يتمّ تدشينه اليوم في ذكرى عيد الشغل: الاتحاد يرمّم «المبنى» في انتظار «ترميم المحتوى»..!
تحتفي المنظمة الشغيلة هذه السنة بإحياء ذكرى عيد الشغل في أجواء استثنائية وخاصة تزامنا مع تدشين الاتحاد العام التونسي للشغل لمقره الجديد واستعادته لفضائه الطبيعي و التاريخي ببطحاء محمد علي البطحاء التي احتضنت أمجاد ونضالات المنظمة الوطنية العريقة.
الاتحاد الذي غاب لسنوات عن بطحائه بقصد إعادة ترميم مقره المركزي تغيّب أيضا عن مستجدات الأحداث التي نعيش على وقعها في الآونة الأخيرة…تغيرات تداخلت فيها عوامل داخلية وأخرى إقليمية و دولية أثرت على شرائح واسعة من المجتمع من منظوري المنظمة الشغيلة وغيرهم وأنهكت مقدرتهم الشرائية وتسببت في فقدان عديد المواد الأساسية.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه الاتحاد أنه لم يغب عن الفضاء العام وعن الساحة الوطنية و السياسية لا تتفهم بعض الحساسيات المدنية السياسية «اكتفاءه» بدور المتفرج في ظل ما تعرفه البلاد من متغيرات على أكثر من واجهة و«الإنزواء» إلى المربع الاجتماعي البحت حيث لا صوت له ولا موقف من القضايا المحلية والإقليمية والدولية.
وترى هذه الأوساط أنه باسترجاع الاتحاد لفضائه الطبيعي والتاريخي لابد أن يسترجع مكانه ومكانته كمصدر توازن للفضاء العام مذكرين بالهزات التي مر بها الاتحاد على مر العقود السابقة انطلاقا من صراعاته مع المستعمر وصداماته مع مختلف السلطات التي تعاقبت على حكم تونس في مختلف السياقات التاريخية التي مرت بها البلاد وقد كان الاتحاد ملاذ العمال بالفكر والساعد مدافعا عن مطالبهم العمالية المشروعة كما كان ملاذ القوى السياسية والمدنية المضطهدة التي انتصرت إليها المنظمة الشغيلة في أحلك فترات النضال السياسي لهذه المجموعات.
اليوم يعتبر بعض الملاحظين أن الاتحاد مدعو لا فقط لتدشين مقره القديم الجديد بل لاسترجاع مكانة هذه المنظمة العريقة حتى تستعيد إشعاعها و أدوارها المختلفة في خضم تحديات اقتصادية و اجتماعية يواجهها المجتمع التونسي الذي طالما وجد في الاتحاد الصوت الذي يصدح بمطالبه ويدافع عن استحقاقاته كما لا نستثني الدور الذي اضطلع به الاتحاد على المستوى السياسي في دفع كافة اللاعبين السياسيين نحو حوار مجتمعي و اجتماعي وسياسي وطني يمكّن من تقوية الجبهة الداخلية حتى تكون مؤهلة لمجابهة التحديات و التهديدات التي تتربص بتونس في ظل التحولات العالمية الأخيرة.
كما يراهن البعض على توفّق قيادة الاتحاد في فتح قنوات تواصل و اتصال مع جميع الأطراف بما في ذلك السلطة السياسية و تفعيل المفاوضات لا فقط على مستوى الملفات الاجتماعية بل على مختلف الواجهات التي تتطلب من الجميع بلورة رؤية إصلاحية مشتركة تأخذ في الاعتبار رؤية السلطة ورؤية المنظمات الوطنية ورؤية ممثلي مكونات المجتمع المدني الوطني حتى نشكّل مشروعا وطنيا جامعا يجد فيه كل طرف نظرته لتونس جديدة، تونس التي تتسع للجميع و تحتضن أبناءها بمختلف توجهاتهم…يلتفّون حول وطن ومشروع واحد تكون فيه تونس فوق كل الاعتبارات الشخصية والسياسية.
و يعوّل الكثيرون على دور الاتحاد في هذا السياق في استيعاب مختلف التناقضات وحلحلة الإشكاليات الداخلية العالقة و فرض نوع من الانسجام في ما بين أبناء المنظمة الواحدة و الإعلان عن انطلاقة جديدة في فضاء جديد… انطلاقة قد تعوّض بعضا من الغياب عن واجهة الأحداث.
الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي لـ«الصحافة اليوم» : توقيع جملة من الاتفاقيات بين تونس والكويت يفتح آفاقا واعدة للشراكات المثمرة
وقّعت تونس والكويت على إثر انعقاد اللجنة العليا المشتركة التونسية الكويتية على 14 اتفاقية،…