إنجاز الموسم الماضي يبدو مثل الحلم المستحيل: إلـى أيـن يـسير النـجم الـساحـلي؟
شتّان بين ما عاشه النجم الساحلي الموسم الماضي وبين ما يعيشه حاليا، فبعد أن نجح في موسم عودة عثمان جنيح لرئاسة النادي إثر غياب طويل للغاية في إنهاء موسمه السابق في صدارة بطولة كرة القدم وهو ما جعله يجدد العهد مع التتويجات التي غابت لمواسم عديدة، فإن كل الظروف والمعطيات والوقائع تبدو حاليا مخالفة تماما، والفريق يبدو حاليا بعيدا كل البعد عن المنافسة على لقبه بل حتى هدف إنهاء الموسم في المركز الثاني المؤهل للمشاركة مجددا في رابطة الأبطال يلوح أيضا صعبا للغاية في ظل قوة المنافسة من جهة، ووجود عديد المشاكل والصعوبات التي تحيط بالفريق من جهة أخرى، وتبعا لذلك يمكن القول إن مستقبل النادي لا يبدو مطمئنا بالمرة، بل إنه مازال يسير نحو المجهول ولا أحد بمقدوره التكهن بما يمكن أن يحصل خلال الفترة المقبلة، والسبب في ذلك أن النجم الساحلي يعيش بسبب تراكمات مواسم طويلة من المشاكل الإدارية والمالية على وجه الخصوص موسما يبدو الأسوأ والأكثر تعقيدا على امتداد تاريخه الممتد منذ سنة 1925 التي شهدت تأسيسه.
ولعل ما يلفت الانتباه في هذا السياق أن هذه المشاكل والصعوبات الإدارية والمالية ألقت بظلالها على كل الفروع، وباستثناء فريق كرة السلة التي حقق في المجمل بعض النتائج المشجعة رغم أنها لا تمكنه من المنافسة على الألقاب، فإن بقية الفروع ونعني بذلك كرة القدم وكرة اليد وكذلك الكرة الطائرة تعيش تحت وطأة واقع صعب للغاية وضبابية إدارية لم يشهد لها النجم الساحلي أي مثيل في السابق..
ديون لا حصر لها
من المؤكد أن النجم الساحلي يعيش هذا الوضع المتردي بسبب حجم الديون التي تواجهه منذ فترة طويلة، وهذه الإشكالية تعود إلى حقبة الرئيس السابق رضا شرف الدين الذي حقق بعض النتائج الإيجابية في بداية عهدته على رأس النادي قبل أن تسبب سياسته المالية في إدخال النادي إلى نفق مظلم، ففي ظل غياب سياسة مالية رشيدة وطريقة تسيير واضحة المعالم، اصطدم النادي بملفات «حارقة» تتعلق بقضايا وقع رفعها من قبل لاعبين سابقين ضد النجم الساحلي، وتلك السياسة الخاطئة كانت سببا في تراكم الديون واستمرارها إلى حد الآن، الأمر الذي جعل فريق كرة القدم يتعرض لعقوبة المنع من الانتدابات عدة مرّات في الفترة الماضية، ولئن نجحت الهيئة «المؤقتة» بقيادة عثمان جنيح الموسم الماضي في رفع بعض العقوبات وهو ما جعل الفريق يبرم بعض الصفقات في بداية موسم التتويج بلقب البطولة، إلا أن كثرة الشاكين بحق النادي وتضاعف نسبة الديون أدى في نهاية المطاف إلى حدوث عجز تام أصاب إدارة النجم في بداية هذا الموسم، والنتيجة أن الفريق حرم من تعزيزات جديدة كان من شأنها أن توفر حلولا إضافية يمكن أن تضمن نجاحه محليا وربما قاريا هذا الموسم.
والثابت أن جنيح الذي نجح نسبيا في تغطية بعض أخطاء الرئيسين السابقين رضا شرف الدين وماهر القروي كان واضحا تماما أنه لم يعد بمقدوره الاستمرار في منصبه بسبب هذه الديون الهائلة التي تحاصر النادي من كل حدب وصوب، ولعل انسحابه مؤخرا من الواجهة حيث خلفه حامد كمون مؤقتا يعطي الدليل على أن كل الحلول المقدمة في الوقت الحاضر ومن بينها جمع تبرعات من قبل الجماهير لا يمكن أن تضمن بالضرورة تفادي كل الديون المتراكمة.
إطار فني مؤقت
وما يجعل التكهن بمستقبل أفضل للنجم الساحلي سواء في نهاية هذا الموسم أو الموسم المقبل الذي يتزامن مع مائوية النادي يبدو صعبا للغاية، أن الاستقرار على مستوى الإطار الفني منعدم تماما، ففي الموسم الماضي استعانت إدارة جنيح بادئ الأمر بابن النادي محمد المكشر الذي رحل وترك منصبه إلى فوزي البنزرتي، أما في الموسم الحالي فإن الوضع تغير كليا، فبعد أن بدأ عماد بن يونس الموسم على رأس الفريق أدت النتائج المتذبذبة والأداء غير المقنع إلى رحيله في بداية السنة الحالية، ليخلفه بعد ذلك ابن النادي أحمد العجلاني الذي أشرف على الفريق في أربع مقابلات فقط قبل أن يرحل سريعا، وفي ظل غياب مسؤول له القدرة على اتخاذ قرارات مصيرية بشأن الإطار الفني ولم لا التعاقد مع مدرب جديد، فقد وقع منح الثقة مؤقتا إلى الثنائي سيف غزال ومحمد علي نفخة للإشراف على الفريق، ورغم وجود بعض التطمينات غير المؤكدة أن هذا الثنائي سيحظى بفرصته كاملة إلى نهاية الموسم، إلا أن الوضع المتردي والأجواء المتوترة للغاية ربما لا تحتمل بالمرة بقاء غزال ونفخة على رأس الفريق في صورة فشلهما في تحقيق نتائج مرضية في ما تبقى من منافسات هذا الموسم سواء في البطولة أو كأس تونس.
واقع أليم في رياضات القاعات
رغم أن نتائج بقية فرق النجم الساحلي ونعني بذلك فرق رياضات القاعات لا تبدو مختلفة كثيرا والنتائج المحققة في المواسم الأخيرة، بما أن النجم ابتعد منذ سنوات عن لعب الأدوار الأولى سواء في بطولة كرة اليد أو الكرة الطائرة وكذلك كرة السلة، إلا أن الوضع الراهن يبدو أكثر صعوبة، حيث هيمنت المشاكل المالية على هذه الاختصاصات التي يفخر النجم الساحلي بأنه النادي الوحيد في تونس الذي ينافس في بطولات الرياضات الجماعية الأربعة، والواقع الحالي يبدو مترديا وأليما، إذ تعاني هذه الفرق التابعة للنادي من صعوبات مالية جمة في ظل غياب الدعم وعدم وجود أي اهتمام جدي بالنهوض بها أو إنقاذها من الإندثار، بل الأكثر من ذلك أن بعض الأصوات تعالت في وقت سابق لتشير إلى أهمية «التضحية» باختصاص أو اثنين، بما أن النجم الساحلي لم يعد قادرا على الصمود أكثر والموازنة بين متطلبات فريق كرة القدم بالأساس وبقية فرق رياضات القاعات.
ورغم أن فريق كرة السلة مستمر في تحقيق نتائج مميزة هذا الموسم، حيث أنه يحتل عقب الجولة الثانية المركز الثاني في ترتيب «البلاي أوف» بمعية الاتحاد المنستيري (أمس واجه النادي الإفريقي في الجولة الثالثة)، إلا أن النجاح في الصمود والاستمرار في المنافسة على لقب غائب عن النادي منذ مواسم عديدة، يتطلب بالضرورة توفير الدعم المالي والمساندة الدائمة لفريق تغلب على كل الصعوبات والمشاكل إلى حد الآن بفضل وجود المدرب سمير بودن وعدد من اللاعبين الجيدين على غرار المخضرم حمدي براع.
لكن بالتوازي مع ذلك فإن نتائج فريقي كرة اليد والكرة الطائرة لا تبدو جيدة تماما، ففريق كرة اليد تأهل إلى المرحلة الحاسمة من البطولة دون رصيد من الحوافز، أما فريق الكرة الطائرة فإنه يبدو بعيدا تماما عن دائرة الفرق القادرة على منافسة الترجي الرياضي على اللقب.
جماهير غاضبة
من المعروف جيدا عن جمهور النجم الساحلي أنه شديد التأثير في أجواء النادي، وقد سبق له أن ضغط بقوة على الهيئة المديرة في عهد رضا شرف الدين ثم ماهر القروي، بل إن هذه الضغوطات التي جاءت نتيجة تواضع الأداء وسوء النتائج ووجود فشل إداري واضح ساهمت بشكل مباشر في رحيل هذين الرئيسين السابقين، ورغم أن الموسم الماضي كان ناجحا إلى حد كبير بما أن فريق كرة القدم توصل إلى التتويج بلقب البطولة، إلا أن الوضع الراهن لا يبدو جيدا بالمرة، والمعطيات الراهنة توحي بأن الغضب الجماهيري المتزايد باستمرار قد يؤدي إلى زيادة منسوب التوتر داخل النادي، ومثلما شنّت في السابق جام غضبها على مسؤولين سابقين من خلال تأثيرهم القوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر تنظيم وقفات احتجاجية، فإن جماهير النادي لن تتردد بالمرة في القيام بتحركات مماثلة خاصة إذا تواصل الأمر على ما هو عليه واستمرت الضبابية على المستوى الإداري والفني وكذلك العجز الواضح على المستوى المالي.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…