2024-03-02

تونس ضيف شرف في قمة منتدى الدول المصدّرة للغاز : دعم التعاون المشترك والتباحث حول أهم التحديات التي تواجه المنطقة

حلّ أمس رئيس الجمهورية قيس سعيد بالجزائر، وجاء ذلك تلبية للدعوة التي تلقاها من الرئيس عبد المجيد تبون للمشاركة كضيف شرف في القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز التي تلتئم اليوم بالعاصمة الجزائرية.

وتعتبر هذه القمة مناسبة لمناقشة ملفات التعاون المشترك بين الدول المنتجة الرئيسية للغاز بهدف ضمان استقرار الأسواق العالمية ومواجهة التحديات التي قد تواجه الطلب على هذه الطاقة خلال المرحلة المقبلة. هذا الى جانب اعداد اعلان الجزائر في هذا المجال والمصادقة عليه من طرف رؤساء دول وحكومات المنتدى الحاضرين في القمة، التي ستتوج اليوم بتلاوة مضمون هذا الإعلان، الذي من المنتظر ان يوجه رسالة قوية حول الدور الحاسم للغاز الطبيعي كمصدر طاقة نظيف وموثوق مع ضمان توازنه مع المحادثات الموسعة حول تقليص انبعاثات الكربون المرتقبة خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الامم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ المزمع عقدها بأذربيجان في نهاية 2024.

وفي ما يخص الحضور التونسي في مستوى أعلى هرم في السلطة في هذه القمة فقد اكد نجيب حشانة الديبلوماسي السابق في تصريح لـ«الصحافة اليوم» على ان حضور تونس في الخارج وفي أي محفل سياسي أو اقتصادي او ثقافي وعلى مستوى عال دائما ما يكون مفيدا. وبالنسبة للقمة التي تحتضنها الجزائر بخصوص الدول المصدرة للغاز كمجموعة تكونت حديثا بالنظر الى أهمية طاقة الغاز الطبيعي كطاقة أنظف من النفط وانتاجها اقل تكلفة منه.

واعتبر محدثنا ان حضور تونس في قمة تهم الغاز يمثل مناسبة للاطلاع على الاشكاليات التي تخص سوق هذه الطاقة والتصورات التي تضعها وتوجهاتها إما نحو التعويض الكامل للنفط أو التعويل على الغاز أكثر من النفط. ليذكّر بالمشكل الطاقي الذي تعيشه بلادنا ومدى ما تتحمله الدولة من نفقات لدعم المحروقات وبالتالي هذه مناسبة مهمة للاطلاع على تطورات سوق الغاز.

وعلى مستوى ثنائي أكد محدثنا على أهمية العلاقة بين تونس والجزائر التي وصفها بانها جد طيبة وثابتة وقائمة وقابلة للتطور. ليضيف بأن تحول رئيس الجمهورية قيس سعيد الى هذا القطر الشقيق تلبية لدعوة الرئيس عبد المجيد تبون للمشاركة كضيف شرف في القمة يمثل أمرا إيجابيا ويعكس مدى متانة العلاقة بين البلدين. وعلاوة على الحضور عبر الأستاذ نجيب حشانة عن امله في ان يتم استغلال هذه المناسبة لعقد لقاءات جانبية للحديث وتناول العلاقات الثنائية سواء من حيث التعاون او من حيث التشاور السياسي بخصوص اهم التحديات في مستوى المنطقة او في مستوى دولي.

وذكّر محدثنا بأهمية الدور الجزائري خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية حيث أصبحت المزود الرئيسي لأوروبا بطاقة الغاز الطبيعي وصارت بمثابة القطب الطاقي بالنسبة للبلدان الأوروبية لتأمين حاجيات سوقها من الغاز. وعلى مستوى ثنائي يجب التذكير بان تونس تستورد كميات هائلة من الغاز من الجزائر لتلبية حاجيات السوق التونسية من الطاقة. وبالتالي حضور تونس في ملتقى يهتم بالغاز يعتبر مهما جدا للتعرف على المتوفر من هذه الطاقة واحوال سوقها واسعارها وتطورات هذه السوق وتوجهاتها، خاصة في ظل الميل الكبير نحو استعمال الغاز الطبيعي كطاقة بديلة للنفط من اجل الحفاظ على البيئة وعلى صحة الانسان من خلال الحد من انبعاث الكربون في الهواء وهو ما يمثل رهانا دوليا.

وعلى أهمية الحضور التونسي في مستوى رئاسة الجمهورية في القمة لا بد حسب محدثنا تحصيل الاستفادة الأقصى منه. وبالتالي من المهم في تقديره استغلال المناسبة لإجراء اتصالات مع أكبر منتجي ومصدري الغاز لان هذه السوق المستقبلية الواعدة لها انعكاس مباشر على مصالح تونس من حيث الطاقة، خاصة وانه ليس من الخافي ما تعانيه بلادنا من نقص فيها. ومن ناحية أخرى فان اللقاءات الثنائية على هامش هذه القمة يجب ان تستغل لتناول العلاقات الثنائية مع البلدان الحاضرة والتي تم ترتيب لقاءات مع قادتها وممثليها لربط الصلة ومزيد التعمق في العلاقات والبحث عن آفاق جديدة للتعاون في المجال الطاقي وغيره من المجالات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بعد أن كشفت زيارات الرئيس الميدانية تقصير المسؤولين الجهويين : العمل الميداني أصبح من ركائز عمل الولاّة

كشفت الزيارات الميدانية ذات الطابع الفجئي التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى مختلف ال…