2024-05-09

بعد ارتفاع سقف الطموحات  : هـل يـقـدر الـفـريــــــق على المنافسة الــفــعـلـيـة عـلـى الـمـركـز الثاني؟ 

انتظر الملعب التونسي طويلا قبل أن يحقق فوزا ثمينا للغاية ضمن منافسات مرحلة البلاي أوف، وبعد خمس مقابلات سابقة اكتفى خلالها بتحقيق أربعة تعادلات مقابل هزيمة، جاءت الجولة السادسة لتكون بمثابة المنعرج الحاسم في مسيرة الفريق ضمن المرحلة الحاسمة من البطولة، ذلك ان الانتصار الباهر على حساب الترجي الرياضي المتصدر جعل فريق باردو يقفز من المرتبة قبل الأخيرة إلى مركز الوصافة بمعية الاتحاد المنستيري َوبفارق خمس نقاط عن صاحب الصدارة.

هذا الفوز أيضا كان له انعكاس إيجابي كبير للغاية حيث تضاعف حجم الطموحات وباتت جماهير فريق البايات» تمني النفس بعودة فريقها إلى منصات التتويج وكذلك ولوج المنافسة على الصعيد القاري بعد غياب طويل للغاية، ويبدو أن الهدف الأسمى هو الاستمرار بكل ثقة َوقوة على المركز الثاني الذي سيؤهل للمشاركة في أمجد الكؤوس الإفريقية، فهل يملك الملعب التونسي المقومات والإمكانات اللازمة التي تخول له تحقيق هذا الهدف؟

1 – وضع ملائم للغاية 

ما يعيشه الفريق هذا الموسم ليس سوى امتدادا لسياسة الاستمرارية التي بدأ اعتمادها منذ الموسم الماضي، وتحديدا عقب العودة إلى مصاف اندية النخبة َوانتخاب هيئة مديرة جديدة قدمت منذ البداية كل الضمانات الضرورية التي من شأنها ان تؤسس لواقع جديد يبدو مغايرا تماما لما عاشه النادي في عدة مواسم ماضية كان ينافس خلالها على تفادي النزول فقط، بل انه تجرع مرارة السقوط إلى الدرجة الثانية في مناسبتين، بيد ان الإدارة الحالية حرصت أشد الحرص على تجاوز كل رواسب الماضي ونجحت في ذلك خاصة من ناحية التوازنات المالية الاستقرار الإداري والفني، وفي هذا الإطار فإن الملعب التونسي كاد خلال الموسم الماضي أن يعرف مصيرا مجهولا. لولا التغيير الذي حصل على مستوى الإطار الفني إذ رحل المدرب إسكندر القصري منتصف الموسم قبل أن يأتي معوضه حمادي الدو الذي ساعد الفريق على إنهاء الموسم كأفضل ما يكون، حيث فرض سيطرته الكلية في منافسات البلاي آوت، وكاد يببلغ الدور النهائي في سباق الكأس.

وما تحقق في الموسم الأخير كان سببا وجيها دفع القائمين على النادي إلى تثبيت الدو في مكانه، ولم يساور المسؤولين أي شك بخصوص قدرة هذا الفني على تحقيق بعض المكاسب رغم الهزات التي عرفها الملعب التونسي في بداية الموسم، َوهذه الثقة المتبادلة كانت نتيجتها نجاح الفريق في ضمان مقعد ضمن السداسي المنافس على اللقب بما أن زملاء هيثم الجويني استطاعوا عن جدارة اقتطاع بطاقة العبور إلى مرحلة البلاي أوف، وهو تأهل غذى كثيرا الثقة الموجودة صلب الفريق وضاعف حجم الطموحات خاصة وأن كل المعطيات والظروف السائدة كان تشير إلى أن فريق باردو بامكانه استعادة ذكريات الماضي الجميل هذا الموسم لو تم استغلال كل هذه الظروف كأفضل ما يكون.

2 – لاعبون متحفزون 

من بين العناصر المهمة التي يمكن أن تقود الملعب التونسي إلى الخروج عقب هذا الموسم بمكاسب رياضية معتبرة هو وجود حالة من التفاؤل الكبيرة التي تسود معكسر الفريق، ففي ظل حالة الاستقرار المالي وغياب المشاكل الجانبية فإن اللاعبين يعيشون على وقع ارتفاع مستمر في حجم الطموحات، بل إنهم متحفزون للغاية لتحقيق إنجازات مميزة مع فريق وفّر لهم كل الإمكانات اللازمة للنجاح والتألق، وهذا المعطى ساعد أيضا على اشعال جذوة التنافس بينهم من أجل نيل ثقة الإطار الفني واللعب ضمن التشكيلة الأساسية باستمرار، وهذا العامل المهم كان حاسما في تجنيب الفريق الدخول في دوامة الشك، والدليل على ذلك أن الفشل في تحقيق الفوز على امتداد خمس مباريات كاملة لم يكن له أي تأثير سلبي على معنويات اللاعبين الذين تألقوا كأفضل ما يكون خلال مباراة الدربي الأخيرة ضد الترجي الرياضي، وتبعا لذلك من الممكن التكهن بقوة بقدرة هذه المجموعة على تحقيق نتائج إيجابية للغاية خلال قادم المواعيد، وبالتالي قيادة الملعب التونسي للتمسك بالمركز الثاني الذي يعني المشاركة في منافسات رابطة الأبطال الإفريقية ودخول عالم الكبار من الباب الكبير.

3 – ثقة متبادلة 

ومن العوامل الهامة التي ساعدت الملعب التونسي على تجاوز آثار فترات الفراغ هو وجود ثقة متبادلة بين إدارة النادي والمدرب حمادي الدو، فرغم ان هذا المدرب كان في فترة سابقة مهددا بالرحيل إلا أن القائمين على النادي واصلوا منحه الثقة، وهذا الأمر كان عاملا مساعدا لتجاوز كل الصعوبات وتحقيق نتائج جيدة خلال المرحلة الأولى من البطولة، فضلا عن ذلك فإن هذه الثقة المتبادلة والعلاقة الجيدة انسحبت أيضا على العلاقة التي تربط بين حمادي الدو مدرب الفريق وجمال ليمام المدير الرياضي، ولهذا السبب ساهم التكامل والتعاون المتواصل بين الدو وليمام في تفادي المشاكل وتخطي الصعوبات الظرفية.

4 – مستوى متذبذب لبقية المنافسين 

من الممكن الحديث حاليا عن وجود بعض العوامل الخارجية التي يمكن أن تساعد الفريق على الظفر بمركز الوصافة في اعقاب هذا الموسم، وهذا المعطى مرتبط بأداء بقية الفرق المنافسة على المركز الثاني، حيث أن قدرات هذه الفرق لا تبدو أفضل من قدرات الملعب التونسي، وهو ما تؤكده النتائج المتذبدبة وكذلك المستوى غير المستقر لهذه الأندية، والحديث هنا يشمل أساسا النجم الساحلي وكذلك النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي على وجه الخصوص، رغم أن نتائج الفريق الاخير تحسنت مؤخرا بعد التعاقد مع المدرب محمد الكوكي الذي استطاع أن يقود النادي الصفاقسي للعودة بأربع نقاط كاملة من ملعب رادس اثر التعادل مع الترجي َوالفوز على النادي الإفريقي، أما المنافس الرابع على مركز الوصافة ونعني بذلك الاتحاد المنستيري فإن مستواه يبدو مستقرا نسبيا ولهذا السبب فإن المواجهة المباشرة التي ستجمع بين الفريقين خلال منافسات الإياب ستكون حاسمة َومن شبه المؤكد أنها ستبعد المنهزم من السباق القوي نحو المرتبة الثانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بالتوازي مع عودة السلطاني : الجبالي مرشح لاستعادة مكانه في مواجهة باجة

بعد الاكتفاء بتعادلين على التوالي خلال الجولتين الأخيرتين، وهو ما جعله يتراجع إلى المركز ا…