حوّلت‭ ‬فرحة‭ ‬العيد‭ ‬الى‭ ‬مأساة‭ :‬ حوادث‭ ‬المرور‭ ‬حصدت‭ ‬أرواح‭ ‬18‭ ‬شخصا

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الاجراءات‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للمرور‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬المرور‭ ‬خلال‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬البلاغات‭ ‬التحذيرية‭ ‬لفائدة‭ ‬مستعملي‭ ‬الطريق‭ ‬،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬عطلة‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬تسجيل‭ ‬513‭ ‬حادث‭ ‬مرور‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬وفاة‭ ‬18‭ ‬شخصا‭ ‬وأدت‭ ‬الى‭ ‬إصابة‭ ‬644‭ ‬شخص‭  ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الحماية‭ ‬المدنية‭ ‬معز‭ ‬تريعة‭ ‬لـاالصحافة‭ ‬اليومب‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬أعوان‭ ‬الحماية‭ ‬المدنية‭ ‬قاموا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬النجدة‭ ‬والإسعاف‭ ‬بالطرقات‭ ‬والحرائق‭ ‬واسعافات‭ ‬أخرى‭ .‬

وقد‭ ‬توزعت‭ ‬حوادث‭ ‬المرور‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬بنسب‭ ‬متفاوتة‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬ولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬يوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الماضي‭ ‬حادث‭ ‬مرور‭ ‬مروع‭ ‬أدى‭ ‬الى‭ ‬وفاة‭ ‬8‭ ‬أشخاص‭ ‬فيما‭ ‬أصيب‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬إصطدام‭ ‬سيارتين‭ ‬إحداهما‭ ‬سيارة‭ ‬أجرة‭ ‬بالطريق‭ ‬الوطنية‭ ‬عدد‭ ‬3‭ ‬الرابطة‭ ‬بين‭ ‬ولايتي‭ ‬تونس‭ ‬وقفصة‭. ‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬استفاقت‭ ‬ولاية‭ ‬قفصة‭ ‬على‭ ‬حادث‭ ‬مرور‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬وفاة‭ ‬إمراة‭ ‬على‭ ‬عين‭ ‬المكان‭ ‬وإبنها‭ ‬الذي‭ ‬نقل‭ ‬الى‭ ‬المستشفى‭ ‬اين‭ ‬توفي‭ ‬متأثرا‭ ‬بجراحه‭ ‬البليغة‭ ‬،‭ ‬فيما‭ ‬أصيب‭ ‬أربعة‭ ‬أشخاص‭ ‬آخرين‭ ‬بجروح‭ ‬متفاوتة‭ ‬الخطورة‭. ‬

السهو‭ ‬وعدم‭ ‬الانتباه‭ ‬والسرعة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬

عامل‭ ‬السهو‭ ‬وعدم‭ ‬الانتباه‭ ‬والافراط‭ ‬في‭ ‬السرعة‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬الرئيسية‭ ‬لوقوع‭ ‬حوادث‭ ‬المرور‭ ‬حسب‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬لسلامة‭ ‬المرور‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬يستحوذ‭ ‬عامل‭ ‬السهووعدم‭ ‬الانتباه‭ ‬على‭ ‬42‭ % ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬المرور‭ ‬ثم‭ ‬السرعة‭ ‬بنسبة‭ ‬35‭ % ‬،‭ ‬اضافة‭ ‬الى‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬مثل‭ ‬شق‭ ‬الطريق‭ ‬وعدم‭ ‬احترام‭ ‬الأولوية‭ ‬والمجاوزة‭ ‬الممنوعة‭ ‬وغيرها‭. ‬

وللحد‭ ‬من‭ ‬حوادث‭ ‬المرور‭ ‬القاتلة‭  ‬يجدد‭ ‬المرصد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬تأكيده‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التقيد‭ ‬بقانون‭ ‬الطرقات‭ ‬وعدم‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬السرعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قيامه‭ ‬بحملات‭ ‬تحسيسية‭ ‬وتوعوية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الطرقات‭ ‬السيارة‭ ‬وكذلك‭ ‬إعداد‭ ‬ومضات‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة‭. ‬

إن‭ ‬تواصل‭ ‬ظاهرة‭  ‬ا‭ ‬إرهاب‭ ‬الطريقب‭ ‬التي‭ ‬تحصد‭ ‬أرواح‭ ‬التونسيين‭ ‬يؤكد‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عدم‭ ‬جدوى‭ ‬الوسائل‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬جيدة‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬الطرقات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تعتبر‭ ‬الأخطر‭ ‬والأكثر‭ ‬إهتراء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬بلادنا‭ ‬تحتل‭ ‬المراتب‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسب‭ ‬حوادث‭ ‬الطرقات‭ . ‬

في‭ ‬المقابل‭  ‬كشفت‭ ‬إحصائيات‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للمرور‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬حوداث‭ ‬المرور‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬وإلى‭ ‬غاية‭ ‬يوم‭ ‬8‭ ‬أفريل‭ ‬الجاري‭ ‬بنسبة‭ ‬32‭ % ‬وذلك‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬الماضية‭ . ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬الطرقات‭ ‬1125‭ ‬حادث‭ ‬خلفت‭ ‬279‭ ‬قتيل‭ ‬و1546‭ ‬جريح‭ ‬مقابل‭ ‬1656‭ ‬حادث‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬ذاتها‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬خلفت‭ ‬294‭ ‬قتيل‭ ‬و2252‭ ‬جريح‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المعدل‭ ‬يبقى‭ ‬مرتفعا‭ ‬اذ‭ ‬تسجل‭ ‬حوادث‭ ‬الطرقات‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬4‭ ‬قتلى‭ ‬يوميا‭ .‬