الطرقات خلال عطلة عيد الفطر: سلوكيات متهوّرة ودعوات لاحترام قواعد السلامة
تعتبر السرعة السبب الأول في حوادث السير يليها عدم احترام إشارات المرور، وعدم التقيّد بوضع حزام الأمان واستخدام الهاتف الجوال خلال القيادة.
وعلى الرغم من الحملات التوعوية، والإجراءات التي يتخذها المرصد الوطني لسلامة المرور في كل مناسبة خاصة خلال الصيف وفي الأعياد و آخرها المجهودات المبذولة لتأمين عطلة عيد الفطر المبارك إلا أنّه خلال السنوات الأخيرة باتت أرقام حوادث السير المسجلة مفزعة جدا تتطلب مضاعفة الجهود ووضع خطة لدعم الجانب الرقابي على الطرقات.
فهذه المآسي حتى وإن نجا منها العديد من الاشخاص من الموت إلّا أنّها خلفت لهم إعاقات مستمرة و هو ما جعل العديد من الجمعيات الناشطة في مجال السلامة المرورية تطلق صيحة فزع وتبحث عن حلول ناجعة وفورية لوضع حد لهذه الوضعية الكارثية على الطرقات.
كما أوصت بمزيد اليقظة وتعزيز وتكثيف المراقبة على الطرقات وتطبيق القانون بأكثر حزم لوضع حد للسلوكيات المتهورة لبعض السواق وفرض احترام قانون الطرقات.
وتبرز في السياق المعطيات المنشورة على الموقع الرسمي للمرصد أن أهم أسباب المؤدية إلى حوادث الطرقات هي السهو وعدم الانتباه بنسبة 40.16 % ثم السرعة بنسبة 16.18 % ثم عدم احترام الاولوية والمداهمة وغيرها بنسب متفاوتة.
وتشهد العديد من الطرقات خلال هذين اليومين كثافة في حركة المرُور بمناسبة عيد الفطر المبارك إلى درجة ان الكثير من السواق ممن يستعجلون الوصول إلى الأماكن التي يتجهون إليها يرتكبون العديد من الأخطاء في السير و في مقدمتها القيادة بسرعة والمجاوزة الممنوعة لذلك فقد اكد رئيس المرصد الوطني لسلامة المرور مراد الجويني في تصريحاته على ضرورة احترام إجراءات السلامة وتجنب ارتكاب العديد من المخالفات كالإفراط في السرعة مع ضرورة ترك مسافة الأمان والاعتناء بوسيلة النقل المستعملة وتفقد ضغط العجلات وتفقد الماء وزيت المحرك مبينا بان وزارة الداخلية سخّرت كل الإمكانيات المادية والبشرية لتأمين عطلة عيد الفطرمع التذكير و ان مجهودات المرصد للتوعية والتحسيس كانت انطلقت مع حلول شهر رمضان المعظم و ذلك بالتنسيق مع مختلف الهياكل المعنية من خلال التكثيف من حملات المراقبة على مستوى الطرقات .
وتجدر الاشارة الى ان وزير الدّاخليّة كمال الفقي كان اكد، يوم الثلاثاء 05 مارس 2024، في كلمة افتتح بها أشغال الدورة 15للمجلس الوطني لسلامة المرور على أهمية النهوض بملف السلامة المرورية وما يتطلبه من تظافر جهود جميع الأطراف المتداخلة، مثمنا مجهودات مختلف هياكل وزارة الداخلية وبقية الوزارات وجميع مكونات المجتمع المدني في حرصها الدائم على الوقاية من حوادث المرور والحدّ من انعكاساتها السلبية على الأرواح والممتلكات داعيا ايضا إلى ضرورة مزيد تطوير الآليات والإجراءات للتعمّق في دراسة أسباب حوادث الطرقات والحدّ من تداعياتها، حسب ما جاء في بلاغ للوزارة.
وانعقد المجلس الوطني لسلامة المرور بمقرّ الإدارة العامة للحرس الوطني بحضُور أعضاء المجلس وثلة من إطارات وزارة الداخلية ومُختلف الوزارات والهياكل المتداخلة ومُمثلين عن المُجتمع المدني و تمّ خلال أشغال المجلس متابعة تنفيذ توصيات الدورة السابقة وعرض الاستراتيجية الوطنية متعددة القطاعات للسلامة المرورية بتونس، كما تمّ إعطاء شارة الانطلاق في إعداد المخططات القطاعية للدورة الجديدة إضافة إلى إدماج المشاريع والبرامج التي هي بصدد الانجاز ضمنها.
و قد أشارت البيانات إلى ارتفاع عدد القتلى بسبب حوادث الطرقات بنسبة 14.71 % من 1033 قتيل إلى حدود ديسمبر سنة 2022 إلى 1185 قتيل منذ بداية العام الجاري.و تتصدر ولاية تونس قائمة الولايات المسجلة لأكبر عدد من حوادث المرور بـ875 حادث خلفت 100 قتيل و 1114 جريح تليها ولاية المهدية بـ446 حادث مرور خلفت 53 قتيلا و599 جريح فيما سجلت ولاية قبلي أقل عدد من حوادث الطرقات بـ42 حادثا خلفت 9 قتلى و61 جريحا.
78 بالمائة منهم يريدون العودة : هل ستنجح تونس في استعادة كوادرها الطبية؟
كشفت نتائج دراسة أصدرها معهد الدراسات الاستراتيجية في مارس 2024،حول هجرة مهنيّي الصحّة ان …