وصلت وفود ممثلة للفصائل الفلسطينية إلى العاصمة موسكو لاستئناف حوار المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، هذه المرة بدعوة رسمية روسية وبحضور وفدي حركة حماس والجهاد الإسلامي على وقع الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ 146 يوم.
ويريد وفد حركة فتح من الحوار الفصائلي التوافق على وجوب إنهاء الحرب الإسرائيلية في غزة، والموافقة على البرنامج السياسي لمنظمة التحرير كمرجعية للشراكة في العمل السياسي والالتزام بنظامٍ وسلاحٍ واحد في الأراضي الفلسطينية كافة وتشكيل حكومة تكنوقراط «مهنية مؤقتة» ومكلفة من الرئيس محمود عباس.
وشهدت الأسابيع الأخيرة عدة اتصالات هاتفية بين مسؤولي حركتي فتح وحماس، لتبادل الأفكار التي ستطرح على طاولة حوار الفصائل في موسكو.
ورأت قيادات في حركة حماس أن وضع شروط سبق وأن أفشلت جولات الحوار السابقة، أمام حوار المصالحة الحالي تحديدا في ما يتعلق باعتراف منظمة التحرير بالشرعيات الدولية، قد لا يكتب النجاح لحوار المصالحة الفلسطينية في موسكو.
وفي الوقت الذي ينصبّ فيه جهد حركة حماس على سبل التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل لإنهاء الحرب بشكل دائم وصفقة لتبادل الرهائن الإسرائيليين والسجناء والمعتقلين الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة للفلسطينيين وعودة النازحين إلى شمال القطاع، طالبت حماس أن تكون مرجعية أي حكومة فلسطينية مستقبلية للفصائل الفلسطينية كافة، مع ترحيبها بالانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية.
ورحبت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية المشاركة في جولات الحوار في موسكو بانضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وفي هذا السياق قال الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي في مقابلة تلفزيونية «ندعم تماما دخول حركتي حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير ونعتقد أن هناك إجماعا على الأساس السياسي لذلك، وفي ثلاث قضايا أساسية: أولا إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، ثانيا: الاستناد إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة في إطار الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال وتحقيق حق العودة وفق القرار 194، ثالثا: منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولا يوجد سياسيا ما يعيق انضمام أي فصيل فلسطيني لها».
وبالعودة الى تعثر جهد المصالحة طوال السنوات السبع عشرة الماضية، وهو ما يخفّض من التوقعات الفلسطينية من إمكانية حدوث انفراجة منشودة من استئناف حوار الفصائل الفلسطينية لبلوغ وفاق فلسطيني بات مطلبا ملحّا من وجهة نظر كثيرين خاصة في ظل ما توصف بالحرب الأعنف في تاريخ الأراضي الفلسطينية لذلك تنتظر الغالبية الفلسطينية الأفعال لا النوايا للحكم على مخرجات جولات الحوار الفصائلية.
ويرى العديد من متابعي حوار المصالحة انه كان من المفترض أن يتم النقاش للأفكار وأن يكون الاجتماع في نهاية ذلك النقاش، ولكن لا يوجد تحضير مسبق وهناك تباعد كبير في وجهات النظر ولذلك فإمكانية الاتفاق محدودة جدا، ويمكن أن يكون لقاء سياحيا بروتوكوليا آخر، إضافة لذلك فحركة حماس موافقة على حكومة تكنوقراط مهنية شرط أن تكون حماس والفصائل الفلسطينية جزءا من مرجعيتها في إطار منظمة التحرير أما حكومة تكنوقراط لا يوجد لها مرجعية إلا الرئيس عباس فأعتقد أنه من الصعوبة بمكان أن توافق حماس على ذلك.
وتسعى الفصائل الفلسطينية كافة للعمل المشترك لإدارة السلطة بعد انتهاء الحرب في غزة، في وقت تعارض عدة دول وعلى رأسها إسرائيل أي دور مستقبلي لحركة حماس في القطاع.
وسط المخاوف من حرب إقليمية : هل ماتت مفاوضات الهدنة بغزة؟
يرى محللون أنه على المدى القريب جداً خلال شهر اوت على الأقل لا توقعات إيجابية بشأن الوساطة…