بعد فتح شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة : في انتظار«فك الحصار»من حول محيط سفارة فرنسا بالعاصمة
استبشر التونسيون أول أمس بحدث فتح شارع الحبيب بورقيبة أمام السيارات والمارة على مستوى وزارة الداخلية… بعد غلق استمر لحوالي 13 سنة غيّر خلالها من ملامح الشارع الرمز وعطل حركة المرور حيث تحولت حركة السير إلى مستوى شارع فرحات حشاد.
ويؤشّر فتح شارع الحبيب بورقيبة إلى حالة الاستقرار الأمني التي تعيشها البلاد وتراجع مستويات التهديد الإرهابي والأمني نتيجة النجاحات الأمنية الأخيرة والقضاء على جيوب الجماعات الإرهابية وتفكيك عديد الشبكات الاجرامية التي قد تهدد أمن واستقرار البلاد.
ومثّل حدث فتح شارع الحبيب بورقيبة الذي جاء بقرار من رئيس الجمهورية قيس سعيد خطوة نحو استعادة الشارع لبريقه وحركيته خاصة بعد حملة التنظيف والتهيئة التي طالت الشارع ونحن مقبلون على موسم سياحي تؤكد كل المؤشرات أنه سيكون موسما واعدا بالنظر لمستوى الحجوزات والحملات الترويجية للوجهة السياحية التونسية كما يلعب شارع الحبيب بورقيبة دور الشريان الحيوي الرئيسي للعاصمة فهو الرابط بين مشارف الضاحية الشمالية على مستوى محطة «ت ج م» وصولا إلى أبواب أسواق المدينة العتيقة فضلا عن الحركية الاقتصادية التي يتميز بها المكان.
وقد أثّر قرار الغلق على نشاط عديد المحلات والمقاهي المنتشرة على جانبي الشارع ما حوّل مسألة فتح الشارع إلى مطلب شعبي ومطلب ملحّ لأصحاب هذه المحلات خاصة منها المتاخمة لوزارة الداخلية أملا منهم في استعادة الشارع لحيويته وحركيته الاقتصادية المعهودة.
ولكن الشارع لن يستعيد كامل نشاطه وأدواره المألوفة إذا تم استثناء الجزء المحاذي لسفارة فرنسا من قرار الفتح وإزالة الحواجز الحديدية التي حوّلت محيط السفارة إلى محيط أشبه بثكنة عسكرية بالنظر للأسلاك الشائكة والحواجز المحيطة بالسفارة خاصة وأن القيادات الأمنية أكدت على استقرار الأوضاع الأمنية وأن لا مخاطر تتهدد العاصمة على وجه الخصوص.
وتجدر الإشارة إلى أن مقر السفارة لا يضم إقامة السفير فلا يعدو أن يكون مقرا إداريا على الرغم من سيادية المكان ورمزيته السياسية فلا ضير اليوم من تخفيف هذه الحواجز مع الحفاظ على مستوى عال من الحماية الأمنية فحسب وفتح بقية الشارع أمام زوار تونس قبيل انطلاق الموسم السياحي وتوافد السياح على المسالك السياحية والتي يمثل شارع الحبيب بورقيبة أحد أهم ركائزها.
وعلى الرغم من استثنائية الحدث بعد فتح الشارع بعد حوالي 13 سنة يعيد مشهد انسيابية حركة المرور والمارة إلى الأذهان صورة الشارع الذي يختزل نبض الشارع التونسي بمختلف أبعاده الاجتماعية والثقافية والاقتصادية كما أنه نقطة الالتقاء بين تونس الذكريات تونس الحنين تونس التاريخ تونس الحضارة والتمدّن…
وقد يضفي تعهّد البنايات القديمة والمطلة على الشارع مزيدا من الرونق والجمالية على هذا الشريان الحيوي خاصة بعد إزالة مختلف مظاهر الفوضى من الأنهج المجاورة للشارع الرئيس للعاصمة والتواجد الأمني المكثف للتصدي لأيّ انزلاق أمني محتمل.
وهو ما أكد عليه وزير الداخلية كمال الفقي عند اشرافه على زيارة تفقد بشارع الحبيب بورقيبة حيث أشار إلى أن الشعب التونسي عانى كثيرا وتحمّل ظروفا صعبة وكان في حاجة لإيجاد صيغة لإيقاف حالة الفوضى والتسيب وفق قوله مشددا على «ضرورة فرض الجدية في ممارسة الحقوق» مضيفا بالقول «من باب الجدية فتح شارع الحبيب بورقيبة لكل التونسيين ضمانا لحقوقهم في التمتع بحرية التنقل»، مُرحّبا بكل التظاهرات بشارع الحبيب بورقيبة بمناسبة عيد الاستقلال.
الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي لـ«الصحافة اليوم» : توقيع جملة من الاتفاقيات بين تونس والكويت يفتح آفاقا واعدة للشراكات المثمرة
وقّعت تونس والكويت على إثر انعقاد اللجنة العليا المشتركة التونسية الكويتية على 14 اتفاقية،…