مع الأحداث: أين هي جامعتنا مما يحدث في غزة؟
في وقت خفت فيه صوت الشوارع الغاضبة في أغلب عواصم العالم عادت جامعات أمريكا لتذكرنا جميعا بأن هناك شعبا ترتكب ضده أبشع المجازر التي سيذكرها التاريخ.
هناك من كبرى جامعات العالم يعلو صوت الغضب ضد إدارة البيت الأبيض وضد كل من تورط في دعم الإبادة الصهيونية على غزة هناك تجمع الاف الطلبة من مختلف الجنسيات والأصول والمذاهب والانتماءات السياسية والدينية للتنديد بما يحدث في غزة وبما يرتكبه الكيان المحتل ضد سكان القطاع المعزول بعد أن انفرد بهم وقد تركوا وحيدين في مواجهة آلته للقتل.
نتابع بكثير من الفرح والالم ما يحدث في جامعات أميركا التي جاءت لتكذب كل القوالب الجاهزة وكل الأفكار النمطية التي أراد النظام العالمي المتغطرس أن يغرسها في مخيلة العالم مدعيا ان القضايا العادلة لم يعد لها مكان على هذه الأرض وان الإنسانية انهارت امام البشرية او ان البشرية انهت الإنسانية ، اليوم تعيد لنا احتجاجات الجامعات الامريكية التي يشارك فيها طلبة لم ينجح هذا النظام الراسمالي العالمي في دمغجتهم وتحويليهم لكائنات انتهازية لا مبالية باردة لا يعنيها الا ما تملكه وما قد يخدم مصلحتها وراحتها، لقد تعالت هذه الأصوات لتعيد الأمل للإنسانية التي خلنا للحظة أن شهادة وفاتها علقت على منابر المجامع الدولية.
نتابع أيضا انتفاضة طلاب الجامعات الامريكية التي طالت عدواها دولا أخرى والتي نجحت في جلب مشاهير العالم من السياسيين والكتاب والحقوقيين وانضم اليها أساتذة وضعوا جانبا واجب التحفظ ووقفوا إلى جانب المتظاهرين.. نتابع هذه الانتفاضة بكثير من الألم ونحن نقارن بين ما يحدث هناك في رحاب جامعات العم سام وما يحدث في ساحات جامعاتنا العربية ومنها التونسية التي اختارت أن تغط في نوم عميق وكان ما يحدث لا يعنيها.
ان الجامعة التونسية التي طالما كانت على امتداد تاريخ تونس السياسي ساحة للنضال وعنوانا للالتزام السياسي والوطني تكشف اليوم حجم الخراب الذي ضرب تونس خلال العقود الأخيرة والذي ارتهن الحركة الطلابية بانتهازية مقيتة وحاول استغلالها فجعلها خواء وأفقدتها فاعليتها وهويتها التي طالما كانت حاضرة في كل اللحظات الفارقة في التاريخ السياسي لتونس.
مع الأحداث : قمة المناخ بأذربيجان.. أي انتظارات في غياب كبار الملوثين؟
تحتضن أذربيجان قمة المناخ «كوب 29» من أجل بحث سياسات تحد من تأثير التغير المناخي خصوصا على…