رغم المجهودات المبذولة والانخفاض المسجل : الحوادث مازالت تشكل «خطرا» على سلامة الأرواح
رغم المجهودات المبذولة على الطرقات وحثّ مستعملي الطريق على ارتداء حزام الأمان وتطبيق قوانين الطرقات حفاظا على سلامتهم علاوة على الدعوات المتكررة من المرصد الوطني لسلامة المرور من أجل توخي الحذر واليقظة خاصة في الساعات الأخيرة من الصيام التي عادة ما تظهر فيها علامات التعب والإرهاق فتؤثر على القدرة على القيادة الا ان حوادث المرور مازالت تشكل خطرا كبيرا على سلامة الأرواح لاسيما خلال اوقات الذروة المرورية التي تقترن بالعطل والمناسبات وقد سجل المرصد الوطني لسلامة المرور ، خلال النصف الأوّل من شهر رمضان 144 حادث مرور خلّفت 32 قتيلا و185 جريح.
كما كشف المرصد في بيانات له ، عن تراجع النسب مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية ، حيث انخفض عدد الحوادث بنسبة 30 بالمائة وعدد القتلى بنسبة 9 بالمائة وعدد الجرحى بنسبة 39 بالمائة. وأبرز أنّ هذه الحوادث كانت نتيجة السهو وعدم الانتباه (08 قتلى و 78 جريحا ) والسرعة (7 قتلى و 36 جريحا ) وعدم احترام الأولوية (قتيل و 16 جريحا).
وتصدرت ولاية تونس ،وفق المرصد، المرتبة الأولى في عدد الحوادث بـ 16 حادثا خلّفت قتيلا و 10 جرحى ، وولاية مدنين في المرتبة الأولى من حيث عدد القتلى (6 قتلى) ، وولاية المهدية في عدد الجرحى ( 20 جريحا). وذكر المرصد أنّ ذروة هذه الحوادث وقعت قبل الإفطار بين الساعة الثانية والرابعة بعد الزوال (14.00 و16.00 ) بـ 27 حادثا إنجر عنها 6 قتلى و 47 جريحا ، وبعد الإفطار بين الساعة السادسة والثامنة ليلا وذلك من خلال تسجيل 20 حادث مرور أسفرت عن 5 قتلى و24 جريحا.
كما اشار المرصد الى تسجيل انخفاض في قتلى الحوادث بنسبة -11,57 % منذ أول السنة الى يوم الاربعاء 27 مارس 2024, مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة .
ومع حلول شهر رمضان المعظم عمد المرصد الوطني للمرور بالتنسيق مع مختلف الهياكل المعنية الى التكثيف من حملات المراقبة على مستوى الطرقات الرئيسية بإقليم تونس الكبرى لا سيما في فترة الذروة وخروج العملة من مقرات عملهم حيث تعرف هذه الفترة اكتظاظا كبيرا يتواصل الى غاية الرابعة مساء .
وأكّد المرصد الوطني لسلامة المرور أنّه ومن خلال الإحصائيات التي قام بها بخصوص الأطراف المشاركة في الحوادث فإنّ النصيب الأكبر كان للسيارات الخفيفة بـ 79 حادثا تليها الدراجة النارية بـ 71 حادثا فالشاحنات الخفيفة بـ 42 حادثا.
وكان مراد الجويني، رئيس مصلحة الاتصال المروري بالمرصد الوطني لسلامة المرور قد كشف أنّ حوادث الطّرقات في تونس تخلّف ما يعادل 4 قتلى كلّ يوم، وهو رقم مفزع يتسبب فيه العنصر البشري أساسا، بنسبة قد تصل إلى 90 بالمائة.
كذلك لايزال المواطن التّونسي « يفتقر كثيرا إلى ثقافة الوعي المروري »، حسب ما أبرزته نتائج « المسح الوطني حول سلوكيّات مستعملي الطّريق المحفوفة بالمخاطر» والذّي أنجزه المرصد الوطني لسلامة المرور، بالشراكة مع وزارة الصّحة، حيث كشفت نتائج هذا المسح الذّي شمل 70 بلدية في مختلف ولايات الجمهورية (24 ولاية) وركّزعلى سلوكيات مستعملي الطّريق (الإفراط في السّرعة وعدم استعمال حزام الأمان وعدم استعمال الخوذة واستعمال الهاتف الجوّال أثناء السياقة)، أنّ نسبة السّواق الذين لا يحترمون السّرعة المحدّدة بلغت 40،16 بالمائة من مجموع السّواق، بالإضافة إلى أنّ 48،57 بالمائة لا يرتدون حزام الأمان أثناء السّياقة.
كما أفاد المسح الوطني حول سلوكيّات مستعملي الطّريق المحفوفة بالمخاطر، بأنّ 77 بالمائة من الشباب (الفئة العمرية بين 18 و24 سنة) لا يحترمون دائما السّرعة المحدّدة، إلى جانب أن 86،5 بالمائة من هذه الفئة العمريّة يستعملون الهاتف الجوّال أثناء السّياقة.
كذلك بينت نتائج دراسة حول السلامة المرورية بالفضاء البلدي، أن 50 % من الأرصفة في تونس لا يستعملها المترجل، حيث تستعمل 31 % منها لركن السيارات على الرصيف و 37.3 % منها فيها أشغال وحفر و 9.7 % منها تستعملها المحلات التجارية والمقاهي.
و بينت ذات الدراسة أن 31 % من البلديات لا تتخذ اجراءات ردعية للتصدي للاعتداء على الرصيف إضافة إلى أن 90 % من البلديات ليس لها مثال تهيئة للطرقات و 85 % من البلديات تمر بها طرق خطرة و 71 % من الأسواق البلدية تنتصب بها طرق جهوية وهي أسباب لزيادة حوادث الطرقات.
وأكدت دراسات المرصد الوطني لسلامة المرور أن %9 أطفال و21 % من الشيوخ أكثر من 70 سنة، يتضرّرون في الفضاء البلدي، كما تتسبب الدراجات النارية في 36 % من القتلى و35 % سببها المترجل، وقتيل على ثلاثة كان سببه استعمال الكحول والمخدرات.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…