شرعت مختلف الأطراف المتداخلة في القطاع السياحي في الاستعداد للموسم السياحي 2024 من خلال تكثيف اللقاءات المشتركة بين وزارة السياحة وبقية الوزارات التي تتقاطع معها بهدف الحرص على إنجاح هذا الموسم وإشعاع الوجهة السياحية التونسية والانفتاح على مختلف الأسواق الواعدة.
وكما هو معلوم فقد سجّل الموسم السياحي 2023 بداية انتعاشة القطاع وعودة تدريجية لإشعاع الوجهة التونسية في الأسواق الخارجية، وساهم بشكل مباشر في تدفق العملة الصعبة وتغطية جزء هام من العجز التجاري،وتعتبر هذه الانتعاشة منطلقا يمكن التأسيس عليه من قبل كافة الأطراف وزارات كانت أو هياكل مهنية أو الإدارات المعنية لمزيد جلب السيّاح الأجانب وضمان خدمات سياحية تستجيب للمعايير الدولية من حيث الجودة والتنوّع.
ويأتي في هذا الإطار الاتفاق الأخير بين وزارتي البيئة والسياحة على تفعيل لجان الرقابة المشتركة بين البيئة والداخلية والسياحة استعدادا للموسم السياحي 2024 حيث اتفقت وزارتا البيئة والسياحة، أول أمس الجمعة، خلال جلسة عمل خصصت لمتابعة المسائل ذات الاهتمام المشترك والاستعداد المحكم للموسم السياحي 2024، على تفعيل لجان الرقابة المشتركة بين وزارات البيئة والداخلية والسياحة.
كما سبق وانتظمت أيضا الثلاثاء الفارط 6 فيفري2024 بمقر وزارة السياحة جلسة عمل مشتركة بين وزير السياحة محمد المعز بلحسين ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات كلثوم بن رجب خصصت لتقييم الموسم السياحي الفارط والاستعداد للموسم السياحي 2024.
ومن شأن العمل المشترك بين كل من وزارات السياحة والبيئة والداخلية أن يساهم بشكل مباشر وناجع في النهوض بالخدمات السياحية في مختلف الأماكن باعتبار أن هذه الخدمات لم تعد تقتصر على ذلك الشكل التقليدي المنحصر في الخدمات الفندقية داخل النزل بل أصبحت شاملة تشمل الفضاء العام الخارجي وما يتصل به من مسائل تتعلق بالبيئة و بالنظافة والبني التحتية والطرقات والتنظيم وجمالية المدن والاستقرار الأمني.
وهو ما يعني أن العمل المشترك مع كافة الأطراف المتداخلة وحسن التنسيق في ما بينهم وحرصهم على نظافة وجمالية المدن واستتباب الأمن وضمان سلامة الطرقات والحرص على صيانتها باستمرار وتوفير خدمات فندقية بالجودة والمعايير العالمية المطلوبة وحسن الاستقبال كلها مجتمعة كفيلة بضمان إشعاع الوجهة التونسية ومزيد توافد أكثر عدد ممكن من السياح إلى بلادنا.
ونرى أن هذه الجلسات والاجتماعات المشتركة والمتتالية وتكثيف العمل التوعوي والاتصالي وضبط خطة تسويقية كفيلة بتجاوز مختلف الاخلالات أو النقائص المسجّلة في الموسم الفارط وهو ما من شأنه أن يساهم في تقديم منتوج سياحي بالجودة المطلوبة ووفق المعايير الدولية يستجيب لانتظارات التونسيين في ما يخص السياحة الداخلية والسيّاح الأجانب على حد سواء وضمان استدامة السياحة التونسية،حيث أصبحت اليوم العناية بالبيئة والنظافة عنصرا هاما في الجذب السياحي والترويج للوجهة التونسية، باعتبار أن النظافة أصبحت أحد أهم عناصر تقييم الوجهات السياحية.
ويكفي هنا أن نذكر بعض الأرقام التي يمكن الانطلاق منها أيضا في اتجاه تحسينها فقد سجلت بلادنا أواخر سنة 2023 أكثر من 8 ملايين وافد من غير المقيمين مسجلة زيادة بـ50 % مقارنة بنفس الفترة من سنة 2022 ،كما فاقت العائدات السياحية 6.4 مليارات دينار بتطور يعادل 32 % مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة.
ونعتقد أن على وزارة السياحة بمعية شركائها وكافة الأطراف المتداخلة في القطاع السياحي حسن استغلال هذه المؤشرات الايجابية والتي تؤكد استئناف السياحة التونسية لنسق نموها وبداية تجاوز مخلفات جائحة كورونا وتسمح بمزيد تحقيق مواسم سياحية واعدة والذهاب إلى خلق أسواق جديدة ولعّل التصريح الإعلامي لوزير السياحة محمد المعز بلحسين يبرز جليا هذا التوجّه حيث أكد في شهر نوفمبر من سنة 2023 أن السوق السياحية الصينية تعتبر سوقا استراتيجية لتونس وأن الخطوط التونسية تعتزم فتح خط نقل جوي مباشر بين تونس والصين هذه السنة سيساهم في مضاعفة عدد السياح من هذا البلد من 30 ألفا الى 60 ألف سائح.
وبالتوازي مع سعي وزارة السياحة إلى الانفتاح على أسواق سياحية جديدة ودفع التسويق الرقمي للوجهة التونسية لجلب السيّاح الأجانب، فإن إعطاء الأولوية المطلقة لمسألة الجودة الشاملة وتثمين الموارد البشرية وتطوير مهاراتها والحرص على تثمين المخزون الثقافي والتراثي وتنوّع العرض والمنتوج السياحي التونسي في مجالات السياحة الصحراوية والرياضية والاستشفائية والعلاجية من شأنه أن يساهم في مزيد النهوض بالسياحة التونسية وإشعاعها.
إثر زيارة رئيس الجمهورية لهنشيري الشعّال والنفيضة : الشعب التونسي في حالة صدمة من هول ما رأى من فساد…
كشفت زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد غير المعلنة الأخيرة الى كل من هنشير الشعّال بولاية صف…