بعد «فشل» مفاوضات القاهرة : رفح على أبواب المحرقة..
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إن حركة «حماس» لم تقدم مقترحاً جديداً في القاهرة بشأن اتفاق الرهائن وذكر أن تغيير موقف الحركة فقط «هو ما سيسمح بحدوث تقدم».
وكان مصدر صهيوني قد قال الثلاثاء، إن المحادثات الرباعية في القاهرة بين مصر والولايات المتحدة وقطر والاحتلال بشأن تبادل المحتجزين في غزة انتهت «دون تحقيق انفراجة»، ولكنها توصلت إلى تفاهم بشأن الفجوات التي يجب الاتفاق بشأنها، من أجل الدخول في «مفاوضات جادة»، تقود إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة.
وقالت مصادر صهيونية وأميركية إن الفجوة الأساسية التي تمنع الأمور من التقدم صوب مفاوضات جادة كانت وما تزال العدد الكبير من الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم مقابل كل محتجز صهيوني، خاصة النساء والمجندات.
بدورها نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، عن الرئيس محمود عباس، أمس الأربعاء، مطالبته الجميع بسرعة إنجاز صفقة لتبادل المحتجزين لمنع التهجير، ووقوع «نكبة أخرى».
وقال عباس: «أمام الحرب الشاملة التي تُشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، فإننا نطالب حركة حماس بسرعة إنجاز صفقة الأسرى، لتجنيب شعبنا الفلسطيني ويلات وقوع كارثة أخرى لا تُحمد عقباها ولا تقل خطورة عن نكبة عام 1948».
وأضاف أن «الإسراع بإنجاز صفقة تبادل المحتجزين سيؤدي إلى تجنب هجوم صهيوني على مدينة رفح، ومن ثمة تجنب وقوع آلاف الضحايا والمعاناة والتشرد لأبناء شعبنا».
وطالب عباس أيضاً الإدارة الأميركية والدول العربية بالعمل بجدية لإنجاز صفقة الأسرى بأقصى سرعة.
وحمَّل عباس الجميع مسؤولية وضع أي عراقيل من قبل أي جهة كانت لتعطيل الصفقة، «لأن الأمور لم تعد تحتمل، وقد آن الأوان أن يتحمل الجميع المسؤولية».
يأتي ذلك فيما عبّر الفلسطينيون المكدسون في آخر ملجإ لهم في قطاع غزة عن مخاوفهم المتزايدة من أنّ دولة الاحتلال ستشن قريباً هجوماً تخطط له على مدينة رفح جنوب القطاع، بعد اختتام محادثات في القاهرة حول الهدنة دون تحقيق انفراجة.
وانتهت المحادثات التي جرت في القاهرة، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومصر وقطر، دون أي مؤشر على تحقيق انفراجة ولم يتم الإعلان عن موعد للاجتماع التالي.
ووجه عدم التوصل إلى اتفاق ضربة جديدة لأكثر من مليون فلسطيني متكدسين في رفح على الحدود مع مصر حيث يعيش كثيرون في مخيمات وأماكن إيواء مؤقتة بعد الفرار من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى في غزة.
ويقول الجيش الصهيوني إنه يريد إخراج المسلحين الفلسطينيين من مخابئهم في رفح وتحرير الرهائن الصهاينة المحتجزين هناك منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لكنه لم يقدم تفاصيل عن خطة مقترحة لإجلاء المدنيين.
وفي أحدث نداء دولي للاحتلال لوقف الهجوم على رفح، حذرت منظمة الصحة العالمية من زج النظام الصحي في القطاع ليقترب أكثر من حافة الهاوية.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في غزة والضفة الغربية ريتشارد بيبركورن إنّ «العمليات العسكرية في هذه المنطقة، هذه المنطقة المكتظة، ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصورها… بل وستزيد من حجم الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال».
ويقول الاحتلال إنه يتخذ خطوات لتقليل الخسائر بين المدنيين إلى أقل مستوى ويتهم مقاتلي «حماس» بالاندساس بين المدنيين بما في ذلك في المستشفيات والملاجئ، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطيني
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي عقدت محادثات مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الأربعاء، إنّ من شأن أي هجوم عسكري صهيوني على رفح أن «يعرّض الوضع الإنساني للخطر تماما».
وقالت في بيان صدر في برلين: «لأن الناس في رفح لا يمكن يتبخروا ببساطة في الهواء. فهم بحاجة إلى أماكن آمنة وممرات آمنة لتجنب الوقوع في مرمى النيران بشكل أكبر. إنهم بحاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية. ويحتاجون إلى وقف لإطلاق النار».
وأكد شهود فلسطينيون أنّ قوات صهيونية قصفت مناطق بشرق رفح خلال الليل.
وقالت وزارة الصحة في القطاع الذي تديره «حماس» إنّ قوات صهيونية تواصل عزل المستشفيين الرئيسيين في خان يونس، وإنّ رصاص القناصة الذي يستهدف مستشفى ناصر بالمدينة قتل وأصاب عدداً كبيراً في الأيام القليلة الماضي
وذكرت وزارة الصحة في غزة أنّ ما لا يقل عن 28576 فلسطينيا قتلوا وأصيب 68291 آخرون في الحملة الصهيونية على القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وأضاف بيان الوزارة أنّه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، قتل 103 فلسطينيين وأصيب 145 آخرون.
وهناك اعتقاد بأن كثيرين غيرهم مدفونون تحت أنقاض المباني المدمرة في أنحاء قطاع غزة المكتظ بالسكان، والذي أصبح معظمه في حالة خراب. وتنفد إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الضروريات، فيما تنتشر الأمراض.
عدد الشهداء في غزة في ارتفاع : نحو 44 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف جريح
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) في آخر إحصائياتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن قوات الاحتل…