2024-03-12

متحدّيا العوامل المناخية الصعبة : زيت الزيتون يحقق عائدات مالية هامة تقدر بـ 2300 مليون دينار الى موفى الشهر الماضي

قال كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون محمد النصراوي لـ«الصحافة اليوم» أن عائدات زيت الزيتون قد حققت خلال الفترة الممتدة من 1 نوفمبر الى غاية 29 فيفري ايرادات هامة من العملة الصعبة لميزانية الدولة بلغت 2300 مليون دينار مشيرا إلى أن هذا القطاع يواصل تحقيق أرقام قياسية على المستوى العالمي بالرغم من العوامل المناخية الصعبة التي أثرت على الإنتاج .

وفسر النصراوي تطور عائدات زيت الزيتون مقابل تراجع الإنتاج بغلاء أسعار الزيت على المستوى العالمي حيث ارتفع سعر الطن الواحد الى مستوى 26407 دينار خلال الموسم الحالي بعد أن كان في حدود 15192 دينار في السنة الماضية .

ولفت كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون إلى أن زيت الزيتون التونسي يحظى بمكانة متميزة عالميا وبجودة عالية ويتجلى ذلك من خلال حصوله على العديد من الميداليات في مسابقات عالمية ، كما أنه ينافس أكبر دول منتجة لزيت الزيتون في العالم على غرار اسبانيا وايطاليا .

توقعات بتسجيل صابة مقبولة خلال الموسم المقبل

وخلافا للموسم الماضي حيث كان مستوى الصابة ضعيفا جدا لم يتعد 2,5 مليون قنطار وذلك لأسباب مرتبطة بتردي العوامل المناخية وشح الأمطار ، فانه من المتوقع أن يكون الموسم المقبل افضل بكثير من سابقيه وفق النصراوي حيث أن كميات الأمطار التي تم تسجيلها منذ بداية العام الحالي أكثر من مستواها خلال العام الماضي . كما أن توقعات المعهد الوطني للرصد الجوي على المدى البعيد تشير الى أن شهر مارس الحالي سيشهد نزول المزيد من الغيث النافع وأن درجات الحرارة التي يتم تسجيلها أقل خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.

وبالتوازي مع تحسن العوامل المناخية ونزول الغيث النافع يواصل الفلاحون  عمليات الحرث وتقليع الأعشاب الطفيلية الى جانب مداواة الأشجار المثمرة لا سيما وأنه خلال هذه الفترة تنتشر الامراض الفطرية التي تصيب المحاصيل الزراعية وأشجار الزيتون وغيرها ..

ولأن قطاع الزيتون أصبح مربحا بالنسبة لأصحاب الضيعات بعد أن ارتفعت أسعاره ، بادر العديد من صغار الفلاحين الى غراسة مشاتل الزيتون تحضيرا للمواسم المقبلة .

وقد لاحظ محدثنا إقبال المنتجين على شراء مشاتل أجنبية أو موردة كونها سريعة النمو وتنتج بكميات كبيرة ، لكنها لا تعمر مثل المشاتل المحلية التي تدوم لسنين كثيرة وتحتاج لكميات هامة من الماء ، ودعا في هذا السياق كافة الفلاحين إلى غراسة المشاتل التونسية التي تتماشى مع طبيعة المناخ في بلادنا حتى مع نقص الأمطار فانها تظل تقاوم ولا تموت وفق قوله .

وعن امكانية تراجع أسعار زيت الزيتون في الفترة المقبلة أفاد كاتب عام الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون أنه من المستبعد تراجع أسعار الزيت نظرا لتراجع الانتاج وعدم التوازن بين العرض والطلب ، لكن في المقابل فان البرنامج الخصوصي الذي تم اعتماده بضخ كميات من زيت الزيتون البكر الممتاز بسعر تفاضلي بـ15 دينارا للتر الواحد يتواصل الى غاية موسم الصيف ، وقد مكن هذا البرنامج من تزويد المواطن التونسي ببعض من حاجياته من زيت الزيتون لا سيما خلال شهر رمضان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية

أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…