أنظار الغزاويين تتجه نحو باريس : هل يتم التوصل إلى هدنة قبل رمضان؟
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) قال مصدر مطلع وتقارير لوسائل إعلام صهيونية إن دولة الاحتلال ستشارك في مفاوضات تجرى مطلع الأسبوع في باريس بحضور الولايات المتحدة وقطر ومصر بشأن اتفاق محتمل لهدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وفشلت آخر محادثات بشأن وقف إطلاق النار قبل أسبوعين عندما رفض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مقترحا من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لهدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر تنتهي بانسحاب الاحتلال. ووصف نتنياهو المقترح بأنه محض «وهم».
وزار إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس مصر هذا الأسبوع، فيما اعتُبر أنه أقوى مؤشر منذ أسابيع على أن المفاوضات ما تزال مستمرة.
وقالت القناة 12 بالتلفزيون الصهيوني يوم الخميس إن مجلس حكومة الحرب وافق على إرسال مفاوضين بقيادة رئيس جهاز المخابرات الصهيوني (موساد) دافيد برنياع إلى باريس لإجراء محادثات حول اتفاق محتمل لإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة يعتقد أن حركة حماس تحتجزهم.
وقال المصدر يوم الخميس إن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل سيشاركون أيضا في اجتماعات باريس.
وفي وقت سابق قال وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت في بيان “سنوسع السلطة الممنوحة لمفاوضينا بشأن الرهائن” بينما نستعد لمواصلة العمليات البرية المكثفة.
ويبدو أن الجهود الدبلوماسية تصبح أكثر إلحاحا مع اقتراب شهر رمضان.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين في البرازيل “نركز بشكل مكثف على محاولة التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين ويقود إلى وقف إنساني ممتد لإطلاق النار”.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي في مؤتمر صحفي إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك عقد اجتماعات “بناءة” في مصر والأراضي المحتلة بما في ذلك مع نتنياهو يوم الخميس.
وقال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج لرويترز إن دولة الاحتلال هي المسؤولة عن عدم إحراز تقدم وتتراجع الآن عن الشروط التي قبلتها بالفعل في بداية فيفري في عرض لوقف إطلاق النار صاغته الولايات المتحدة ووسطاء مصريون وقطريون في باريس.
وأضاف “الاحتلال غير معني بنجاح أي اتفاق وهو تراجع عن ورقة الإطار التي وضعها الوسطاء وشارك فيها… نتنياهو غير معني بملف الأسرى وكل ما يهمه هو مواصلة تنفيذ حكم الإعدام في غزة”.
وبعد منتصف ليل الجمعة بقليل، قالت حماس إن هنية اختتم زيارته التي استغرقت عدة أيام للقاهرة، حيث التقى كامل.
وقالت الحركة في بيان إن وفدها بحث في مصر “الأوضاع في قطاع غزة ووقف العدوان الغاشم على شعبنا وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك”.
وأضافت “تم التطرق إلى ملف تبادل الأسرى، وكذلك ما يخطط له الاحتلال في الأقصى في ظل قرار حكومة الاحتلال منع أهلنا في الضفة والداخل المحتل الصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الفضيل”.
وشنت دولة الاحتلال أحدث حملاتها العسكرية على غزة بعد أن اقتحم مقاتلون من حماس التي تدير القطاع بلدات صهيونية في السابع من أكتوبر في هجوم يقول الاحتلال إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 253 رهينة.
وسقط منذئذ نحو 30 ألف قتيل في غزة وفقا لسلطات الصحة في القطاع، مع مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت أنقاض المباني المدمرة ولم يتم انتشال جثثهم بعد.
وتقول حماس إنها لن تطلق سراح بقية الرهائن ما لم توافق دولة الاحتلال على إنهاء القتال والانسحاب من القطاع، فيما يقول الكيان إنه لن ينسحب حتى يتم القضاء على حماس.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن القوات الصهيونية داهمت مجمع ناصر الطبي في خان يونس بعد وقت قصير من انسحابها منه. وخان يونس هي ساحة المعركة الرئيسية في القطاع منذ أن شن الاحتلال هجوما على المدينة الشهر الماضي.
وقالت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق إنها تريد إجلاء نحو 140 مريض تقطعت بهم السبل هناك، وقال مسؤولون فلسطينيون إن جثث المرضى الذين توفوا بدأت تتحلل وسط انقطاع التيار الكهربائي واستمرار القتال.
رفح تترقب
وفي رفح، حيث يتواجد أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون شخص، انتحب المشيعون أمام سبع جثث على الأقل وضعت على الأرض خارج مشرحة.
وقالت سلطات الصحة في غزة إنه تأكد مقتل ما لا يقل عن 120 شخص وإصابة 130 آخرين في الهجمات الصهيونية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لكن معظم القتلى ما زالوا تحت الأنقاض.
وسوت ضربة صهيونية مسجد الفاروق وسط مدينة رفح بالأرض ليتحول إلى أنقاض وركام، وتحطمت واجهات المباني المجاورة.
ووصف السكان الضربات التي وقعت ليلة الأربعاء بأنها الأعنف منذ الهجوم الصهيوني على المدينة قبل عشرة أيام والذي استعادت خلاله دولة الاحتلال رهينتين وتسبب في مقتل عشرات المدنيين.
وقال المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير أمام مجلس الأمن في نيويورك “الأطفال الناجون من هذه الحرب لن يحملوا فقط الجروح الظاهرة الناجمة عن الإصابات المؤلمة، بل سيحملون جروحا غير مرئية أيضا”.
وأضاف “يتعرضون لنزوح متكرر وخوف مستمر ويشاهدون أفراد أسرهم تتقطع أوصالهم فعليا أمام أعينهم”.
وتابع “هذه الإصابات النفسية دفعت أطفالا لا تتجاوز أعمارهم خمس سنوات لأن يقولوا لنا إنهم يفضلون الموت”.
وتهدد دولة الاحتلال بشن هجوم شامل على رفح، آخر مدينة على الطرف الجنوبي لقطاع غزة، على الرغم من المناشدات الدولية، بما في ذلك من حليفتها الرئيسية واشنطن، للتراجع عن هذه الخطوة.
ويقول السكان الذين فروا إلى رفح من مناطق أخرى إنه لم يعد هناك ملجأ آخر يذهبون إليه. ونضبت تقريبا تدفقات المساعدات الهزيلة أصلا.
المحكمة الجنائية تنصف غزة : أوامر باعتقال نتانياهو وغالانت من أجل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس أوامر اعتقال بحق …