التونسيون والاستعداد لشهر رمضان : حركية كبرى تنعش الفضاءات التجارية بالعاصمة ..!
بشوارع العاصمة المحاذية للسوق المركزية غصت محلات بيع الفواكه الجافة بجمع غفير من النساء والرجال يتدافعون ويلتحمون ببعضهم البعض نتيجة الازدحام الكبير لاقتناء مشتريات متنوعة من أنواع شتى من الفواكه الجافة و«التوابل» والبقول الجافة ومادة «الدرع» حيث يعتبر طبق مائدة السحور للعائلات التونسية.
فرمضان فاحت رائحته في الشوارع وفي البيوت فانهمكت ربات البيوت في الاستعداد له عبر المقتنيات الجديدة للأواني وللتوابل و«الاجبان» لإعداد «الملسوقة» التي تعد طبقا شهيا لا يغيب عن مائدة الإفطار وغيرها من الاستعدادات و اهم استعداد هو تنظيف المنزل لتجديد الطاقة ودهن الجدران ثم شراء اواني جديدة وأنواع من التوابل ومن «شربة الشعير» تقول تركية.. بوغانمي في ما عدا ذلك فان مائدة رمضان بالنسبة إليها فـ«كل نهار وقسمو» سواء من أنواع اللحوم والخضر وغيرها من المواد الاستهلاكية .
وتشهد الأيام الأخيرة قبل حلول الشهر الكريم حركية نشيطة في الأسواق المركزية وبالجملة والأسبوعية وتتزين المخابز بأنواع عديدة من الخبز اذ يعتبر استهلاك التونسي مرتفعا للخبز بمعدل 206 كليغرام في السنة للفرد الواحد ولو ان النقص في مادتي «الفرينة» و«السميد» سيلقي بظلاله خلال شهر رمضان اما محلات بيع الحلويات فتزينت بأنواع خاصة بشهر الصيام ومنها «الزلابية» و«المخارق» و«القطائف» التي يتفنن التونسيون في اعدادها وتتفنن السيدة ثريا الليلي في اعداد أصناف عديدة من المعجنات من «شربة الشعير» و«النواصر» تعدها بالمنزل ولا تحبذ اقتناءها من المحلات أما فيما يخص الخضر والفواكه فإنها تقتني حاجياتها من السوق الأسبوعية بجهة المرناقية بأسعار مناسبة وفق تعبيرها اذ تعتبر من المنتج الى المستهلك اين يباع البرتقال بـ700مليم و«البطاطا» بدينار وهي أسعار تتناسب مع مقدرتها الشرائية .
اما السيدة ريم الفوغالي فان التزاماتها في عملها في مجال المنتوجات المزخرفة لا يسمح لها بإعداد التوابل والمعجنات بالمنزل بل انها تقتنيها من احد المزودين بجهة نابل اذ تشتهر المنطقة بنكهة توابلها والهريسة المميزة وبجودتها ومذاقها الذي تحبذه اغلب العائلات التونسية.
« الأسعار ارتفعت كثيرا مقارنة بالسنوات الفارطة ولم يعد الاستعداد لشهر رمضان كما في السابق»تعلق السيدة ريم وتضيف «القى ارتفاع الأسعار لكل المواد الاستهلاكية بثقله على كاهل العائلة التونسية وإن كان شهر الصيام يأتي ببركته كما يقال» وعلى الرغم من غلاء الأسعار فان استهلاك التونسي يتضاعف خلال شهر الصيام من العديد من المواد على غرار المصبرات وخاصة مصبرات «التن» والبيض والخبز والمعجنات وانواعها ومشتقات الحليب.
وكشف استبيان أنجزه المعهد الوطني للاستهلاك حول «سلوكيات الاستهلاك والتسوق لدى التونسيين» ان الاكلات المطبوخة من المواد الغذائية الأكثر تبذيرا في شهر رمضان بنسبة 66 % ويصل التبذير في مادة الخبز الى نحو 46 % والحلويات بنسبة 20 % والخضر بـ14 % .
وبعيدا عن منطق التبذير والاقتناءات الجديدة للأواني واللحوم بشتى انواعها فان شهر الصيام يعد مناسبة للقيام بالشعائر الدينية من صلاة «التراويح» وقراءة القرآن بالنسبة للسيدة عايدة بوغانمي اذ انها تنبذ التبذير في شهر رمضان لذلك فإنها لا تعتمد على الشراءات المتعددة بل تعد اصنافا من التوابل بنفسها والحلويات والخبز وتهتم بوجبة «السحور» لما لها من فائدة على جسم الانسان من اجل الاستعداد لصيام يوم كامل في ظروف صحية وجسدية جيدة « للأسف فان اغلب العائلات التونسية تبذر في شهر الصيام مع انه شهر مميز للعبادة وليس بكثرة الاكل وانما في جودة المأكولات» تقول عايدة وهو ما ينصح به الأطباء اذ ان إفطار الصائم يجب ان يجمع بين الوجبات الصحية المشبعة بالمعادن والفيتامينات والالياف المتأتية من الخضروات والفواكه والقليل من اللحوم والسكريات لمد الجسم بالطاقة للصيام لشهر كامل، جعله الله مباركا على التونسيين والتونسيات .
البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية : إحياء للموروث التقليدي بكامل الولايات
يواصل الديوان الوطني للصناعات التقليدية انجاز البرنامج الترويجي الجهوي للصناعات التقليدية …