النجم يخسر رهانه الأول مع مدربه الجديد : هل خذل العجلاني أحباء الفريق أم خذله اللاعبون؟
لم ينجح النجم الساحلي في المحافظة على أمله الضعيف في البقاء ضمن دائرة المرشحين بالتأهل إلى الدور ربع النهائي من رابطة الأبطال، حيث فشل في تحقيق نتيجة إيجابية في منافسات الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من دور المجموعات، بعد أن تلقى مجددا هزيمة ضد الترجي بثنائية دون رد تماما مثلما حصل في لقاء الذهاب، لكن كان هناك اختلاف بين ما قدّمه في اللقاء الأول الذي قدّم خلاله الفريق مستوى مرضيا نسبيا غير أنه دفع غاليا ثمن الإخفاق الهجومي، أما في المباراة الأخيرة فإن النجم الساحلي كان تائها ولم يظهر ما يسمح له بمقارعة الترجي، بل إنه استحق هذه النتيجة قياسا بأدائه المتواضع سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية.
ومن هذا المنطلق يمكن طرح عديد الأسئلة بخصوص التغييرات التي كان يفترض أن تحصل بعد قدوم المدرب أحمد العجلاني الذي وقع التعاقد معه عوضا عن المدرب السابق عماد بن يونس، بغاية إحداث الرجة المطلوبة، وإعادة الفريق إلى المسار الصحيح.
غير أن العجلاني فشل في أول اختبار جدي، ولم ينجح بالمرة في وضع أسس فريق مؤهل للمراهنة بقوة وبجدية، فكانت النتيجة الطبيعية هي استمرار الأداء المرتبك والمستوى الضعيف وبالتالي الفشل من جديد في تقديم مؤشرات يمكن البناء عليها للمستقبل، خاصة وأن النجم الساحلي عجز كليا عن مجاراة نسق منافسه وكان عاجزا بأتم معنى الكلمة عن رد الفعل والخروج بنتيجة أفضل.
كاستينغ فاشل واختيارات فنية خاطئة
رغم أن الجميع توقع أن يبادر المدرب الجديد بإجراء بعض التعديلات على مستوى الرسم التكتيكي، ويعوّل على ثلاثة لاعبين في المحور تماما مثلما حصل في المقابلة الودية الأخيرة ضد الملعب التونسي مع تثبيت لاعبين في الارتكاز، إلا أن الإطار الفني راهن على لاعبين فقط في المحور مقابل الاعتماد على لاعب ارتكاز كلاسيكي وحيد، في حين لعب الفريق بخمسة لاعبين لديهم نزعة هجومية، وفي هذا السياق لاح جليا أن الإطار الفني حاول أن يغّير أداء النجم من الناحية الهجومية، غير أن هذا الرسم التكتيكي لم يؤت أكله، بل إن مشاكل النجم برزت بشكل واضح منذ البداية، حيث ترك المجال أمام الترجي حتى يفرض سيطرته، ويهدد مرمى الحارس علي الجمل ويسجل هدفين كانا كافيين لحسم مصير هذا اللقاء، الذي دفع خلاله الفريق ثمن غياب التغطية الدفاعية والفشل في إيجاد التوازن المطلوب في منطقة وسط الميدان، وكان من الطبيعي تبعا لذلك أن يفقد الفريق كل ثوابته ومقوماته ويكون عاجزا تماما عن الرد، في ظل افتقار الإطار الفني للحلول البديلة وعدم نجاحه في تغيير أسلوب اللعب أثناء المباراة.
وما يمكن تأكيده تبعا لذلك أن هذا اللقاء كان بمثابة المعطى الأولي الذي يمكن أن يثبت أن أحمد العجلاني الذي عاد لتدريب الفريق في ظل «مباركة» أغلب أنصار النادي لم يقدّم بالمرة ما يثبت أنه قادر على تغيير واقع النجم والخروج به من أزمة النتائج وتواضع الأداء، كما أنه أثبت أيضا أنه لم يستفد بالشكل المطلوب من تمديد فترة الراحة الأخيرة، فرغم أنه تمتع بوقت كاف لتحضير الفريق قبل خوض هذا اللقاء إلا أنه مرّ بجانب الحدث وكان بعيدا تماما عن مستوى الانتظارات، وهذا المستوى الذي قدّمه زملاء الجمل في مواجهة الترجي أحبط جماهير النادي بعد أن خذله المدرب الجديد الذي لم يكن قادرا حقا على إحداث تغييرات واضحة في الطريق الصحيح.
اختيارات غير موفقة ولاعبون في قفص الاتهام
ربما يصح القول إن هذه الهزيمة قد لا يتحمل مسؤوليتها الإطار الفني فقط، بل من الواجب التأكيد على أن أغلب اللاعبين مرّوا بجانب الحدث، ولم يكونوا على قدر المسؤولية، ولئن يتحمل الإطار الفني مسؤولية اختياراته في ما يتعلق بالتشكيلة الأساسية، إلا أنه من الضروري التأكيد على أن هؤلاء اللاعبين خيبوّا الظن ولم يكونوا في مستوى الحدث، والحديث هنا يهم عناصر الخط الخلفي الذين وقع الاختيار عليهم للعب صلب التشكيلة الأساسية في ظل غياب حمزة الجلاصي وعدم جاهزية زياد بوغطاس، وكذلك لاعبي الهجوم الذين لم تكن لديهم القدرة على تهديد مرمى المنافس وصنع فرص محققة للتسجيل، وباستثناء ياسين الشيخاوي الذي تحرك دون فائدة فإن بعض العناصر أثبتت «إفلاسها» ومحدودية قدراتها، وبالتالي يمكن التأكيد على أن هؤلاء اللاعبين خذلوا العجلاني، مثلما خذل الأخير جماهير النادي، ولاح جليا أيضا أن الفريق بصدد دفع ثمن عقوبة المنع من الانتدابات التي حدّت كثيرا من قدراته وجعلته حبيس أداء متواضع وغير مقنع من أغلب اللاعبين.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…