الحملة الوطنية حول التغذية السليمة للطفل : نحو تحسين مؤشرات التغذية الصحية …
انطلقت الحملة الوطنية للاتصال حول التغذية السليمة للطفل خلال الأسبوع الثاني من الشهر الحالي وتتواصل الى غاية السنة الدراسية المقبلة وذلك وفق ما أفاد به مصدر مطلع بوزارة الصحة لـ «الصحافة اليوم» مشيرا الى أن هذه الحملة تندرج ضمن المخطط الإستراتيجي لوزارة الصحة 2023 – 2030 وبدعم من منظمة الطفولة اليونيسيف لتحسين مؤشرات التغذية الصحية للطفل وترشيد السلوك السليم للأسر والأولياء والأطفال.
ولأن التغذية المتكاملة تعد شرطا أساسيا للنمو الجسدي والعقلي والنفسي والحركي للطفل وتؤهله للمشاركة في الحياة الاجتماعية بإيجابية ولمواجهة الأزمات بأكثر مرونة وفاعلية . وفق التقارير الحالية لمنظمة الطفولة اليونيسيف فإنه يفتقر ما لا يقل عن طفلين من كل 3 أطفال في العالم إلى الحاجة الأساسية من النظام الغذائي الذي يمكنهم من النمو بصحة جيدة .
وقد انخرطت تونس في الالتزام بمكافحة سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي في إطار اتفاقية حقوق الطفل سنة 1991 والتي تمنح الحكومات التزاما قانونيا بحماية وتكريس الحق في الغذاء والتغذية لجميع الأطفال ، كما التزمت بإعلان منظمة الصحة العالمية بتاريخ 28 ماي 2016 بشأن عشرية الأمم المتحدة 2016 – 2025 للعمل من أجل التغذية والذي يدعو الدول الأعضاء إلى وضع وتنفيذ استراتيجيات بشأن تغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال بدعم من الالتزامات المالية.
أسباب سوء التغذية عند الأطفال في تونس
وفقا للمسح العنقودي متعدد المؤشرات الذي أجرته وزارة الصحة خلال السنة الماضية فإن عدم إحترام معايير الرضاعة الطبيعية الموصى بها يعتبر السبب الرئيسي لسوء التغذية عند الأطفال ، فقد أثبت المسح العنقودي أن 34 % فقط من الأطفال ممن وضعوا على الثدي خلال الساعة الأولى بعد الولادة ، وواصل 18 % من الرضع الرضاعة الطبيعية الحصرية حتى عمر 6 أشهر ، بينما استفاد 26 % من الأطفال من الرضاعة الطبيعية المستمرة حتى عمر 24 شهرا .
كما يعتبر عامل قلة التنوع الغذائي من الأسباب الكامنة وراء سوء التغذية عند الأطفال وذلك وفق المسح العنقودي متعدد المؤشرات والذي أثبت أن 51 % فقط من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و 5 سنوات يتمتعون بالحد الأدنى من النظام الغذائي الذي يحتاجه .
وتظهر هذه الأرقام تفاوتات كبيرة على المستوى الوضع المادي للأسر بتسجيل 38 % للفقراء مقابل 66 % للأغنياء . كما أنه هناك عوامل أخرى لسوء التغذية عند الأطفال في بلادنا على غرار البيئة غير الملائمة المتمثلة في غياب استراتجية لغذاء الأطفال وتغذيتهم وعدم توافق إجازة الأمومة مع توصيات منظمة إجازة العمل الدولية وعدم تطبيق قانون بدائل حليب الأم . كذلك ضعف إطلاع ودراية الوالدين وعامة السكان بالتغذية الملائمة والسليمة للطفل ، على سبيل المثال 79 % ليس لديهم المعرفة اللازمة حول مدة الرضاعة الطبيعية وأكثر من 50 % من الآباء يقللون من شأن عواقب زيادة الوزن على نمو الأطفال ورفاههم .
أهم المؤشرات
وقد أحرزت بلادنا تقدما كبيرا في مكافحة سوء التغذية لدى الأطفال بما في ذلك تأثيره على الهزال وتأخر النمو لديهم دون سن 5 سنوات فقد تراجع بين سنتي 2012 و2018 من 3 % إلى 2 % ومن 10 % إلى 8 % ، وفي المقابل يشكل الوضع الإجتماعي والإقتصادي والديموغرافي والوبائي تحديات كبيرة لتغذية الأطفال ، اذ تواجه بلادنا عبءا مزدوجا من سوء التغذية يتسم بالتعايش بين نقص المغذيات الدقيقة والوزن الزائد . وتشكل السمنة وفقر الدم مشكلا كبيرا للصحة العمومية بالنسبة للأطفال والمراهقين والبالغين على حد سواء ، كما تعاني 30 % من النساء الحوامل من فقر الدم مع خطر عدم توفير المغذيات الدقيقة أثناء الحمل للأجنة والرضع خلال الأشهر الأولى من الحياة .
ويشهد الوزن الزائد والسمنة لدى الأطفال انتشارا سريعا ، ليصبح من أكبر المشاغل الصحية ، حيث ارتفعت نسبة السمنة لدى الأطفال دون 5 سنوات من 14 % سنة 2012 إلى 17 % سنة 2018 بما في ذلك 7 % من الحالات الشديدة .
كما ارتفعت معدلات السمنة بين المراهقين من 3 % خلال سنة 2000 إلى 9 % في سنة 2019 .
وقد أظهر المسح العنقودي متعدد المؤشرات وجود تفاوتات كبيرة بين الجهات في تسجيل نسب سوء التغذية ، حيث تنتشر السمنة في المناطق الحضرية بنسبة 19 % أكثر منها في المناطق الريفية بنسبة 13 % .
لتلبية حاجيات السوق الداخلية : وصول شحنات من السكر والقهوة مطلع الأسبوع المقبل
مازال نسق التزود بمادتي السكر والقهوة بطيئا في الأسواق الداخلية ، حيث يشتكي المستهلك من نق…