مائدة مستديرة حول جرجيس زمردة المتوسط : دعوة إلى حماية المعالم الأثرية وتثمينها ثقافيا وسياحيا
احتضنت دار الثقافة ابن شرف بجرجيس نهاية الأسبوع الماضي مائدة مستديرة حول «جرجيس زمردة المتوسط .. عبر التاريخ» تضمنت مداخلات قيمة لمجموعة من مثقفي الجهة والمختصين في التاريخ وعلم الاجتماع.
فقد بين الأستاذ في التاريخ والجغرافيا سمير غراب أن مدينة جرجيس أطلق عليها الزوار العرب “ الزمردة الكبيرة” إذ كان بها قبل الاستعمار أكثر من 560 بستان وحوالي 30 ألف شجرة نخيل وحوالي 10 آلاف شجرة تين و40 ألف شجرة زيتون وحوالي 80 معصرة تقليدية فضلا عن حوالي 60 دكان حياكة.
كما بين أن مدينة جرجيس ثرية بالعديد من المواقع الأثرية التي تنتظر الاهتمام والحماية من وزارة الثقافة والجهات المعنية مؤكدا على ضرورة حمايتها من المتطفلين والباحثين عن الكنوز والباحثين عن الآثار والمتاجرين بها مع ضرورة مزيد التنقيب عن الآثار بجرجيس لأن أغلب هذه الآثار مازالت مغمورة تحت التراب وفق قوله. ووجه دعوة ملحة وصيحة فزع لحماية المواقع الأثرية بمدينة جرجيس على غرار موقع الزيان الذي مازال إلى اليوم دون حارس مفتوح لكل من هب وموقع هنشير الكلخ والبرج الأثري ببحيرة البيبان. وقدم لمحة عن جزء من تاريخ جرجيس الحديث والمعاصر وبعض خصائص التحولات الاقتصادية والاجتماعية بها.
وبين بخصوص نادي زيطا لعلوم الآثار أنه ناد تلمذي تأسس منذ سنة 2013 بمعهد 2 مارس بجرجيس يستعد لإصدار نشرية للتعريف بالمعالم الأثرية والمحطات التاريخية والتراث المحلي لمدينة جرجيس.
أما أستاذ علم الاجتماع عبد الله عطية فقد بين في مداخلة له حول الهجرة بجرجيس أن الجيل الأول للهجرة كان نافذة المثاقفة الأولى كان جيلا محافظا قل منهم من تجنس مشيرا إلى أن بداية التصدع والتحول كانت مع بداية الثمانينات باصطحاب المهاجرين من أبناء الجهة زوجاتهم إلى أوروبا الشيء الذي أدى إلى تخلف لغوي تجلى في صعوبة التحدث باللغة العربية وتخلف ثقافي من خلال الاغتراب والتأثر بأنماط الحياة الغربية فضلا عن ظهور النزعة الاستعراضية البذخية وفق تعبيره.
إثر ذلك وبداية من التسعينات دخلت مرحلة التفويت في الإرث المادي والعقاري من خلال بيع الممتلكات من أشجار الزيتون أو الحلي من أجل الحصول على تأشيرة نحو فرنسا أو “الحرقة” فضلا عن ظاهرة الانقطاع عن الدراسة من أجل الهجرة مشيرا إلى أن ذلك يمثل عقلية جديدة متجهة أكثر نحو الفردية بعيدا عن نطاق قيم الأسرة الموسعة.
وختم مداخلته بالتعريج على مرحلة 18/18 مرحلة تجارة الموت مشير إلى أن قرابة 1000 ضحية تم دفنها بجرجيس منذ 2011 إلى حدود سنة 2017 حسب الإحصائيات المتوفرة لدى جمعية تواصل بجرجيس.
من جهته استعرض الأستاذ صلاح المزلوط في مداخلة له حول تاريخ الجهة أهم المعالم والمواقع الأثرية المهددة بالتدمير والزحف البشري والمخاطر التي تهددها على غرار الموقع الأثري هنشير الكلخ الذي يحتوي على معالم تعود إلى العصور القديمة البونية والرومانية ويتعرض إلى عديد المخاطر إذ تحول إلى مصب للفضلات المنزلية وبقايا مواد البناء أصبح معه المعلم الأثري مهددا بالاندثار.
ودعا المعهد الوطني للتراث إلى إدراج هذا الموقع ضمن قائمة المعالم الأثرية المصنفة والمحمية وإجراء حفريات بالموقع قصد الاستفادة منه في المستقبل ثقافيا وسياحيا خاصة أنه قريب من المنطقة السياحية بجرجيس.
المركب الفلاحي بشماخ جرجيس : توقع إنتاج 189 ألف طن من زيت الزيتون
قدرت صابة الزيتون بالمركب الفلاحي سيدي شماخ بجرجيس لهذا الموسم بحوالي 975 ألف طن من الزيتو…