2024-04-21

في ظل تواصل انحباس الأمطار وتراجع إيرادات السدود : كيف يمكن مجابهة الطلب على الماء خلال الموسم الصيفي ؟

قال عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالموارد الطبيعية والتنمية المستدامة طارق المخزومي لـ«الصحافة اليوم» أن السدود في وضعية حرجة اذ لم تتعدّ نسبة امتلائها 36,3 % في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد الى إيرادات مائية تفوق 80 % لا سيما أن البلاد مقبلة على الموسم الصيفي ذروة استهلاك الماء.

كما أظهرت مؤشرات المرصد الوطني الفلاحة تراجع احتياطي المياه بالسدود التونسية بنسبة 16,9 % خلال منتصف الشهر الجاري ليصل الى حدود 839,815 مليون متر مكعب مقابل متوسط مسجل في نفس الفترة خلال السنوات الثلاث الأخيرة يبلغ 1010,755 مليون متر مكعب . وقد بلغت نسبة العجز 170,940 مليون متر مكعب.

وكشف المخزومي أن مخزونات السدود قد تحسنت خلال الأشهر الاخيرة من السنة الماضية ومطلع السنة الحالية ، حيث كانت نسبة إمتلائها في حدود 22 %، مشيرا إلى أن هذا التحسن الطفيف في مخزونات السدود لا يمكن اعتباره مؤشرا لتجاوز مرحلة العطش .

وأضاف محدثنا أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها مختلف مناطق البلاد والتي تركزت بصفة أكبر في ولايات الجنوب وكانت بكميات هامة جدا ، مقابل تسجيل كميات ضعيفة في ولايات الشمال والشمال الغربي ، لم يكن لها الأثر الإيجابي على مخزون السدود لا سيما وأن السدود متمركزة أساسا في ولايات الشمال .

صابة الحبوب على شفير الهاوية ….

وقد انعكس انحباس التساقطات خلال شهر مارس والإرتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة حيث بلغت اقصاها 32 درجة ، على موسم الزراعات الكبرى حيث تراجع مستوى الإنبات بالنسبة لصابة الحبوب وكثرت الأمراض الفطرية بسبب غياب الأمطار وأضرت بمساحات شاسعة منها .

وقد أبدى المزارعون تخوفهم من إمكانية تواصل انحباس الأمطار خاصة بمناطق الإنتاج على غرار ولايات باجة وجندوبة والكاف وبنزرت وغيرها…

الحلول البديلة

أكد المخزومي أنه في ظل تواصل التغيرات المناخية وانحباس الأمطار فانه من الضروري تكريس الوعي لدى المواطن بأهمية ترشيد استهلاك الماء وهي مسؤولية تقع على عاتق الجميع وتحتاج الى حملات توعية باستمرار ، مشيرا أنه في السنوات الأخيرة اصبحت الحاجة الى ترشيد استخدام المياه اكثر من اي وقت مضى .

ولفت المصدر الى أن الدولة قد اتجهت نحو انجاز محطات لتحلية مياه البحر للحد من ندرة المياه بالرغم من سلبياتها العديدة بداية من استهلاكها الكبير للطاقة وارتفاع تكلفتها وأضرارها على البيئة ، الا أنها تعد ضرورية لمواجهة مواسم الجفاف القاسية وأزمة شح المياه .

وفي ظل تراجع ايرادات السدود، فإن الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه وبالتنسيق مع وزارة الفلاحة ، قررت استئناف العمل بنظام الحصص في توزيع المياه الذي انطلق منذ 29 مارس 2023 بعد تعليقه خلال شهر رمضان والتخفيف على المواطنين خلال هذا الشهر لا سيما وأن هذا النظام يقوم على قطع المياه الصالحة للشرب ليلا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية

أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…