2024-02-11

من المنتظر أن يتم السماع الى شهادات من الوزن الثقيل : ملف الانتهاكات التي طالت اليساريين في السبعينات أمام العدالة الانتقالية

نظرت هيئة الدائرة المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية في ما عرف بملف الانتهاكات الجسيمة التي لحقت اليساريين خلال الفترة الممتدة من سنة 1974 الى سنة 1975 والتي تضرر فيها اكثر من 20 شخصا من بينهم ستة نساء من المنتمين لحزب اليسار وبينهم ايضا حمة الهمامي وعبد الرؤوف العيادي ومحمد الكيلاني ومحمد الهاشمي الطرودي ومحمد صالح فليس ونجيب العش وحسن المؤذن ويوسف شقرون والبشير الهرماسي وخليفة الكافي واحمد الرداوي وفضيلة وكلثوم التريكي وروضة الغربي وغيرهم. وبينت النيابة ان النصاب القانوني للهيئة غير مكتمل فقررت المحكمة تأجيل المحاكمة لانتظار اكتمال النصاب القانوني للهيئة أثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى أثر الحركة القضائية الأخيرة.
ومن المنتظر أن يتم في الجلسة المقبلة الاستماع الى شهادات المتضررين على غرار حمة الهمامي.

وللاشارة فان المنسوب لهم الانتهاك عددهم 24 شخصا لم يحضر أحد منهم خلال الجلسات السابقة ويرجح أن أغلبيتهم غيبهم الموت.
والمنسوب لهم الانتهاك هم كل من عبد القادر قبقة وعبد السلام درغوث شهر ” سكابا” وعبد العزيز قبقة والهادي قاسم ومحمد البوهلي وعبد المجيد الخميري وحسين عبيد ومحسن صغيرة وعمار سنكوحي ونور الدين بن عياد ورمضان بن ناصر ومحمد الصفاقسي ومحمد الناصر ومنجي عبيد ومنجي عمارة واحمد عبد اللطيف وعز الدين بن رابح مدير سجن برج الرومي سنة 1975 وعبد السلام الشامي كبير الحراس بنفس السجن حينها والطاهر بلخوجة وعبد المجيد بوسلامة والهادي الفاسي والدكتور الدغري ومحسن عبد السلام ومحمد الرزقي.

اعتراف بوجود تعذيب.

وكان المحامي عبد الرؤوف العيادي أدلى منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات بشهادته في ملف تعذيب اليساريين واعتبر أن المحاكمة انصاف للتاريخ لان التاريخ كتب في محاضر البوليس وفي قاعات المحاكمة والاحكام وجزء كبير من التاريخ يجب أن يطلع عليه الناس حتى لا تتكرر المآسي.
“عشنا كابوسا كبير جدا” بهذه الكلمات وصف الاستاذ العيادي ما تعرض له من انتهاكات واضاف أنه كان انخرط في مجموعة الدراسات والعمل الاشتراكي المعروفة باسم” بيرسبكتيف” سنة 1970 وكان حينها طالبا بالسنة الاولى حقوق ويذكر من بين مؤسسي تلك المجموعة المرحوم محمد الشرفي وجلبار نقاش واحمد الرداوي واحمد السماوي وعبد الجليل بوراوي وخميس السماري وهي مجموعة ذات توجهات يسارية مندمجة في الدار الاشتراكية الغربية وكانت ترصد اوضاع البلاد وتبدي مواقفها ومن ثمة تحركاتها على ضوء ذلك وقد رافقت تلك الفترة تجربة التعاضد وما تبعها من تعسف في تنفيذ تلك التجربة وكانت المجموعة من منتقديها داعية الى نظام ديمقراطي تسود فيه الحريات.
مضيفا أنه عايش مؤتمر قربة للاتحاد العام لطلبة تونس سنة 1971 والتي نجحت فيه التيارات المعارضة للنظام الذي انقلب على المؤتمر وفرض أحد منتسبيه المدعو الحبيب شراي كأمين عام للاتحاد مما خلف ردرد فعل لدى الطلبة تمثلت في دخولهم في تحركات واضرابات الى أن جاء مؤتمر فيفري 1972 بكلية الحقوق بتونس الذي حاولت السلطة منعه بالتدخل بواسطة لجان اليقظة التابعين لمليشيا المدعو محمد الصياح وقد تصدى الطلبة لذلك التدخل مما ادى الى استنجاد السلطة باعوان امن النظام العام من بينهم المدعو الحبيب بوب مانعين اتمام المؤتمر في يومه الاخير وبالتالي اجراء الانتخابات وتلته عدة ايقافات في صفوف الطلبة.
وبتاريخ 10مارس1972 تم ايقافه بمنزل والديه بصفاقس من قبل اعوان امن من الجهة من بينهم محمد العروسي وصلاح قاسم ونقل إثرها بمعية الطالب الطاهر بن عمر الى منطقة الامن بصفاقس اين احتفظ بهما لمدة ساعتين ثم نقلا الى منطقة الامن بسوسة اين حلت سيارة تقل اعوان امن من مصلحة سلامة امن التراب.

واوضح العيادي بأن التسمية المذكورة هي استمرار لمصلحة امن التراب التي احدثها المستعمر الفرنسي لمجابهة المناضلين الوطنيين واكد ان عملية نقله رفقة الطالب تمت بالفصل بينهما بواسطة وعاء بلاستيكي مملوء بالبنزين بما كان يمثله ذلك من خطورة جسيمة على حياتهما في حال حصول حادث او غيره وبوصولهما ادخلا الى وزارة الداخلية من الباب الخلفي وتم الفصل بينهما.
رحلة التعذيب..
يقول العيادي بأنه تم نقله الى الطابق الاول واودع بإحدى الغرف حيث اجلس مباشرة على البلاط ثم نقل الى الطابق الثاني حيث استقبله مأمور الشرطة المتهم حسن عبيد الذي كان يشرف حينها على خلية البحث في حين كان المدعو يوسف علوش في خطة مدير سلامة امن الدولة وهو شخص عمل مع المستعمر الفرنسي وقد احس الشاهد من خلال ما ذكر ومن خلال المعاملة ان العقيدة الامنية نفسها التي كانت سارية عند الاستعمار وهي أن المواطن عدو ووجب كسر ارادته.
ويضيف العيادي بأنه تمت مكافحته مع احد الطلبة ويدعى سالم بن يحي الذي كان اجبر على ذكر اسم العيادي كناشط في المجموعة المذكورة وفي احداث التحركات الطلابية خلال شهر فيفري 1972 وكانت تلك المكافحة تمهيدا للبحث معه الذي لم يتم في ذلك اليوم وانما تمت اعادته الى غرفة الاحتفاظ بعد تسليمه “زاورة” لا غير.

واكد العيادي إنه في صباح اليوم الموالي تمت مباشرة بحثه من قبل المتهم محسن بن عبد السلام تحت اشراف المتهم حسن عبيد الذي كان يسدي التعليمات اما في خصوص مضمون البحث فكان مركزا حول سؤاله عن مكان وجود ارشيف المجموعة من محاضر ومناشير وغيرها فاجابهم بانه قام بحرقها فكان رد فعل الباحث بتهديده بالحرق وقام المتهم رمضان بن الناصر باستعمال ولاعة غازية وقام باشعالها عدة مرات على مستوى ذقن العيادي مما أحدث له حروقا بالمكان بالاضافة الى الإهانات من سب وشتم قبل أن يقرر معذبوه اخضاعه لحصة تعذيب اشد ساهم فيها فريق كامل من الأعوان من ضمنهم المتهم الهادي قاسم ومحسن الصغير ورمضان بن ناصر ومحمد البوهلي واخر يدعى العروسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

محاكمة رجل الأعمال ورئيس الملعب التونسي سابقا جلال بن عيسى

نظرت ظهر  أمس الخميس 21 نوفمبر  2024 هيئة الدائرة الجنائية المختصة في النظر في قضايا الفسا…