العام القادم الاحتفال بالمائوية : هل يلعب جمهور النادي دورا تاريخيا لإنقاذ النجم من المصير المجهول؟
دون أي شك فإن النجم الساحلي يعيش واحدة من أسوأ الفترات على مر تاريخه الممتد منذ سنة 1925 التي شهدت تأسيس أعرق جمعية رياضية في الساحل، اليوم تبدو كل المؤشرات سلبية في ظل الوضع المالي الصعب للغاية والوضع الإداري الضبابي وغير الواضح، وما يحصل الآن في هذا النادي هو نتيجة تراكمات مواسم عديدة التي شهدت أخطاء كارثية على عدة مستويات وأهمها على وجه الخصوص الفشل الذريع في التعامل مع ملفات عديد اللاعبين الذين مرّوا على الفريق قبل أن يغادروا تاركين وراءهم جملة من المشاكل والديون التي أثقلت كثيرا كاهل النادي وجعلته عرضة في مناسبات سابقة لعقوبة المنع من الانتدابات، قبل أن تصبح هذه الملفات العالقة بمثابة «الحبل» الذي يضيق يوما بعد يوم وقد يؤدي إلى وضع أكثر مأساوية في الأشهر المقبلة في صورة عدم التحرك بجدية وسرعة من أجل معالجة كل هذه الملفات والقضايا العالقة.
في هذا السياق من المؤكد أن النجم الساحلي يبدو أنه يعيش حاليا وضعا مشابها لما عاشه النادي الإفريقي خلال المواسم الماضية، وخاصة قبل موسم الاحتفال بمائوية فريق باب الجديد، حيث كان هذا النادي كان يعيش على وقع ضائقة مالية كبيرة للغاية ووضع إداري صعب وكانت القضايا تحاصره من كل حدب وصوب، قبل أن تتنفض جماهير هذا الفريق وتلعب دورا هاما في سبيل إنقاذ ناديها حيث ساهمت بقسط وافر في جمع مبالغ مالية هامة وقع تخصيصها لخلاص الخطايا وتفادي العقوبات المسلطة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم.
ومما لا شك فيه فإن ما يحصل اليوم صلب النجم الساحلي لا يختلف كثيرا عما حصل على امتداد مواسم عديدة في النادي الإفريقي الذي دفع ثمن السياسات الفاشلة لبعض الرؤساء السابقين للنادي، والنجم بصدد حصد ثمار أخطاء كارثية جعلت وضعه المالي صعب للغاية.
البداية بأخطاء شرف الدين والنهاية بحلول مؤقتة من جنيح
تفاصيل تراكم الديون ووصول النجم الساحلي إلى هذه المرحلة الحرجة للغاية بدأت منذ أن كان رضا شرف الدين يترأس النادي، حيث حصلت بعض الأخطاء على مستوى التعامل مع ملفات عدد من اللاعبين السابقين الذين رفعوا شكاوى ضد النادي بسبب عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، وكان من الطبيعي أن يرتفع الضغط المسلط على شرف الدين الذي دفع غاليا ثمن هذه الأخطاء ليغادر النادي من الباب الصغير، قبل أن يخلفه ماهر القروي الذي لم يستقر به المقام على رأس النجم الساحلي طويلا، بعد أن أثبت «إفلاسه» وعدم تمكنه من التعامل مع متطلبات النادي، بل إنه تسبب بدوره في تراكم الديون وارتفاع عدد القضايا المرفوعة ضد النجم الساحلي، فاضطر بدوره إلى الرحيل بعد هذا الفشل الذريع، ليأتي الحل المؤقت من قبل الرئيس السابق للنادي عثمان جنيح الذي تحمل المسؤولية في ظرف دقيق وصعب للغاية، لكنه رغم ذلك كسب بعض التحديات الظرفية بما أنه ساهم الموسم الماضي في عودة النجم إلى منصة التتويج بعد الحصول على لقب البطولة.
وفي هذا الإطار لاح جليا أن جنيح تعامل مع الوضع المالي الصعب للغاية بسياسة تأجيل الصدام، ولئن تمكن من تسوية بعض الملفات إلا أنه لم يكن مؤهلا لسداد كل الديون بل حرصت إدارته على تصدير هذه القضايا إلى وقت لاحق، وعندما تبين أن الأفق أصبح ضيقا وأن تجاوز هذه المشاكل لم يعد ممكنا في الوقت الراهن اضطر جنيح إلى الإعلان عن أنه لم يعد قادرا على تحمل هذه المسؤولية مؤكدا أنه لن يكون رجل المرحلة القادمة التي تتطلب بالضرورة اتخاذ قرارات حاسمة وثورية والأكثر من ذلك أنها تقتضي وقفة حازمة حتى يكون النجم الساحلي في مأمن من المصير المجهول الذي ينتظره خلال الأشهر القليلة القادمة، ذلك أن عدم سداد هذه الديون والفشل في غلق الملفات العالقة قد يؤدي بالضرورة إلى تسليط عقوبات قاسية يمكن أن تصل إلى حد سحب النقاط والمنع من المشاركة في المسابقات الإفريقية.
الحلول الترقيعية لا تكفي
وفي سياق متصل، يمكن القول إن سياسة الرئيس الحالي عثمان جنيح ارتكزت في مرحلة سابقة على تسوية عدد قليل من القضايا العاجلة ومن ثمة انتظار ما يمكن أن يجنيه النادي من أرباح وعائدات التفريط في اللاعبين، لكن هذا الانتظار لم يثمر أي شيء، بما أن النجم لم يقدر على «تسويق» عدد كبير من اللاعبين، حيث أن محمد الضاوي كان اللاعب الوحيد الذي ساهم خروجه إلى الأهلي المصري في إنعاش خزينة النادي بملبغ مالي لا يفي بالحاجة، في المقابل لم تضمن مغادرة الجزائري زين الدين بوتمان عائدات مالية بل إن خروجه كان نتيجة تخوف القائمين على الفريق من لجوء هذا اللاعب إلى أروقة الفيفا، وتبعا لذلك وبعد التأكد من أن إنعاش الخزينة لن يكون عبر التفريط في ركائز الفريق فإن جنيح أدرك أن كل الحلول «لترقيعية» التي لجأ إليها سابقا لن تفيد النجم الساحلي باستمرار، ليطلق بعد ذلك صيحة فزع في عديد المناسبات قبل أن يضطر مع بداية العام الحالي إلى رمي المنديل مؤكدا أنه لن يستمر في منصبه مهما كانت التكاليف، ولئن وافق جنيح على طلب لجنة الدعم والمساندة بمواصلة عمله إلى حين تحديد موعد جلسة انتخابية خلال الأشهر القليلة القادمة، إلا أنه تأكد بشكل واضح وجلي أن جنيح لم يعد مؤهلا ولا قادرا على تحقيق انفراج تام من الناحية المالية…
ومن هذا المنطلق كان يتوجب على القائمين حاليا على النادي أن يفكروا مجددا في تجسيد تصورات بديلة وقع طرحها سابقا دون أن تحقق مكاسب ملموسة، وهذه التصورات ترتكز أساسا على جعل أحباء النادي القاعدة الأساسية لإنعاش خزينة النادي ولم لا توفير مبلغ يكفي لسداد مستحقات اللاعبين الذين كسبوا قضاياهم ضد النجم.
خطوات أولى
أولى الخطوات في اعتماد هذا التمشي بدأت في الأيام القليلة الفارطة، حيث وقع نشر كل التفاصيل المتعلقة بالمبالغ الواجب دفعها لعدد من اللاعبين على غرار يوسف العوافي وعمر كوناني وسليمان كوناتي ومحمود صابر والحسين بن عيادة الذين حكمت لفائدتهم الفيفا في القضايا المرفوعة ضد النجم، ويصل مجموع هذه المبالغ إلى حدود ستة ملايين دينار، وفي هذا الصدد أشار رئيس اللجنة المستقلة لفض النزاعات التي وقع تشكيلها مؤخرا أن قضايا النجم لدى الفيفا تتألف من خمس ملفات من الضروري أن يتم التعامل معها وغلقها حتى يكون النادي مؤهلا بعد ذلك للعودة إلى النشاط مجددا في سوق الانتقالات ويكون قادرا على التعاقد مع لاعبين جدد، والأكثر من ذلك أنه سيكون في مأمن من كل المخاطر التي قد تجعله عرضة لعقوبات أكثر قسوة.
أما الخطوة الثانية والأكثر أهمية فتتمثل في إطلاق دعوة صريحة ومباشرة لدعم خزينة النادي، وهذه الدعوة موجهة أساسا إلى جماهير النادي التي يمكن أن تلعب دورا تاريخيا وغير مسبوق من أجل إنقاذ فريقها، ومن أجل حثها على التبرع وتقديم الدعم المالي المطلوب، فقد وقع وضع استراتجية واضحة من قبل هذه اللجنة تتمثل في تقسيم مبلغ 6 ملايين دينار على خانات مختلفة، وتساوي كل خانة 20 ألف دينار، يقع جمعها عبر تبرعات فردية أو جماعية، ومن ثمة تبدأ في مرحلة قادمة عملية سداد هذه الديون تدريجيا، وبالتالي يمكن تجنيب النجم الساحلي المصير المجهول وجعله مؤهلا للاحتفال العام المقبل في موسم المائوية دون أن يكون مهددا فعليا بعقوبات جديدة.. فهل تقدر جماهير النادي على رفع التحدي والسير على خطى جماهير النادي الإفريقي؟؟.
لم يتخلف عن كل مباريات المنتخب في تصفيات كأس إفريقيا : مرياح ضحيـة التغييرات.. أم أن تراجع مستواه أثّر على الأداء العام؟
لم تكن سهرة أمس الأول مثالية بالنسبة إلى المنتخب الوطني، حيث تكررّت النتائج السلبية ضد منت…