2024-03-29

إضافتهم محدودة : هل ينتفض الوافدون الجدد خلال فترة التحضيرات الحالية؟

استبشرت جماهير الملعب التونسي كثيرا بعد حملة التعاقدات التي قامت بها إدارة النادي خلال الميركاتو الشتوي الأخير، إذ وقع تعزيز صفوف الفريق بعدة لاعبين أجانب وكذلك محليين أبرزهم لاعب منتخب النيجر يوسوفا أومارو فضلا عن الثالوث السينغالي محمود ديالو وأماث انداو وإبراهيما دجيت، إضافة إلى لاعب الوسط اسكندر الشيحي والمهاجم الشاب فراس الصفاقسي، وكان الهدف من هذه الانتدابات هو تعويض خروج بعض اللاعبين وفي مقدمتهم سند الخميسي الذي خيّر خوض تجربة ليبية، إضافة إلى عدد آخر من اللاعبين الذين خرجوا من حسابات الإطار الفني على غرار وسام بوسنينة وفخر الدين العوجي وكذلك فودي سوما وستيف لاوسون.

غير أن النتائج المسجلة خلال المباريات الثلاث الأولى من مرحلة «البلاي أوف» لم ترتق إلى طموحات الأحباء، إلى درجة أن البعض طالب بإقالة المدرب حمادي الدّو، قبل أن يأتي الخبر اليقين من قبل المسؤولين عن النادي الذين واصلوا منح ثقتهم في هذا المدرب الذي يحظى بثقة تامة من صناع القرار وكذلك من المدير الرياضي جمال الدين ليمام الذي نوّه بقيمة العمل المنجز من قبل هذا المدرب منذ توليه مهمة تدريب الملعب التونسي قبل أكثر من عام من الآن.

تراجع يثير التساؤل

لكن بالتوازي مع ذلك وقع طرح بعض الأسئلة بخصوص مدى توفق الإطار الفني في إيجاد التوليفة المنافسة التي يمكنها أن تساعد الفريق على تحقيق النتائج المرجوة، وفي هذا السياق يمكن التأكيد على أن رحيل الخميسي وغياب غازي العيادي وكذلك أسامة السعفي كان من بين الأسباب المباشرة التي ساهمت في تراجع أداء الخط الأمامي، خاصة وأن هذا الثلاثي ساهم بشكل واضح خلال المرحلة الأولى من البطولة في تحقيق عدد من الانتصارات، وبالتالي يمكن ربط غياب هذه العناصر بما قدمته العناصر الجديدة إلى حد الآن.

وفي هذا السياق تبدو الإجابة واضحة وجلية، فباستثناء يوسوفا أومارو الذي نجح في تقديم أداء مقنع واستطاع أن يقتلع مكانا ضمن الركائز الأساسية، فإن بقية اللاعبين الجدد بدت إضافتهم محدودة بعد مرور ثلاث جولات، ورغم أن محمود ديالو الذي كان أول الوافدين على مركب باردو في الميركاتو الشتوي سجل هدفا في المباراة الأخيرة إلا أنه لم ينجح إلى حد كبير في انتزاع مكان دائم ضمن الأساسيين، وهو ما يؤكد أن الإطار الفني مازال غير مقتنع بشكل تام بأن هذا اللاعب مؤهل للمنافسة بكل قوة على مكان دائم في التشكيلة الأساسية، وبالتوازي مع ذلك فإن مواطنه أماث انداو الذي رشحه البعض لأن يكون خير معوّض لسند الخميسي بدليل مشاركته باستمرار في المقابلتين الأوليين من مرحلة «البلاي أوف» إلا أنه خسر مكانه الأساسي في اللقاء الأخير.

أما بالنسبة لبقية العناصر الجديدة ونعني بذلك فراس الصفاقسي واسكندر الشيحي وإبراهيما دجيت فإن ظهورها مازال مؤجلا، فالصفاقسي لم يدخل بعد ضمن الحسابات خاصة وأنه مازال صغير السن، في حين فرض العدد الأقصى للاعبين الأجانب المؤهلين للعب في المباريات الرسمية بقاء الظهير الأيسر دجيت بعيدا عن دائرة المنافسين على الظهور مع الفريق الأول خاصة وأن نضال اللايفي يقدم مستوى مرضيا في الرواق الأيسر للدفاع، في حين حالت الإصابة دون تمكن الشيحي من المشاركة في المقابلات الفارطة.

التدارك ممكن وحتمي

بعد تثبيت الإطار الفني استأنف الفريق تدريباته منذ حوالي أسبوع استعدادا للرهانات القادمة في «البلاي أوف»، حيث سيواجه في الجولة الرابعة خارج ملعبه النادي الإفريقي، والثابت في هذا السياق أن هذه الراحة قد تسمح للمدرب حمادي الدّو بإعادة ترتيب أولوياته، ومن الوارد أن يجري بعض التغييرات وخاصة في الوسط والهجوم، لكن هذه التغييرات ستكون مرتبطة بمدى قدرة هذه العناصر الوافدة على تحسين قدراتها والاندماج كأفضل ما يكون مع الفريق، حيث أن أداء انداو وديالو لم يكن جيدا للغاية، وهذا الثنائي مطالب تماما مثل بقية اللاعبين الجدد بتطوير مستواه والعمل على تدارك النقائص واستغلال فترة التحضيرات خلال هذه الراحة من أجل البرهنة على أحقيتها باللعب بانتظام ضمن التشكيلة الأساسية، في حين يمكن أن يكون اسكندر الشيحي أحد الحلول البديلة خلال الفترة القادمة، وهذا الأمر يظل مرتبطا بمدى قدرته على تجاوز مخلفات الإصابة نهائيا واستعادة كافة مؤهلاته البدنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟

لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…