محادثات في القاهرة لوقف النار ..وسكان رفح يؤدّون صلواتهم الأخيرة
الصحافة اليوم (وكالات الانباء) في ظلّ تزايد الضغوط الدولية للتوصل إلى هدنة بين الكيان وحركة «حماس» في غزة من شأنها أن تمنع عمليّة عسكريّة مرتقبة على رفح، اجتمع مسؤولون أمريكيون ومصريون وصهاينة وقطريون في القاهرة أمس الثلاثاء، في وقت يشهد الركن الجنوبي من القطاع الفلسطيني اكتظاظاً بأكثر من مليون مدني يترقبون في خوف إقدام القوات الصهيونية على الهجوم.
والتقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس «الموساد» ديفيد برنيع ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مع مسؤولين مصريين في القاهرة «لبحث موقف التهدئة في قطاع غزة»، وفق قناة «القاهرة الإخبارية».
وفي وقت سابق، أكد مسؤولون صهاينة أنّ برنيع سيرأس وفداً لإجراء محادثات مع نظيريه الأميركي والمصري بشأن مقترح لوقف إطلاق النار.
وتوسّط بن عبد الرحمن، الذي يشغل أيضا منصب وزير الخارجية القطري، في اتفاق سابق لوقف إطلاق النار في غزة.
وكشفت معلومات أنّ وفداً من «حماس» برئاسة القيادي خليل الحية موجود حالياً في العاصمة المصرية.
وأفادت مصادر مطلعة بأنّ المجتمعين سيبحثون إطار عمل من ثلاث مراحل من شأنه أن يفضي إلى إطلاق سراح الأسرى وتحقيق هدنة ممتدة.
وكشف مسؤول غربي أنّ «حماس» ودولة الاحتلال أحرزتا تقدماً نحو اتفاق يهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
وأضاف الدبلوماسي أنّ «اجتماع اليوم سيكون حاسما في سد الفجوات المتبقية لحمل الجانبين على الاتفاق على هدنة».
وأوضح أنّ «هناك اتفاقاً مدته 6 أسابيع على الطاولة لكن هناك حاجة لمزيد من العمل للتوافق عليه».
ضغوط متواصلة
ومع دخول الحرب بين الاحتلال و«حماس» شهرها الخامس، ينصب الاهتمام الآن على الوضع في رفح حيث يعيش حالياً نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون في ظروف شديدة السوء، وفرّ كثيرون منهم من مناطق أخرى دمرها الهجوم الصهيوني.
ويقول الاحتلال إنه يعتزم القضاء على مقاتلي «حماس» الذين ينشطون في رفح وإنه يخطط لإجلاء المدنيين. ويقول مسؤولو إغاثة وحكومات أجنبية إنّه لا يوجد مكان يمكنهم الذهاب إليه، وشددت مصر على أنّها لن تسمح بنزوح جماعي للاجئين عبر حدودها.
وتحوّل جزء كبير من القطاع المكتظ بالسكان إلى أنقاض، حيث قُتل 28473 فلسطيني وأصيب 68146 منذ السابع من أكتوبر، بحسب مسؤولين بقطاع الصحة في غزة، والذين أعلنوا مقتل 133 فلسطيني في آخر 24 ساعة.
وهناك اعتقاد بأن كثيرين غيرهم مدفونون تحت الأنقاض. وتنفد إمدادات الغذاء والماء وغيرها من الضروريات وتنتشر الأمراض.
وواصل الرئيس الأميركي جو بايدن والعاهل الأردني الملك عبد الله الاثنين الضغط من أجل وقف إطلاق النار.
وقال بايدن لصحافيين في واشنطن: «تعمل الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن بين الاحتلال وحماس من شأنه أن يجلب فترة هدوء فورية في غزة لستة أسابيع على الأقل».
وتم احتجاز الأسرى في الهجوم الذي شنه مسلحون من «حماس» في السابع من أكتوبر على جنوب الأراضي المحتلة، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص. وتأمين عودة الأسرى أولوية لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التي تهدف أيضاً إلى القضاء على «حماس».
وشدد العاهل الأردني على خطورة وضع الفلسطينيين، خاصة المحاصرين في رفح.
إحباط ومخاوف
إلى ذلك، أبدى بايدن سخطاً آخذاً في التزايد حيال نتنياهو لعدم استجابته لنداءاته لبذل المزيد من الجهود في سبيل تقليل الخسائر البشرية وحماية المدنيين في غزة. وحثّ الاحتلال على عدم تنفيذ هجوم بري في رفح دون خطة لحماية المدنيين الفلسطينيين المتجمعين هناك.
والولايات المتحدة هي أقرب حليف للاحتلال وأكبر مزوديه بالأسلحة، إذ تقدم لها مساعدات عسكرية بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً، وليس هناك ما يشير إلى أن واشنطن ستوقف هذه المساعدات. وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ قطع المساعدات لن يكون «أكثر فاعلية من الخطوات التي اتخذتها واشنطن بالفعل».
وأمر نتنياهو الأسبوع الماضي جيش الاحتلال بوضع خطة لإجلاء المدنيين خلال أي هجوم بري. ورداً على سؤال حول هذه الخطط، قال متحدث باسم الجيش الصهيوني اول أمس إنّه لا يعرف حتى الآن كيف سيتم القيام بذلك.
وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايرك إنّ دولة الاحتلال لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء رفح سواء بشكل منفرد أو مشترك، مضيفا أن المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تم التواصل معه بهذا الشأن.
ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاحتلال لتوفير «ممرات آمنة» للمدنيين في رفح.
وخلال مؤتمر صحافي مع نظيرها الفلسطيني رياض المالكي في برلين قبل توجهها غداً إلى الأراضي المحتلة، قالت بيربوك: «لجأ مئات آلاف الأشخاص إلى رفح بأمر من إسرائيل، ويجب أن يستمر هؤلاء بالتمتع بالحماية» فيها.
بدورها، أعلنت جنوب أفريقيا أنها قدمت طلباً عاجلاً إلى محكمة العدل الدولية للنظر في قرار دولة الاحتلال توسيع عملياتها العسكرية في رفح، وتحديد ما إذ كان يتطلب أن تستخدم المحكمة سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في غزة.
قصف وصلوات
ووسط القلق الدولي الآخذ في التزايد بشأن المآسي التي يعيشها المدنيون، أكد سكان أنّ دبابات صهيونية قصفت الجزء الشرقي من مدينة رفح خلال الليل رغم أنّ الهجوم البري المتوقع لم يبدأ بعد.
وقال الجيش الصهيوني إنّ قواته قتلت عشرات المقاتلين الفلسطينيين باشتباكات في جنوب ووسط قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة، منهم 30 في خان يونس، وهي مدينة قريبة من رفح على حدود القطاع الساحلي مع مصر.
وأفاد مسؤولون بقطاع الصحة في غزة بأنّ ضربة صهيونية على منزل في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة أسفرت عن مقتل 16 فلسطينياً الليلة الماضية.
وقال سكان إنّ الدبابات الصهيونية تقدمت بشكل أكبر في خان يونس من الغرب والشرق مع استمرار القصف.
وأمرت القوات الصهيونية النازحين في بعض مراكز الإيواء بالتوجه إلى رفح. لكن دوي قصف الدبابات في شرق رفح تسبب بموجات من الذعر داخل مخيمات بدائية تؤوي النازحين.
المحكمة الجنائية تنصف غزة : أوامر باعتقال نتانياهو وغالانت من أجل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية
الصحافة اليوم (وكالات الأنباء) أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمس الخميس أوامر اعتقال بحق …