2024-05-08

تداعيات التغيرات المناخية  | خبراء : الظرف الحالي للتساقطات يقتضي تغييرا جذريا في السياسة المائية لتونس

تواجه تونس تحديات مناخية عديدة أثرت على الأنشطة الاقتصادية وأهمها الشح المائي المتواصل منذ سنوات ليزيد في صعوبة الظرف الاقتصادي وهو من أبرز التداعيات السلبية للتغيرات المناخية. وبلغ هذا المشكل المناخي الحد الذي جعل خبراء الاقتصاد يطلقون نواقيس الخطر في ظل الوضعية الحالية للموارد المائية وضعف نسبة المخزون ونقص التساقطات. وقد أثر ذلك سلبا على جودة الحياة في تونس علاوة على تداعياته على قطاعات اقتصادية هامة على رأسها الفلاحة على وجه الخصوص. ولا يخفى أن هذا التحدي جدي وخطير ويتطلب زيادة الوعي المتعلق بأهميته وبأهمية التخطيط للحلول لمجابهته وتحقيق الامن المائي للتونسيين وللأجيال القادمة وجعله أولوية قصوى تستدعي ضروة التخطيط لسياسة مائية متكاملة في اقرب الآجال.

وفي هذا الاطار وغير بعيد عن هذا الموضوع تنطلق اليوم 8 ماي الجاري فعاليات الصالون الدولي للانشطة والتكنولوجيا المائية في دورته الرابعة water Expo 2024 والذي يتواصل إلى يوم 9 ماي بمقر الإتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية. هذا الصالون الذي تنظمه شركة ART EVENT  بالشراكة مع مركز بحوث وتكنولوجيا المياه CERTE تحت إشراف وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي يمثل موعدا استثنائيا مخصصا لعرض أهم المشاريع والتجارب والتقنيات التكنولوجية المحدثة في قطاع الماء في ظل التغيرات المناخية وتأثيرها على الموارد المائية محليا ودوليا.حيث سيشهد مشاركة 20 عارضا ينشطون في هذا المجال بالاضافة الى ذلك ستسعى فعاليات هذا الصالون الى بيان أهمية توظيف تقنيات حديثة للحفاظ على هذه الموارد وتنميتها وترشيد استخدامها لتحقيق الأمن المائي، إذ أن نُدْرة المياه وغياب ثقافة ترشيدها من العوامل التي تهدد أمنها. كما سيتخلّل الصالون الدولي للأنشطة والتكنولوجيات المائية برنامج علمي حول قضايا الماء موضوعه «البحوث والتكنولوجيات الحديثة للمياه» وإبراز دور التكنولوجيات الحديثة في استدامة الأمن المائي من خلال عرض لبعض التجارب العالمية الناجحة في هذا المجال وذلك بمشاركة ثلة من أهم الخبراء الجامعيين المختصين في المجال وعدد من المؤسسات والهياكل الرائدة في القطاع.

كما سيتم التعرض كذلك إلى عديد المحاور الهامة الأخرى في إطار ندوات للإجابة عن عديد التساؤلات الحارقة من أبرزها هل يمكن المرور من فلاحة مستهلكة للمياه إلى فلاحة منتجة للمياه؟ أو كذلك ماهي الاستراتيجيا الجديدة لمعالجة وتثمين النفايات الصناعية السائلة،علاوة على طرح واقع المياه المعدنية في تونس والافاق.كما ستطرح مائدة مستديرة الحاجة الملحة لاستعادة دورة المياه الطبيعية. ويقول الخبير التونسي والوزير السابق كمال العيادي حول معضلة المياه أن «موقع تونس في خريطة الشح المائي في أفق 2050 يعد من ضمن أكثر البلدان المهددة بهذه المعضلة، لا سيما أمام شح الحلول لهذه المعظلة وغياب الوعي بخطورتها، مضيفا أن الحلول المتوفرة ليست في المتناول بالنسبة إلى بلد إمكانياته محدودة مثل تونس،فاستيراد المياه كحل من الحلول التي لجأت إليه بلدان مثل سنغافورة غير وارد، والحلول التي تعتمد على تحلية المياه التي أنتهجتها بلدان أخري مثل بلدان الخليج ليست في متناولنا باعتبار كلفتها الباهضة جدا وحجم الإستثمار التي يتطلبه تركيز محطات للتحلية» وقد تعرض عديد الخبراء والمختصين الى هذا الموضوع وحذروا من خطورته وتداعياته على أمن البلاد المائي.ومن ثمة من المهم جدا توجيه جهود مختلف الفاعلين نحو طرح الحلول لهذا التحدي الوطني سواء على المدى القصير عبر التفكير في صياغة خطط تساعد على توفير هذا المرفق الحيوي للمناطق المحرومة منه في الوضع الحالي أوعلى المدى البعيد لتحقيق الأمن المائي للبلاد عامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

من أجل تحقيق الأمن الغذائي..

 لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها  وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …