البلاستيك وقد غزا المدن التونسية : حملة تنظيف شاملة قبل شهر رمضان
اتفقت كل من وزيرتي البيئة والثقافة على إطلاق مبادرة «مدينة تونس دون بلاستيك» وحملة تنظيف شاملة للمدينة قبل شهر رمضان المعظم والعمل على تحسين محيط المواقع والمناطق التي تم تصنيفها تراثا عالميا بجزيرة جربة والعمل على التصدي لظاهرة التلوث بالجزيرة والعمل على صيانة وترميم الاسوار الاثرية المحاذية للشريط الساحلي والعمل على جهر الصهاريج المائية بجامع عقبة ابن نافع وتنظيف فسقية الاغالبة في اقرب الآجال.
كما تم الاتفاق على بعث نواد بيئية في دور الثقافة وتكوين المكونين المشرفين على النوادي البيئية بالتنسيق مع وزارة البيئة وتنظيم مجموعة من التدخلات العاجلة في المدن العتيقة المصنفة تراثا عالميا وهي مدن «تونس» و«سوسة» و«القيروان» في إطار العمل على مبادرة سنة النظافة 2024 وكان ذلك خلال جلسة عمل جمعت الوزيرتين اول الاسبوع الحالي خصصت الى النظر في جملة من المشاريع المشتركة التي تم الاتفاق على الانطلاق في تنفيذها .
وبالنظر الى ما وصل اليه الوضع البيئي في العديد من المدن فان هذه المبادرة تعتبر ايجابية ويمكن ان تعمم على كافة المدن في كامل تراب الجمهورية وهي بادرة ايجابية إذا ما نظرنا الى الغاية السامية التي ترنو اليها ألا وهي مزيد العناية بالنظافة وجمالية المنطقة ونعني مدينة تونس لاسيما وأنها تضم الاسواق العتيقة ويمر بأزقتها العديد من السواح الزائرين للتبضع ولاقتناء الهدايا التذكارية ولزيارة المعالم الدينية المتواجدة هناك والاهم هو ان لا تكون هذه العملية موسمية ومرتبطة بحدث معين وانما يجب ان تستمر عبر سلوك حضاري ملتزم بالمحافظة على جمالية الشوارع .
وتتمثل العناية بنظافة مدينة تونس في تدخلات ميدانية لعمليات التنظيف والتشجير والتنوع البيولوجي عبر غرس شجيرات ونباتات زينة بالتنسيق بين كل المتدخلين من بلدية المكان لإضفاء مسحة جمالية على ازقة المدينة.
ولا يخفى على أحد ان نمط الحياة في تونس أضحى قائما على استخدام البلاستيك بشكل مهول في كل مشتريات التونسي من خضروات وغلال وغيرها من المشتريات الاخرى وحتى في المطاعم لتغليف الاطعمة الطازجة وهذا الاستنزاف في استعمال المواد البلاستيكية يمثل خطرا محدقا على صحة الإنسان وعلى البيئة والمحيط وتفسد جمالية الشوارع اذ تشير الدراسات في هذه السياق الى ان النفايات المنتشرة في الطبيعة تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان خصوصا عندما نعلم أن 30 بالمائة من البلاستيك يتم التخلص منه بإلقائه في الطبيعة.
وعلى الرغم من الاجراءات التي اتخذتها تونس ممثلة في وزارة البيئة منها انطلاق تطبيق الحكومة لقانون الحدّ من استعمال البلاستيك ومنع استخدام الاكياس البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد في سبتمبر 2022 بهدف تقليص انتشار النفايات والكثير من الإجراءات الموازية بشكل تدريجي وقد انطلق مع بداية السنة الماضية منع استعمال الاكياس البلاستيكية في المخابز تزامنا مع شهر رمضان كما استبدلت الاكياس البلاستيكية في المقاهي بأخرى قابلة للرسكلة كما أطلقت وزارة البيئة في تونس في 2022 حملة وطنية لمكافحة تدفق النفايات البلاستيكية الموجودة بالسواحل وأقرت وزارة البيئة سنة 2023 تنظيم تظاهرة «سنة النظافة» إعداد استراتيجية تحت شعار «ساحل دون بلاستيك» للتوعية بمخاطر صحية متحملة للبلاستيك بمختلف استعمالاته إلا ان ذلك لم يضع حدا لانتشار النفايات البلاستيكية في الأماكن العامة والخاصة وفي الطرقات والشواطئ اين اظهرت نتائج الدراسة التي قام بها خبراء في الوزارة أن 9.5 كيلوغرام من البلاستيك تتدفق يوميا على كل كيلومتر واحد من السواحل التونسية .
زحف المواد البلاستيكية في الاستعمالات اليومية للتونسيين يعد آفة خطيرة تهدد صحة الإنسان وتتسبب في مخاطر بيئية وصحية لان عملية تحلله تستمر لسنوات طويلة دفعت كثيرا من المنظمات والخبراء إلى دق ناقوس الخطر والتنبيه من الآثار الوخيمة لزحف هذه المادة على نمط الحياة اليومية اصبحت بمثابة ظاهرة غير صحية تستوجب مزيدا من القوانين والإجراءات لتحديد مجال استخدام هذه المواد وفرض قيود صارمة لضبط المخالفين من اجل بلوغ الهدف المحدد وهي مدن خالية من البلاستيك وفي الحقيقة نحتاج الى الكثير من التوعية للمواطنين ليكونوا شركاء في هذا التوجه والتقليص قدر المستطاع من استعمال الاكياس والتوجه الى استعمال بدائل صديقة للبيئة على غرار «القفة» التي تعتبر من عاداتنا وتقاليدنا المتوارثة.
في إطارمشروع «لنربّي معا» : نشر مبادئ التربية الإيجابية في الوسط المدرسي
نظمت جمعية «صوت الطفل الريفي» بمدنين يوما اعلاميا أمس السبت حول «التربية الايجابية والادما…