد محيط قرقنة كليّا بغياب الأسماء الأجنبية نظرا لقوانين مسابقة الكأس خاصة وأن أغلب اللاعبين الذين شاركوا يملكون التجربة المطلوبة لتخطي العقبة التي كانت في المتناول على الورق، فإن الموعد الأخير أكد من جديد أن الاطار الفني لا يملك الحلول للتعامل مع ماراطون المقابلات وكذلك الغيابات الاضطرارية حيث توقفت «ماكينة» الترجي عند أول اختبارين دون نجومه اللذين صنعوا التأهل الباهر الى الدور النهائي لرابطة الأبطال ما يكشف بوضوح عدم ثراء الرصيد البشري وكذلك الثقل الكبير للاعبين الاجانب الذين يعتبرون من أهم مفاتيح اللعب ففي ظل تقارب مستوى العناصر المحلية استفاد الترجي كثيرا من إضافة المحترفين مقابل ظهور باهت للأسماء الاحتياطية والشابة والتي لم تستغل الفرصة الذهبية.
اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟
تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…