لتقريب خدمات التقصّي عن سرطان الثّدي : تواصل أنشطة القافلة الصحّية في المناطق ذات الأولوية
سجلت تونس في العام الحالي أكثر من 3800 إصابة بسرطان الثدي لدى السيدات مع توقعات ببلوغ عدد المصابات بأورام الثدي 4 آلاف سيدة في أفق عام 2024.
ولمزيد التحسيس بأهمية مرحلة التقصي المبكر لهذا المرض تتواصل خلال هذه الفترة وعلى امتداد هذه السنة أنشطة القافلة الصحّية للتقصي المبكر لسرطان الثدي بواسطة المصحة المتنقلة «مامو الحياة» التي انطلقت يوم 18 جانفي المنقضي من المنطقة الحدودية ملولة بولاية جندوبة لتجوب المناطق الريفية ذات الأولوية، في كافة ولايات الجمهورية وذلك حسب ما أعلنه الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري.
وتعد هذه القافلة الصحية تجربة جديدة من نوعها في تونس تنفذ في اطار شراكة ثلاثية الأطراف بين القطاعين العمومي والخاص والمجتمع المدني و قصد إنجاحها عمل الديوان على تسخير الخبرات والموارد وتقريب خدمات التقصي المبكر لسرطان الثدي لدى النساء عبر الفحص الشعاعي للثدي « الماموغرافيا » وذلك بمختلف المناطق الداخلية النائية والأوساط الريفية المنعزلة لاسيما وان التقصي المبكر عن سرطان الثدي يعتبر من المراحل المهمة في العلاج حيث يكون التكفل بالمريض والعلاج أسهل مقارنة بالحالات التي تمّ فيها اكتشاف الورم في مرحلة متقدمة.
وبحسب إحصاءات وزارة الصحة تسجل تونس سنويا ما بين 2200 و2500 إصابة لدى النساء التونسيات 60 بالمائة منها يقع اكتشافها في مرحلة متقدمة (يتجاوز فيها الورم قطر 4 سنتمترات).و تتسبب عوامل عديدة في ظهور المرض منها الوراثة ونوعية الأكل والأدوية والهرمونات، بالإضافة إلى عوامل تزيد من إمكانية ظهور الإصابة بهذا السرطان منها التقدم في العمر والسمنة والتدخين والركود البدني.
وكانت وزارة الصحة دعت سابقا الى التوقي من هذا المرض عن طريق الفحص الذاتي المنتظم للتأكد من عدم وجود أورام أو كتل غير طبيعية ومراجعة الطبيب بمجرد حدوث أي تغيير غير طبيعي بالثدي.
كما دعت إلى الحرص على القيام بالفحص السريري السنوي من طرف الطبيب أو القابلة وممارسة النشاط البدني والتوقف عن التدخين والإكثار من تناول الخضروات وتجنب الأغذية الغنية بالدهون مع المحافظة على الوزن وتجنب السمنة.
ويهدف البرنامج الوطني لمكافحة السرطان الذي انطلق منذ سنوات إلى التقليص من نسبة الإصابة وذلك بالتركيز على عملية التشخيص المبكر لسرطان الثدي وتقصي سرطان عنق الرحم بمراكز الصحة الأساسية وتحديد الفاعلين الأساسيين في عملية التقصي وتكوين الأعوان العاملين في مجال التقصي لذلك تؤكد ادارة الرعاية الصحية الأساسية على أهمية الوقاية من السرطانات وخاصة القابلة منها للتقصي، من خلال تعزيز الكشف المبكر عنها والتكفل بها في مراحلها الأولى.
وتفيد التقارير الوبائية على المستوى الوطني بأن سرطان الثدي يمثل أول سرطان عند المرأة بنسبة 30 بالمائة من السرطانات التي تصيبها يليه سرطان القولون، في حين يحتل سرطان الرئة المرتبة الأولى لدى الرجال.
وتمثل الوقاية السبيل الوحيد لتفادي بلوغ هذه النسب والحد من الوفيات الناتجة عن الأمراض السرطانية، خاصة بالنسبة للسرطانات القابلة للتقصي، والمتمثلة في سرطانات القولون وعنق الرحم والرئة والثدي.
ويتطلب تقصي سرطان الثدي القيام بفحص سريري للثدي مرة في السنة إضافة إلى الفحص بـ «الماموغرافيا » عند الحاجة، فيما تتطلب الوقاية من سرطان الرئة الإقلاع نهائيا عن التدخين.
أما بالنسبة الى سرطان عنق الرحم فيجب القيام بمسحة عنق الرحم بداية من سن 35 سنة، في حين يتعين للكشف المبكر عن سرطان القولون، البحث عن الدم بالبراز بعد سن الـ 50 سنة فضلا عن القيام بالفحص بالمنظار عند الحاجة.
وتتمثل أهم عوامل الاختطار في التغذية غير السليمة وغير المتوازنة (المأكولات الغنية بالدهون المشبّعة واللحوم الحمراء والأغذية الغنية بالنشويات والسكريات والعجين والأغذية المعلبة) ثم السمنة التي تقدر نسبة الاصابة بها في تونس بـ 29 بالمائة (15 سنة فما فوق)، اضافة الى الركود البدني حيث أن ثلثي التونسيين لا يمارسون نشاطا بدنيا، والتدخين والاستهلاك المفرط للكحول.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…