2024-04-24

انتصار الذهاب يساعده : هل يختار كاردوزو تعبئة وسط الميدان؟

يشرع الترجي الرياضي اليوم في تحضيراته بجنوب افريقيا التي وصلها أمس في رحلة خاصة استعدادا لملاقاة صان داونز في اياب الدور نصف النهائي لكأس رابطة الأبطال حيث سيجري زملاء الحارس أمان الله مميش حصتين تدريبيتين سيحدّد خلالهما المدرب ميغيل كاردوزو خياراته الفنية والتكتيكية للدفاع عن أسبقية الذهاب وحجز بطاقة العبور، ولم يركن اللاعبون الى الراحة في أعقاب موقعة رادس حيث واصلوا التدرب نظرا لضيق الوقت الفاصل بين المباراتين والاستقرار على التحول مبكرا الى جنوب افريقيا لتأمين أفضل الظروف وتفادي مخلفات الإرهاق خاصة وأن اللاعبين بذلوا مجهودات بدنية كبيرة في الذهاب ما قد يستنزف قدراتهم ضد منافس سيحاول الاستفادة من هذا المعطى لجرّه إلى ارتكاب الأخطاء وترك الفراغات.

وسيكون الموعد القادم مغايرا تماما لسابقه ضد منافس عتيد سيلعب جميع أوراقه لتدارك عثرة الذهاب وهو ما يفرض تعاملا مثاليا وقراءة جيدة مثلما كان الحال ضد أسيك ميموزا في اياب الدور ربع النهائي رغم اختلاف موازين القوى بين المنافسين وعدم تشابه خصالهما بتركيز الفريق الإيفواري على المهارات الفردية مقابل تعويل بطل الدوري الافريقي على اللعب الجماعي، وتبدو جميع السيناريوهات واردة بخصوص الرسم التكتيكي الذي سينتهجه البرتغالي ميغيل كاردوزو الذي سيواجه الامتحان الأصعب منذ قدومه الى الترجي والذي قد يفتح أمامه أبواب المجد على مصراعيها لتكون فلسفته حاسمة في تحديد حظوظ الترشح حيث سيعمل على تأكيد تفوقه التكتيكي على مدرب صان داونز موكوينا.

تقليص المساحات

أظهرت مباراة الذهاب القوة الجماعية لصان داونز رغم غياب نجمه الأول موكوينا حيث تفوق في نسبة الامتلاك وفرض ضغطا كبيرا على دفاع الترجي بفضل التناغم الكبير بين لاعبيه وتعويلهم على الكرات القصيرة واللعب على الأطراف وفي العمق وهو ما يجعل دور وسط الميدان مفصليا في تأكيد أسبقية الذهاب حيث ستكون العناصر التي ستكون حاضرة مطالبة بالظهور في قمة مستواها لكبح جماح الفريق الجنوب افريقي وخاصة في بداية المقابلة التي ستكشف بنسبة كبيرة عن جاهزية كل طرف ومدى قدرة الترجي بالخصوص على امتصاص هيجان المحليين.

وقد تفرض قيمة المنافس على كاردوزو التخلي عن قناعاته التكتيكية بتعبئة وسط الميدان بالتعويل على لاعب ارتكاز مكان جناح وهو الخيار الذي اعتمده في مقابلة الدربي ضد النادي الافريقي والهدف الرئيسي سيكون تقليص المساحات أمام صان داونز وحرمانه من فرض أسلوبه المعتاد ليدخل في سباق ضد الوقت من أجل التسجيل وهو ما سيكون في صالح الترجي في إعادة لسيناريو الذهاب وفي هذه الحالة قد يكون النيجيري أوناشي أغبيلو الورقة الرابحة للاطار الفني بعد أن عاد الى الواجهة وكان مفاجأة كاردوزو الذي راهن على قوته البدنية ليعوّض غيلان الشعلالي.

مركز مركز

قد ينسف التحول التكتيكي بالاعتماد على أربعة لاعبين في وسط الميدان المكاسب التي حقّقها الترجي في المباريات الفارطة ويزيد من المشاكل الهجومية التي يعاني منها وخاصة خارج الديار وبالتالي قد يواصل المدرب كاردوزو في نفس التمشي القائم على الزجّ بثلاثي في الخط الأمامي خصوصا وأن الجزائري حسام غشة قدّم الضمانات الكافية دفاعا وهجوما في لقاء السبت الماضي وكان من أفضل اللاعبين فوق الميدان ليكون بقاؤه في الرواق الأيسر واردا بشدة ويواصل القيام بدور مزدوج رفقة البرازيلي يان ساس.

ويبقى هامش التحوير موجودا في وسط الميدان من خلال الدفع بزكرياء العايب مكان غيلان الشعلالي وهي فرضية مطروحة باعتبار حتمية الاعتماد على العناصر القادرة على الصمود من الناحية البدنية وتأمين عملية التغطية الدفاعية ليكون التحوير مركزا بمركز الأقرب في انتظار الخيارات النهائية لكاردوزو الذي قد ينطلق من حيث انتهى في لقاء الذهـاب بالتعويل على طريق دفاعـية وتفادي المجازفة رغم أن المساحات ستكون موجودة ليكون التركيز بالأساس على الهجومات السريعة والمعاكسة والتي تعتبر سلاحا مهما سبق للترجي الاستفادة منه في ظل المشاكل على مستوى صناعة اللعب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

اليوم افتتاح «مونديال» الشبان بالسويد : هل ينجح الثلاثي التونسي في الذهاب بعيدا؟

تفتتح اليوم بالسويد منافسات بطولة العالم للشبان والتي ستتواصل الى غاية 29 نوفمبر الجاري بم…