2024-03-02

تحل ضيفة شرف على منتدى الدول المصدرة للغاز : تونس أمام فرصة لتعزيز مصادر الغاز وتعديل الميزان الطاقي

تشارك تونس في القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، الذي تحتضنه العاصمة الجزائرية هذه الأيام في شخص رئيس الجمهورية قيس سعيّد الذي تلقى دعوة عبد المجيد تبّون، رئيس الجمهورية الجزائرية للمشاركة كضيف شرف في هذه القمّة التي ستنعقد اليوم السبت لمناقشة ملفات التعاون المشترك بين الدول المنتجة الرئيسية بهدف ضمان استقرار الأسواق العالمية ومواجهة التحديات التي قد تواجه الطلب على الغاز خلال المرحلة المقبلة. ويعد هذا المنتدى منظمة حكومية دولية تضم 12 دولة عضو (الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد وتوباغو، الإمارات العربية المتحدة وفنزويلا) وسبع دول مراقبة (أنغولا، أذربيجان، العراق، ماليزيا، موريتانيا، موزمبيق وبيرو). وتنتج هذه البلدان معا ما يقرب من 72 بالمائة من احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم و44 بالمائة من الإنتاج العالمي. ويسارك في القمة السابعة لرؤساء الدول والحكومات لمنتدى البلدان المصدرة للغاز، عدد من رؤساء هذه البلدان ومن بينهم: رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، رئيس فنزويلا نيكولاس مادور، رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني وغيرهم من الكبار المسؤولين السياسيين على غرار وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف ووفد إيطالي من وزارة البيئة وأمن الطاقة برئاسة نائبة الوزير فانيا جافا.

ويأتي انعقاد منتدى الدول المصدرة للغاز في ظرف عالمي «متذبذب» و يشهد توتراً لا سيما بعد الحصار المفروض على البحر الأحمر، بسبب الهجمات التي نفذتها ميليشيات الحوثي اليمنية الموالية لإيران ضد السفن التجارية العابرة للمنطقة احتجاجًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة والتي تجبرت بعض الدول على تعليق إمدادات الغاز الطبيعي المسال عبر البحر الأحمر. الأمر الذي سيكون له تداعيات عديدة على السوق العالمية والسوق الأوروبية.

وبالعودة الى المشاركة التونسية في هذه القمة، تعد دعوة رئيس الجمهورية للمشاركة في فعاليات هذه التظاهرة الاقتصادية حدثا ذا «أهمية عالمية» لا سيما في ظل مشاركة عدد من صناع القرار في هذا القطاع الحيوي وإمضاء العديد من اتفاقيات التفاهم والشراكة من اجل ضمان مستقبل «طاقوي» امن وعادل كما تعد فرصة لتونس للبحث عن حلول إستراتجية جديدة تدعم بها قطاع الغاز الذي يشهد تراجعا في مردوديته حيث تراجع إنتاج الغاز التجاري الجاف إلى موفي نوفمبر 2023 بنسبة 8 % مقارنة بنفس المدة من سنة 2022 إذ بلغ حوالي 1.51 مليون طن موازي نفط مقابل 1.68 مليون طن موازي نفط خلال نفس الفترة من سنة 2022. وشمل التراجع معظم الحقول الرئيسة المنتجة للنفط : تراجع إنتاج حقل ميكسار بنسبة 13 %, حقل صدر بعل بنسبة 9 %, حقل نوارة: تراجع بنسبة 2 % وفي المقابل ارتفع إنتاج حقل معمورة وبركة بنسبة 107 % .

وفي حقيقة الأمر، يعد حضور رئيس الجمهورية قيس سعيد فعاليات القمة السابعة لرؤساء دول وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، فرصة لمناقشة واقع المبادلات التجارية الطاقية بين تونس والجزائر ومحاولة الاستفادة من تحسين مردودية قطاع الطاقة بالجزائر التي أصبحت تعد من أهم الدول المنتجة والمصدرة للغاز في العالم، باحيتاطيات مؤكدة تصل إلى 4500 مليار متر مكعب والمصدّر الأول لهذه المادة الاستراتيجية في أفريقيا متجاوزة نيجيريا، حيث تبلغ صادراتها الموجهة أساسا للسوق الأوربية نحو 50 مليار متر مكعب سنويا.

واستنادا على هذه المؤشرات الخاصة بوضع قطاع الغاز في كل من تونس والجزائر والتي تعكس بوضوح حاجة تونس الى دعم تعاونها الاقتصادي مع الشقيقة الجزائر بات من الضروري مراجعة بعض الاتفاقيات الثنائية بين البلدين ولاسيما فيما يخص «الإتاوة» التي تتمتع بها تونس والمفروضة على استغلال الأنبوب الجزائري- الإيطالي والمقدرة بنسبة 5.25 % والتي شهدت هي الأخرى حتى موفى نوفمبر 2023 تراجعا بنسبة 3 % لتبلغ 922 ألف طن مكافئ نفط مقابل 954 ألف طن مكافئ نفط خلال نفس الفترة من السنة الفارطة. ولعل حضور رئيس الجمهورية في هذه القمة المخصصة لمناقشة مواضيع واتفاقيات لها صلة بالغاز وفي الجزائر بالذات تعد فرصة سانحة لمناقشة بنود هذه الاتفاقية وجعلها أكثر مردودية اقتصادية لصالح قطاع الطاقة بتونس باعتبار ان الترفيع في قيمتها سيعمل على الحد  من اختلال الميزان الطاقي وسد الفجوة بين الانتاج الوطني والاستهلاك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

بهدف تعبئة 720 مليون دينار : انطلاق  الاكتتاب في القسط الرابع من القرض الرقاعي الوطني لسنة 2024

انطلقت أمس الأربعاء عملية الاكتتاب في القسط الرابع من القرض الرقاعي الوطني لسنة 2024، الذي…