وسط ارتفاع مفزع لمرضى القلب في تونس… ولأول مرة في المستشفيات العمومية : بعث وحدتين لقصور القلب وتأهيله بمستشفى الرابطة
تدعمت البنية التحتية العلاجية في المستشفى الجامعي الرّابطة بمكسب جديد يعد الأول من نوعه في المؤسسات الإستشفائيّة العمومية يتمثل في إطلاق برنامج التأهيل الوظيفي لمرضى القلب وذلك على إثر تركيز وحدتين لمعالجة قصور القلب وتأهيله حيث تضمّ وحدة تأهيل أمراض القلب بهذا القسم قاعة استراحة وقاعة ترويض القلب وقاعة استرخاء مجهّزة كلّها بأحدث المعّدات والتّجهيزات ووحدة قصور القلب بطاقة استيعاب 4 أسرّة بها أحدث التّقنيات الطبّية وذلك وفق ما أعلنت عنه وزارة الصحة العمومية.
وللوقوف على آخر الاستعدادات لدخول هذا المكسب الصحّي الجديد حيّز الاستغلال أدّى وزير الصحّة علي المرابط مؤخرا زيارة إلى قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي الرّابطة وذلك لمعاينة مختلف مكوّنات هذا المشروع الذي يأتي في إطار استراتيجيّة وزارة الصحّة لتحسين جودة الخدمات الصحية المسداة للمواطنين، من خلال الاستفادة من العلاجات الدّقيقة والمتطوّرة والإحاطة بمرضى القلب والشّرايين على المستوى الوطني، ومتابعة حالاتهم إثر خضوعهم لمختلف التدخّلات الطبّية التّي يحتاجها مرضى القلب، فضلا عن مساهمته في التّكوين والبحث العلمي وتأطير الأطبّاء الشبّان.
وقد تمت عملية تدشين الوحدتين بحضور عدد من اطباء الاختصاص الأستاذ محمد سامي مورالي رئيس قسم أمراض القلب والأستاذ رؤوف دنير رئيس قسم جراحة القلب والشّرايين والمدير العام للصحة الدكتور عبد الرزاق بوزويتة ومدير عام الهياكل الصحية العموميّة الدكتور طارق بن نصر والمديرة الجهوية للصحة بتونس الدكتورة ريم الطرابلسي والدكتور سامي عبد اللطيف رئيس اللجنة الطبية والمدير العام للمستشفى السيّد حافظ الدخلاوي، إلى جانب إطارات المستشفى وفرقه الطبّية وشبه الطبية والفنّية وفق ما ذكرته الوزارة .
ويأتي هذا المشروع في وقت تعاني فيه البنية التحتية الصحية العمومية من نقص كبير في التجهيزات والمعدات الحديثة الضرورية لمعالجة مختلف انواع هذه الامراض بما في ذلك أمراض القلب و الشرايين التي سجلت قفزة مفزعة في الأرقام تنذر بخطورة الوضع الصحي ذلك أن ثلث التونسيين ممن تتجاوز أعمارهم 30 سنة مصابون بارتفاع ضغط الدم، وبأن ارتفاع ضغط الدم والإصابة بأمراض القلب والشرايين والجلطات القلبية والدماغية تبقى السبب الأول والرئيسي للوفايات في تونس والعالم حسب ما أكده أطباء و مختصون.
ويشكو تونسي من مجموع ثلاثة من ارتفاع ضغط الدم ومن زيادة الوزن ومن التدخين فيما يعاني قرابة 18 بالمائة من التونسيين من مرض السكري وهي عوامل اختطار تؤدي إلى تفشي أمراض القلب والشّرايين، بحسب الجمعية التونسية لامراض القلب والشرايين التي عملت في اكثر من مناسبة، على تحسيس المواطنين ومرضى القلب بضرورة التقليص من استهلاك الملح والسكّر لانعكاسها على صحة الإنسان وجعله عرضة لارتفاع ضغط الدم وبالتالي لمخاطر الجلطات القلبية والدماغية والوفايات. وهي نسبة في ارتفاع بسبب تزايد عوامل الخطورة كالتدخين والسمنة وارتفاع ضغط الدم والتوتر ما جعله يصيب مختلف الاعمار ومنها الصغرى و تشير الارقام في الصدد الى ان تونسيا على اثنين يتوفى بعد 5 سنوات من الاصابة بقصور القلب لذلك تتواصل جهود المختصين والكوادر الطبية التونسية لمواكبة كل المستجدات على مستوى الادوية والعلاج بهدف تقليص وفايات هذا المرض وتحسين جودة حياة المريض.
وكشفت دراسة أعدتها الجمعية التونسية للدراسات والبحوث حول تصلّب الشرايين وشملت كل الولايات أنّ نحو 76 في المائة من التونسيين يحملون عاملاً من عوامل الخطر التي تؤدي إلى أمراض القلب. وقد شملت الدراسة عيّنة تتكون من أكثر من 11 ألف مواطن تتراوح أعمارهم بين 35 و75 عاماً، وركزت على كلّ ما يخصّ الأمراض المسببة لتصلب الشرايين وأمراض القلب، على غرار ارتفاع ضغط الدم والسكري، إضافة إلى بعض العادات السيئة المتعلقة بارتفاع نسبة التدخين واستهلاك الوجبات الغذائية غير الصحية، لاسيما الإقبال على الأكلات ذات نسب الدهون العالية.
وبينت الدراسة أنّ نحو 18 في المائة من العينة المدروسة يعانون من مرض السكري، من بينهم 14 في المائة لا يعلمون بمرضهم، فيما يعاني 50 في المائة من العينة من مرض ارتفاع ضغط الدم، غالبيتهم لا يعلمون أيضاً بمرضهم، وتم اكتشاف أوضاعهم الصحية خلال الدراسة والمعاينة. وهناك نحو مليون ونصف مليون مصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم، أي أن واحدا من كل شخصين فوق 35 عاماً مصاب بالمرض.
التطورات الجديدة في ملف الأعوان المتعاقدين بوزارة التربية : هل هي بداية الانفراج للقطع النهائي مع آليات التشغيل الهش؟
بعد سنوات طويلة من النضالات المتواصلة من أجل حلحلة ملفهم الذي ظل يراوح مكانه بسبب عدم تجا…