وحدها غزة الخاسرة..
منذ ليلة السبت الماضي لا حديث سوى عن الضربة الإيرانية على الكيان الصهيوني وهل كانت ضربة فلكلورية مرتبة سابقا لحفظ ماء الوجه أم انها ستكون منعرجا خطيرا لتطورات دراماتيكية في المنطقة قد تصل لاندلاع حرب اقليمية.
اختلفت التقييمات والاراء بشأن ما حدث ليلة السبت الماضي مع ان الجميع انظمة وحكومات ووسائل اعلام كان على علم مسبق بحدوثها واليوم وبعد مضي ساعات من تنفيذ طهران لهجومها ينتظر الكل رد الفعل الصهيوني الذي تحول ايضا إلى موضوع للتخمين بين من يتوقع ضربة حقيقة موجعة وبين من يذهب الى تنفيذ الكيان كعادتها لعمليات اغتيال لقيادات ايرانية كبيرة.
وبين هذا وذاك تاتي الاخبار من غزة مؤكدة ان الاحتلال الذي صمت عن القصف والقتل لساعات ليلة السبت الماضي عاد لغطرسته وبشدة اكبر هذه المرة.
وفي السياق ابلغت وكالات الانباء والصحافيون في غزة عن غارات مكثفة في خان يونس وجباليا وغيرها من المدن والاحياء الفلسطينية اوقعت منذ الاحد الماضي العشرات من القتلى كالعادة لكن هذه الاخبار لم تعد تتصدر نشرات الاخبار واهتمام مواقع التواصل الاجتماعي بعد ان نجح الصراع بين الكيان وايران في التغطية عليها.
قد لا نبالغ ان قلنا ان ما حدث ليلة السبت الماضي قد تكون له جهات كثيرة مستفيدة ربما تختلف التقييمات في تحديدها لكن المؤكد ان غزة هي الخاسر الأكبر مما حدث.
لقد اختارت طهران ان ترد على مقتل كبار جنرالات الحرس الثوري وعلى استهداف قنصليتها في دمشق بالكيفية وفي الوقت الذي رأت أنهما مناسبين لكن الرد الإيراني بغض النظر ان كان مفبركا للاستهلاك المحلي آو حتى الدولي لم يخدم غزة التي تتواصل عملية إبادة شعبها أمام أعين العالم.
لقد قدمت طهران قبلة الحياة لنتانياهو الذي كان قاب قوسين او ادنى من لفظ أنفاسه الأخيرة كزعيم للكيان بعد ان انفضت واشنطن من حوله واليوم وبفضل الضربة الإيرانية عاد نتانياهو للسباق مجددا مدعوما من حليفته الكبرى التي لم تتأخر في تقديم المساعدة العسكرية له.
ربما تكون الضربة الإيرانية مهمة لتعديل الأوتار في المنطقة لكن بحسابات الربح والخسارة وحدها غزة التي مازالت دماء أبنائها تسيل كل يوم هي من سيدفع فاتورة ما حدث.
مع الأحداث : قمة المناخ بأذربيجان.. أي انتظارات في غياب كبار الملوثين؟
تحتضن أذربيجان قمة المناخ «كوب 29» من أجل بحث سياسات تحد من تأثير التغير المناخي خصوصا على…