2024-05-04

تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي بدرع الرعاة في جبل سمّامة : وجدت بين رعاة سمامة السكينة المُستعصية  في أرياف الجليل

الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي كانت ضيفة في مكان يشبهها اختار أن يكرّمها تكريما جميلا دون شكليات، بعد فضيحة إلغاء تكريمها عن رواية “ تفصيل ثانوي” من معرض فرانكفورت للكتاب.

المكان هو جبل سمامة حيث أقامت عدنية من الاثنين 29  أفريل إلى  الاربعاء 1  ماي 2024، ضيفة على المركز الثقافي بجبل سمامة. هدايا كثيرة قُدّمت لعدنية “راعية الجليل” وحارسة الذاكرة  الفلسطينية  التي يُراد إسكاتها ومحوها.

كرّم جبل سمّامة عدنية شبلي بإسنادها درع راعي سمامة الذي صمّمه وأنجزه الفنّان النحّات يامن عبدلي كما أهدتها حرفيات السماعلة ميدالية شمس سمّامة وقدّمت لها الراعية زينب عروس الحّلفاء وهي ترعى معها خلف القطيع.

فهمت عدنية قوّة الأدب وقوّة الخيال لأنّه المكان الذي يحتمل وجود الفلسطيني. لذلك كتبت وتكتب برهافة وقوّة وذكاء كي  تزيح التفاصيل الثانوية من الهامش ومن النسيان وإرادة الكتْم، إلى النور.

يشترك رعاة سمامة مع عدنية في  معاناة الارهاب جبل سمامة عانى من ارهاب الدواعش، وعدنية من ارهاب دولة  اسرائيل  الصلفة المارقة عن كلّ ما هو انساني. ولكنّ قوّة الحياة لا تزال تنبض في أغاني رعاة سمامة وفي أدب عدنية.

وقال عدنان الهلالي مؤسس المركز الثقافي الجبلي بسمامة لـ “الصحافة اليوم” أنّ  عدنية فهمت أنّ الدعوة من جبل سمّامة كانت في إطار تضامن الرعاة الذي يعبّر عنه حتى في فلسطين بالفزعة… الفزعة هي الهبّة العفوية التي لا تنتظر نصّا يحث عليها وإنما هي تقليد وغريزة عشائرية داهمة وجرأة.

وأضاف عدنان قائلا : “عدنية شبلي مدّدت إقامتها في جبل سمّامة بيوم كي ترعى الأغنام مع الفنانة التشكيلية العصامية زينب الهلالي. قالت انها اشتاقت الى هذه السكينة التي صارت تستعصي في أرياف الجليل حيث رعت الأغنام طفلة. دامت جولتها مع زينب والقطيع صبحا كاملا وقالت عدنية إنها تمنت لو طال الزمن أكثر في سمّامة حيث كان لها أهمّ لقاء في حياتها . هناك احست بالاريحية التي تحتاجها روحها اذ غابت الشكليات الخانقة.

عدنية  وعدت بأنّها  ستعود إلى سمّامة ولن تعود وحدها، بل بصحبة كتّاب وفنانين من فلسطين ومن العالم.

استحضرت دروس محمود درويش على هضبته في جبل سمامة ، وهو الذي كان رئيس تحرير مجلة الكرمل، وهي كاتبة يافعة وجدت فيها حديقة تحتضن كتاباتها الأولى التي كانت في القصة القصيرة ، حتى نصحها درويش بالانطلاق نحو الرواية.

بعد اليوم الذي خصص للمجلس الادبي والتكريم عادت عدنية الى الجبل كي تجلس الى النساء وترعى الغنم وتحّس نفسها أكثر حرية، دون التزامات زمنية او أسئلة إعلامية او إجابات إخبارية.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

في مكتبة  «الصحافة اليوم»: كتاب tunisiables  نبش في أحوال التونسي وتقلباته لشكري الباصومي : حياتنا فقيرة قيميّا وحضاريّا وثقافيّا

في الصفحة 11 من كتابه “ tunisiables   نبش في أحوال التونسي وتقلّباته” الصادر حديثا عن دار …