بعد تحقيق الهدف الأهم : ثــلاثـــة تـحــديــات تـنـتــظـر الــتـرجــي
يعيش الترجي فترة زاهية بعد التأهل الى الدور النهائي لكأس رابطة الأبطال الافريقية على حساب صان داونز الجنوب إفريقي والذي ساوى حجز مقعد في «مونديال» الأندية المبرمج في صائفة 2025 بالولايات المتحدة الأمريكية حيث أعطت الاستراتيجية الموضوعة ثمارها من خلال المراهنة على مدرب أجنبي نجح في وضع الفريق على السكة الصحيحة ليساهم ميغيل كاردوزو بقسط وافر في تحقيق الهدف الأهم وهو التواجد مع الكبار في العالم في الحدث المرتقب والاستثنائي الذي سيعرف حضور 32 فريقا وسيقترن بضمان عائدات مالية هامة من شأنها نقل الترجي الى واقع جديد وتخليصه من التبعية للرئيس الذي ضخّ مبالغ طائلة فمن شأن المداخيل المرتقبة النهوض بالبنية التحتية وبناء أجيال جديدة قادرة على مواصلة رحلة التألق.
والى حدود نهاية الشطر الأول من الموسم، كان الوصول الى المربع الذهبي لرابطة الأبطال إنجازا مهما قياسا بالتغييرات التي عرفها الفريق فضلا عن المشاكل التي عانى منها في المواسم الفارطة قبل أن يتغيّر الحال كليا مع قدوم الاطار الفني الجديد الذي يقوده البرتغالي ميغيل كاردوزو ليرتفع حجم الطموحات وتصبح التحديات كبيرة أمام النضج التكتيكي الذي أظهرته المجموعة فضلا عن القدرات الفنية التي ساعدت الترجي على تخطي عقبة صعبة في الدور نصف النهائي والفوز عليه ذهابا وايابا ما أكد القدرة على تحقيق نتائج أفضل في قادم المواعيد والمراهنة على جميع الألقاب في ظل نجاح التوليفة التي تمزج بين الخبرة والطموح وكذلك القراءة الجيدة للاطار الفني لمختلف المواعيد.
العودة الى التتويجات
لن يكون موسم الترجي ناجحا تماما في صورة عدم العودة الى منصة التتويجات محليا وقاريا وطيّ صفحة الفشل التي رافقته في الموسم الفارط، واقترب فريق باب سويقة من تحقيق واحد من أهدافه البارزة حيث أخذ فارقا مريحا في «البلاي أوف» وسيعمل على حسم اللقب مبكرا في ظل الفوارق التي تفصله عن بقية المنافسين كما بقيت 180 دقيقة أمام إحراز النجمة القارية الخامسة، فرغم تفوق الأهلي في المواجهات المباشرة الأخيرة فإن الترجي يظهر بشكل مغاير في الأدوار النهائية وهو ما قاده للظفر بنسختين على التوالي في نهاية العشرية الفارطة محققا إنجازا لن يمحى من الذاكرة.
ولن يكون للتأهل الى كأس العالم للأندية وزن كبير في صورة عدم التربع على العرش محليا والمراهنة بقوة على التاج القاري ضد صاحب الرقم القياسي وفريق القرن في افريقيا، ويملك الترجي جميع القدرات التي تؤهله لتحقيق أهدافه في ظل ارتفاع الروح المعنوية وعودة الفورمة الى أغلب اللاعبين فضلا عن ثراء الرصيد البشري والذي سيجعل الاطار الفني قادرا على التعامل مع ماراطون المباريات الذي ينتظره في الشهر الجاري والذي يبدو فيه أمام فرصة لإحراز لقبين.
تجديد العقود
بعد الاطمئنان على المشاركة في كأس العالم للأندية وفي انتظار فتح ملف الدور النهائي لرابطة الأبطال، قد يأخذ ملف تجديد العقود حيّزا هاما من الاهتمام خاصة وأنه يعتبر أولوية قصوى باعتبار الحاجة الماسة الى المحافظة على ركائز الفريق التي قادته لنجاحات كبيرة على غرار المدافع المحوري ياسين مرياح ومتوسط الميدان غيلان الشعلالي والظهير الأيسر محمد أمين بن حميدة والذين كانوا من «المفاتيح» الرئيسية التي ساهمت في ضرب موعد مع الأهلي المصري في نهائي الابطال لتصبح المنظومة الدفاعية نقطة القوة الأهم بوجود هؤلاء اللاعبين.
ويحتاج الترجي الى المحافظة على نواته الرئيسية والتي لاح وزنها الكبير في المباريات الأخيرة حيث نجحت في إضفاء المتانة والصلابة المطلوبتين وبالتالي سيكون غلق ملف التجديد مطلبا ملحا للتركيز خاصة وأن المشاركة في «المونديال» تغري جميع اللاعبين لتكون الهيئة في موقف قوة للحصول على الموافقة بتمديد بقاء الركائز لمواسم إضافية طالما أن الفريق يحتاج الى عنصر الاستمرارية لمواصلة النتائج المتميزة وتشريف كرة القدم التونسية في المحفل الدولي الهام الذي سيستأثر باهتمام كبير وبالتالي سيعمل الترجي على دعم رصيده البشري وليس التفريط في أعمدته.
مواصلة الزجّ بالشبان
كسب الترجي الرهان الذي وضعه في الشبان منذ الموسم الفارط وكان لأسباب اضطرارية حيث بات الحارس أمان الله مميش مصدر القوة الأول وقاطرة النجاحات كما أهدى الظهير الأيمن رائد بوشنيبة فريقه تأهلا تاريخيا على حساب صان داونز في مباراة الاياب التي عرفت نهايتها وجود أربعة لاعبين لم يتجاوزوا 20 سنة ما يؤكد صواب توجهات الهيئة التي ذاقت الويلات من الانتدابات الفاشلة والتي كبّدت الخزينة أموالا طائلة دون أن تكون الاستفادة الرياضية حاصلة وهو ما انعكس على نتائج الفريق قاريا في المواسم الفارطة.
ولا يستبعد أن يمنح المدرب ميغيل كاردوزو الفرصة في قادم المواعيد لبعض الأسماء الواعدة على غرار المدافع قصي السميري الموجود منذ فترة مع الأكابر وكذلك لاعبي الاواسط المتألقين مع المنتخب الوطني لتوسيع قاعدة الاختيار والتحسب لرحيل بعض الركائز ذلك أن الرفاهية المالية مقارنة ببقية الفرق التونسية قد لا تكون حائلا أمام التعويل على أبناء النادي الذين كذّبوا جميع التوقعات وكانوا في مستوى التطلعات رغم صعودهم الى الواجهة في ظرف صعب ما ولّد تخوفات من سياسة حرق المراحل التي اكتوى بنيرانها عديد اللاعبين الذين كان الجميع يتنبأ لهم بمستقبل زاهر.
اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟
تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…