تقرير سوق السفر العالمي : تراجع الوجهة التونسية وحضور لافت للمغرب ومصر
تراجعت الوجهة السياحية التونسية بحسب تقرير سوق السفر العالمي لسنة 2024 حيث غابت تونس عن قائمة الوجهات الإفريقية الأكثر استفادة من انتعاش السياحة العالمية مقابل حضور لافت لمصر والمغرب. وحققت تونس مؤشرات طيبة سنة 2023 في القطاع السياحي من خلال الإيرادات التي فاقت 6,7 مليار دينار أي ما يوازي حوالي 2 مليار يورو حتى 10 ديسمبر 2023 مكنت البلاد من الاستفادة من ارتفاع مخزونات العملة الصعبة المتأتية من هذه العائدات ومن تحويلات التونسيين بالخارج ومن عائدات القطاعات المصدرة وذلك لخلاص ديونها والوفاء بالتزاماتها الخارجية لسنة 2023. لكن ورغم الظروف الملائمة والجهود المبذولة التي ساهمت في تحقيق هذه الانتعاشة واستعادة السوق التونسية السياحية لبعض عافيتها التي مكنتها من أن تكون وجهة لأكثر من 9 مليون سائح خلال العام المنقضي وأفضت إلى تسجيل عائدات سياحية هامة فاقت التوقعات إلا أنها لم تصل بعد إلى تحقيق نتائج عدة وجهات سياحية منافسة لتونس تمكنت من إستقطاب عدد أكبر بكثير من السياح الوافدين إلى تونس وتحقيق عائدات فاقت عائدات تونس وهو ما أظهره رسم بياني لتقرير سوق السفر العالمي لسنة 2024 أوضح الوجهات الإفريقية الأكثر استفادة من انتعاش السياحة العالمية.حيث تصدر المغرب ومصر المجموعة وقد تجاوزا أدائهما الإجمالي سنة 2019.
وفي قراءته للمؤشر المتعلق بتونس كوجهة سياحية في علاقة بعائداتها التي حققتها سنة 2023 وفي علاقة ببقية الوجهات السياحية الأخرى وهي المغرب ومصر قال معز قاسم الاستاذ والخبير في القطاع السياحي لـ«الصحافة اليوم» أن العائدات بالعملة الصعبة لسنة 2023 لم تتجاوز ما حققته السياحة التونسية في 2019. وهي عائدات تبقى في نظره هزيلة مقارنة بما تحققه الوجهتان المنافستان المغرب ومصر.واعتبر ان هذا دليل على ضعف القدرة التنافسية للوجهة التونسية بالنظر الى تردي منظومة الجودة وغياب استراتيجية تسويقية فعالة. وأكد ذات المصدر أن افريقيا أثبتت قدرتها على الصمود بعد الأزمة الصحية مقارنة بالقارات الأخرى.وفيما يتعلق بمنافسي تونس المباشرين،فقد كان الأداء جيدًا أيضًا وكان التعافي سريعًا،خاصة بالنسبة للمغرب الذي حطم رقمًا قياسيًا جديدًا من حيث الحضور باستقباله لـ 14.5 مليون سائح عام 2023 مقابل 13 مليونا عام 2019 ومصر التي وفد إليها 13 مليون سائح عام 2023 بنفس أداء 2019.
ومن جهة اخرى ووفق موقع تريب ادفايسر tripadvisor فقد غابت تونس عن ترتيب أفضل وجهة سياحية في 2024 في العالم الذي وضع دبي في المرتبة الأولى تليها بالي في المرتبة الثانية ثم لندن في المرتبة الثالثة وبعدها هانوي بالفيتنام ثم روما وباريس وكنون بالمكسيك ومراكش واليونان وغيرها من الوجهات السياحية العالمية.ويرجع متابعون للشأن السياحي التونسي غياب تونس عن أفضل الوجهات السياحية الى انهيار منظومة الجودة. فيما يرى آخرون أن تطبيق الاستراتيجيات بعيدة المدى للقطاع من خلال استراتيجية 2035 بنفس المنهج السابق الذي اثبت فشله في ظل عدم فتح الملفات الحقيقية ومجابهة الإشكاليات الهيكلية في القطاع لن تكون له نتائج فعالة على تطوير تنافسية القطاع.كما أن الأرقام الايجابية المحققة سنة 2023 راجعة بالأساس إلى ديناميكية الأسواق العالمية على غرار ما حدث في 2019 و سنة 2023 ولكنها ليست ناتجة عن معالجة الإرث الكبير من المشاكل العميقة للقطاع التي مازالت قائمة وتعيقه من تبوأ مراتب هامة في الأسواق والوجهات العالمية.
تجدر الاشارة الى أن وزير السيّاحة محمد المعز بلحسين كان قد أعلن بداية العام الجاري عن الانطلاق الفوري في تنفيذ برنامج الجودة الشاملة في قطاعي السياحة والصناعات التقليدية مبرزا أهمية هذا البرنامج في تحسين مردودية قطاعي السياحة والصناعات التقليدية وذلك من خلال تفعيل مفهوم الجودة الشاملة على منتوجات الصناعات التقليدية لجعلها ذات قدرة تنافسية عالية والترويج لها عالميا وتحسين جودة الخدمات السياحية مما يساهم في مزيد تدعيم السياحة الداخلية واستقطاب السياح ذوي القدرة الإنفاقية العالية وجعل القطاع أكثر تنافسية واستدامة. كما أكد الوزير أن هناك إرادة واضحة في تعميم الجودة الشاملة على جميع المنشآت والمؤسسات تحت الإشراف مشددا على وجوب وضع رؤية موحدة لتعميمها على كل الأنشطة المرتبطة بقطاعي السياحة والصناعات التقليدية.
من أجل تحقيق الأمن الغذائي..
لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …