تواتر العنف على الحيوان يثير غضب جمعيات الرفق بالحيوانات : دعوات الى ضرورة سنّ قانون لتجريم الاعتداء عليها
اهتز المجتمع التونسي خلال هذه الفترة على انتشار مقطع فيديو صادم يظهر سائق سيارة أجرة يقوم بدهس جراء كلاب وسط الطريق، وقبلها بأيام أصدرت النيابة العمومية في ولاية القصرين بطاقة إيداع بالسجن ضد شخص لارتكابه جريمة قتل بحق قط بعد نشره لمقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر تعذيب قط حتى الموت باستخدام كلاب شرسة بعد احتجازه في البيت.
نفس الحادثة تقريبا أقدم عليها العام الفارط 4 شبان من معتمدية منزل تميم التابعة لولاية نابل عندما قاموا بتعذيب كلب ضال حتى الموت بطريقة بشعة وذلك من خلال رمي الكلب الضال لكلب اخر شرس من نوع بيتبول والذي قام بنهش الكلب حتى الموت.
هذه الحوادث البشعة تجاه الحيوانات تواترت بشكل مخيف ما يدعو للقلق خاصة عندما يصبح تعذيب الكائنات الحية مصدر سخرية وضحك. وقد دفعت هذه الوقائع المتتالية بعض المهتمين بحقوق الحيوان الى تسليط الضوء على موضوع حقوق الحيوان مع دعوات بضرورة تسليط العقوبات اللازمة على مرتكبي مثل هذه الجرائم لمنع تكرار التعدي على الحيوانات الأليفة، وقد سبق لهم الخروج إلى الشارع احتجاجا على إعدام الكلاب بالرصاص، وطالبوا باعتماد طرق رحيمة أخرى مثل اللقاح، عوضا عن قتل هذه الكائنات بدم بارد.
لم يعد تعذيب الحيوانات بالنسبة إلى بعض الوحوش الآدمية أمرا غريبا فقد أصبح سلوك البعض تجاه الحيوانات يميل إلى العنف والدموية حيث أصبحنا نلاحظ هذه الظاهرة بشكل أكثر بكثير من قبل نظرا لتداول بعض صور الحيوانات التي يتم تعذيبها وخاصة منها القطط والكلاب والحمير على مواقع التواصل الاجتماعي … فمنها من يتعرض للشنق او الضرب المبرّح إلى أن تسيل دماؤها ومنها من يُحرق ومنها من يُدهس… وتتعدد أساليب التعذيب ولا عقوبات تسلط على هؤلاء المجرمين في ظل غياب إطار قانوني صارم يجرّم هذه الممارسات الوحشية ضد الحيوانات الأليفة.
ودعت جمعيات الرفق بالحيوان ومربي الحيوانات الأليفة الى ضرورة سن قانون لتجريم الاعتداء على الحيوان كما دعوا المحامين إلى التطوع وصياغة مشروع قانون لتقديمه إلى مجلس نواب الشعب في هذا الخصوص مؤكدين أن الجمعية تتلقى يوميا شكاوى باعتداءات على حيوانات أليفة ولا يتعرض مرتكبوها إلى عقوبات رغم اعترافهم بذلك.
أحمد رجب عميد الأطباء البياطرة أوضح أن الرفق بالحيوان تم التنصيص عليه في المجلة الجزائية في الفصل 317 حيث نص على مخالفات مالية مع سجن المعتدي في حالة إعادة الاعتداء. ويرى عميد الأطباء البياطرة أنه لا يكفي سن قانون صارم وإنما أهميته تكمن في مدى تطبيقه على ارض الواقع بهدف احترام حقوق الحيوان وعدم الاعتداء عليه.
ومن جانبها اعتبرت ربيعة توكابري أخصائية نفسية أن هناك تشابها بين القسوة تجاه الحيوانات والعنف تجاه البشر. فالضحايا من الجانبين مخلوقات حية تشعر بالألم والحزن وتعيش المحنة والمعاناة وقد يموتون بسبب الجراحات والاذى.
وتابعت لم يكن يعتبر العنف تجاه الحيوان سابقاً مرتبطا بالعنف تجاه الاطفال وكبار السن والعنف الاسري بأنواعه. لكن أوجدت العلاقة بينهما بعد الكثير من الابحاث والاحصائيات التي أثبتت أن من يعتدي على الحيوان من النادر أن يتوقف. فالقتلة والمجرمون والمعتدون على زوجاتهم وأسرهم، قد مارسوا تعذيب الحيوانات في فترات من ماضيهم.
ومن الثابت لدى علماء الجرائم أن المشاركة بالقسوة على الحيوان أو مشاهدته المتكررة تفقد الاحساس لدى من يقوم بالفعل ومن يشاهده وتقسو قلوبهم تجاه البشر وتصبح رؤية معاناة وتعذيب المخلوقات المستضعفة متعة لدى هؤلاء، ولن يتوقع منهم أن يكونوا رحماء أو كرماء تجاه ابناء جنسهم. فالقسوة والاعتداء على الحيوان تعني عدم احترام حق الحياة، فاذا شهد ذلك الاطفال فسيشكل ذلك خطراً عليهم لإمكانية أن تقسوا قلوبهم ويصبحوا معتدين على الاخرين.
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…