بعد سيطرة الاحتلال على معبرها : رفح أمام كارثة إنسانيّة..
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) سيطر الجيش الصهيوني على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحيوي بين قطاع غزة ومصر أمس الثلاثاء وتوغلت الدبابات الصهيونية في المدينة الواقعة بجنوب القطاع بعد غارات جوية شنتها إسرائيل يوم الاثنين على القطاع.
وجاءت التحركات الصهيونية في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع دخول الحرب شهرها الثامن.
واتهمت حماس الكيان بمحاولة تقويض محادثات الهدنة الجارية في القاهرة من خلال تصعيد الهجوم.
وقالت وكالات إغاثة دولية إن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم، وهما المعبران الرئيسيان المؤديان إلى جنوب قطاع غزة، أوقف فعليا دخول المساعدات الخارجية إلى القطاع الفلسطيني الذي لا يوجد به الآن سوى مخزون ضئيل.
وأعلنت إذاعة الجيش الصهيوني أن قواتها سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح صباح أمس الثلاثاء وأظهرت لقطات بثها الجيش دبابات في المنطقة ورفع العلم الصهيوني في غزة.
وعلى الرغم من المناشدات الدولية للكيان بوقف الهجوم على رفح، هاجمت دبابات وطائرات صهيونية أيضا عدة مناطق ومنازل هناك خلال الليل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الصهيونية على مختلف أنحاء القطاع أدت إلى مقتل 54 فلسطينيا وإصابة 96 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأخذ الناس صباح أمس الثلاثاء يبحثون عن جثث تحت أنقاض المباني المدمرة.
ونزح ما يزيد على مليون شخص إلى رفح ويعيشون في مخيمات وملاجئ مؤقتة. ويحاول الكثيرون المغادرة استجابة للأوامر الصهيونية لهم بالإخلاء ولكن مع تدمير مساحات كبيرة من القطاع الساحلي يقولون إن ليس لديهم أي مكان آمن للذهاب إليه.
وقال الجيش الصهيوني إن ما وصفه بالعملية “محدودة النطاق” في رفح تهدف إلى القضاء على مسلحي حماس وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة التي تدير القطاع المحاصر.
وقالت حركة حماس مساء يوم الاثنين إنها وافقت على اقتراح لوقف إطلاق النار لكن دولة الاحتلال قالت إن الشروط الواردة في الاتفاق المقترح لا تلبي مطالبها. وأضافت أمس الثلاثاء أن التوغل الصهيوني في رفح يهدف إلى تقويض جهود وقف إطلاق النار.
وقالت مصر أمس الثلاثاء إن العملية الصهيونية في مدينة رفح تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل غزة.
تحذيرات دولية
وحذر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الصهيوني على رفح سيؤدي على الأرجح إلى مقتل المزيد من المدنيين.
ويهدد الكيان منذ أسابيع بشن عملية توغل واسعة النطاق في رفح التي يقول إنها تؤوي الآلاف من مقاتلي حماس وربما عشرات الرهائن. ويقول إن النصر مستحيل دون السيطرة على رفح.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن ما لا يقل عن 34789 فلسطيني قتلوا ومعظمهم من المدنيين في الهجوم العسكري الصهيوني على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الكيان وحماس بألا يدخرا جهداً في إبرام اتفاق هدنة، وحذر الكيان من أن أي هجوم على رفح سيكون “خطأ استراتيجياً وكارثة سياسية وكابوساً إنسانياً”.
وأضاف: “إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم ضار على وجه الخصوص بوضع إنساني أليم بالفعل. لا بد أن يعيدوا فتحهما على الفور”.
وطالبت السلطة الفلسطينية وحركة حماس، أمسالثلاثاء، الولايات المتحدة “بالتدخل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الصهيوني باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها”.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن “احتلال قوات الاحتلال الصهيوني لمعبر رفح البري والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء ومراكز سكنهم، ومنع موظفي الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة هي جرائم حرب، يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال”.
وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الإدارة الأميركية “بالتدخل الفوري لمنع قيام سلطات الاحتلال الصهيوني باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها، خاصة أن معظمهم من النازحين من شمال ووسط القطاع جراء حرب الإبادة التي يتعرضون لها منذ أشهر طويلة، وسط صمت دولي غير مقبول”.
ضوء أمريكي
كشفت تقارير اعلامية أن اجتياح رفح ووصول آليات جيش الاحتلال الصهيوني إلى محور فيلادلفيا، وحتى البوابة المصرية لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني، جاء بعد إخطار الجانب المصري به، وبتنسيق أميركي كامل. وأكد أن “الإدارة الأميركية منحت (رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين) نتنياهو ضوءاً أخضر لعملية محدودة قصيرة المدة، قد تستغرق عدة أيام، لتحقيق صورة انتصار يمكن أن يسوّقه لدى وزراء اليمين المتطرف، قبل الموافقة على الرؤية الأميركية المطروحة، التي أعلنت حماس الموافقة عليها مساء الاثنين” الماضي.
وقالت إن “مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، رتّب مع رئيس الموساد ديفيد برنيع، العملية، فيما جرى اتصال بينه وبين نتنياهو، أكد خلاله محدودية العملية”، مشدداً في الوقت ذاته على أن “الإدارة الأميركية ستتخذ قراراً بحظر نقل الذخائر والمعدات العسكرية المعلقة إلى الكيان، حال خالف نتنياهو الاتفاق بمحدودية العملية في رفح”. وأشارت إلى أنه “تم إقناع القاهرة بالخطوة المؤقتة، مع تأكيد شكليتها، لكون ذلك سيقود إلى أن تثمر الجهود الأخيرة التي رعتها مصر بالتوصل إلى اتفاق”.
المحكمة الجنائية تنصف غزة : أوامر باعتقال نتانياهو وغالانت من أجل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس أوامر اعتقال بحق …