2024-02-20

في ندوة التحول الرقمي للتعليم : نحو الإستغلال الأمثل للتكنولوجيا الحديثة في تطوير العملية التعليمية

انعقدت أمس ندوة التحول الرقمي للتعليم لدعم الهدف الرابع للتنمية المستدامة الذي تنظمه منظمة اليونيسكو بمشاركة وزراء التربية بكل من تونس والجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا الى جانب عديد الخبراء في التربية والتعليم وفي مجالات التحول الرقمي من البلدان المشاركة ، إذ يرسخ هذا اللقاء إيمان تونس بحتميّة الانفتاح والتلاقي والتشارك في مختلف القضايا التربوية .

فالتحول الرقمي في التربية والتعليم ذو أهمية كبيرة، حيث يسهم في تحسين الوصول والتواصل بين المتدخلين في العملية التعليمية والتربوية ويتيح التحول الرقمي للتلاميذ والمعلمين الوصول السريع إلى المعلومات والتواصل بفاعلية أكبر كما أن توسيع أساليب التعلم يتيح استخدام التكنولوجيا ويساعد في تنويع وتكامل الوسائط المتعددة مما يزيد من عملية الفهم والاستيعاب ، دون التغافل عن مزايا أخرى على غرار نجاعة التعليم عن بُعد إذ يمكّن التحول الرقمي من توسيع نطاق التعليم عبر الإنترنت مما يفتح أفقًا للتعلم عن بُعد والتبادل الدولي للمعرفة وتحسين إدارة المؤسسات التعليمية سواء من حيث متابعة شؤون التلاميذ أوكذلك من حيث التسيير بشكل عام ..
وأكد وزير التربية محمد علي البوغديري أن تونس تؤمن دوما بدور التعليم في ضمان جودة حياة مواطنيها باعتباره الكفيل بتوفير فرص النجاح للجميع دون استثناء وأنّ الاستثمار في المجال التربوي والعلمي هواستثمار نوعي قادر على تغيير العقليّات والممارسات والارتقاء بنظمنا التربوية والتعليمية مما يضمن الاندماج المعرفي مع بقيّة الشعوب في جميع أنحاء العالم ، وخاصة في مجالنا الجغرافي العربي المغاربي ، الأمر الذي دفع تونس اليوم إلى تنظيم هذا الملتقى وذلك للمرّة الأولى في المنطقة المغاربيّة .

ويعدّ التحول الرقمي في التربية والتعليم بمثابة الإسهام في تحسين الوصول إلى المعرفة ، وتوسيع أساليب التعلم باستخدام التكنولوجيا ، مما يعزز التفاعل والاستفادة الفعّالة من الموارد التعليمية المتاحة ويعزز هذا النهج تطوير مهارات التفكير النقدي والإبداعي ، ويساهم في تحسين جاهزية التلاميذ لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة . ولهذا الغرض تسعى تونس لملاءمة الاستراتيجيات الوطنية في مجال التعليم مع الأهداف العالمية ومع أولويّة السياسات الواردة في مخطط التنمية المستدامة من خلال التعمق في مضامينها وتطوير البرامج التعليميّة وفق مقاربة جديدة تقوم على تشخيص الواقع وإيجاد حلول عملية تشاركية تراعي الخصوصيات المحلية وتخدم الأهداف الوطنية وتأخذ بعين الاعتبار التحول الرقمي ودوره في تعزيز الكفاءة والفعالية في البرامج التعليميّة .

ولكسب التحديّات المرتبطة بالتحوّل الرقمي والتي من أهمّها قيادة التّغيير في مجال التربية والتعليم ومقاربات تربوية جديدة تتلاءم مع البيئة الحالية والمستقبلية للمتعلمين ،تواجه التحول الرقمي في التعليم عدة تحديات منها تفاوت في الوصول إلى الأهداف من حيث عدم تكافؤ الوصول إلى التكنولوجيا بما يخلق فجوات بين التلاميذ ويؤثر سلبًا على فرص التعلم علاوة على تدريب الكوادر التعليمية وبالتالي ضرورة تطوير مهارات المعلمين للتكنولوجيا وفهم كيفية دمجها بشكل فعّال في العملية التعليمية مع ضمان أمان البيانات والخصوصية إثر تزايد مخاطر الأمان الرقمي وحماية خصوصية البيانات التلمذية فضلا عن تكلفة هذا التحول إذ أن توفير البنية التحتية والأجهزة والبرمجيات يتطلب استثمارات مالية كبيرة لتتوافق التكنولوجيا مع التعليم العصري لتحقيق توازن بين الاعتماد على التكنولوجيا والحفاظ على الجوانب البشرية في التعلم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

مشروع الانتقال الطاقي بالمؤسسات العمومية : توجّه لاستدامة الموارد الطاقية وتخفيف الأعباء المالية

تواصل بلادنا تنفيذ مشروع «الانتقال الطاقي في المؤسسات العمومية» الذي سيشمل 22 وزارة، وتهدف…