مع تواصل مؤشرات الغيث النافع : تحسن تدريجي في مخزونات السدود مقارنة بالسنة الماضية
تتواصل مؤشرات الغيث النافع بحسب المعهد الوطني للرصد الجوي لتشمل ولايات الوسط والجنوب أين سجلت ولايات الشمال والشمال الغربي كميات متفاوتة من الامطار خلال اليومين الماضيين والتي لاقت استبشار الفلاحين وزادتهم قناعة بأن الموسم الفلاحي الحالي سيكون أفضل بكثير من سابقيه.
علاوة على ذلك فإن التساقطات التي تم تسجيلها في الآونة الأخيرة دعمت مخزونات السدود حيث بلغت 36 % بتاريخ 28 فيفري الحالي مقابل 22 % خلال نفس الفترة من السنة الماضية مسجلة زيادة في الإيرادات تفوق 50 % ، وذلك وفق ما أفاد به عضو المكتب التنفيذي للإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري مكلف بالموارد الطبيعية والتنمية المستدامة طارق المخزومي لـ«الصحافة اليوم» مؤكدا على أن الوضعية المائية في تحسن تدريجي حيث تجاوز منسوب المياه 800 مليون متر مكعب مقابل 721 مليون متر مكعب خلال العام الماضي .
وأشار المخزومي الى أنه في حال تواصل نزول الأمطار خلال شهري مارس وأفريل المقبلين بنفس النسق الحالي فإنه يمكن بلوغ مليار متر مكعب من المياه بالسدود وهي وضعية مائية مريحة بالنسبة للموسم الصيفي.
وبين محدثنا أن كميات التساقطات التي تم تسجيلها مؤخرا خفضت من توقعات أهل الاختصاص بخصوص تواصل حالة الجفاف والشح المائي التي ضربت بلادنا على امتداد الثلاث سنوات الماضية والتي وصفوها بسنوات عجاف ، غير أن السنة الحالية كانت طالع خير على البلاد والعباد حيث ساهم نزول الغيث النافع في انطلاقة موسم الزراعات الكبرى بعد أن عرف تعثرا كبيرا في بدايته وقد فاقت نسبة تقدم الموسم 80 % ، كما أن نسبة الإنبات جيدة جدا وهو ما يبشر بتحقيق صابة قياسية وفق قوله .
ترشيد استهلاك الماء ضرورة ملحة
ودعا المخزومي عموم المواطنين إلى ضرورة ترشيد استهلاك الماء في منازلهم والتخلي على السلوك التبذيري مبينا أن كل قطرة ماء يتم تبذيرها من شأنها أن تؤثر على المائدة السطحية والجوفية التي تسعى وزارة الفلاحة بالتعاون مع مختلف الهياكل المعنية إلى تكوين مخزون بها يمكن الرجوع له وقت الحاجة .
ولفت عضو المكتب التنفيذي بالمنظمة الفلاحية مكلف بالموارد الطبيعية والتنمية المستدامة إلى أن الاستغناء النسبي عن نظام الحصص في توزيع الماء والذي مازال ساري المفعول لا يعني أننا في وضعية مائية مقبولة ، بل إن سلطة الإشراف تحاول عدم المساس بمصالح المواطنين وتعطيلها لا سيما وأن الماء ضروري للنسق المعيشي اليومي ، في المقابل فإنها يمكن أن تعود إلى تطبيقه إن استدعى الأمر ذلك .
تجدر الإشارة إلى أن تونس خصصت خلال السنة الحالية مبلغ 656 مليون دينار للاستثمار في قطاع المياه والانطلاق فعليا في تنفيذ برنامج تحويل فائض المياه إلى الوسط ومواصلة استغلال المياه المعالجة في القطاع الفلاحي في محاولة لتوفير المياه التي تراجع منسوبها بفعل الجفاف. كما سيتم إحداث آبار جديدة منها 34 بئرا تعويضية و16 بئرا عميقة مخصصة لمياه الشراب إلى جانب حفر 9 آبار عميقة للري و38 بئرا مراقبة إضافة الى مواصلة تعصير المنطقة السقوية للحوض السفلي لوادي مجردة على مساحة 2800 هكتار .
التلوث في تونس يهدد حياة التونسيين : شهادات المواطنين تعكس معاناتهم اليومية…ودعوة الى وضع استراتيجية تكرّس ثقافة بيئية حقيقية
أكداس من القمامة مبعثرة هنا وهناك ، روائح كريهة تعم الأجواء وجحافل من الذباب والناموس التي…