2024-02-01

قبل أيام قليلة من انطلاق «البلاي آوت» : حظـوظ متفاوتة.. وعـوامـل عـديـدة سـتـحـسـم مـصـير البقاء

تعطى يوم الثلاثاء القادم اشارة انطلاق مرحلة تفادي النزول التي ستعرف تحويرا في عدد الفرق مقارنة بالموسمين الفارطين من خلال رفعها الى ثمانية ليكون التنافس على أشده من أجل ضمان مقعد ضمن الكبار كما ستكون فرص التعويض كبيرة بحكم ارتفاع عدد الجولات الى 14، في حين لن يطرأ تغيير في عدد النازلين حيث سيغادر صاحبا المركزين السابع والثامن في أعقاب الموسم الى الرابطة الثانية، وسيكون «الفار» غائبة للعام الثالث على التوالي لأسباب لوجستية وكذلك لرفض الفرق خوض مبارياته على ملاعب محايدة تستجيب لبرتوكولات تقنية الفيديو المساعد.

ويدخل اتحاد بن قردان والنادي البنزرتي المرحلة الثانية بأربع نقاط حوافز بعد انهائهما الشطر الأول من السباق في المركز الخامس بينما سيكون رصيد نجم المتلوي والأولمبي الباجي ثلاث نقاط واتحاد تطاوين وقوافل قفصة نقطتين بينما  سيستهل مستقبل سليمان ومستقبل المرسى «البلاي آوت» دون نقاط ما يجعلهما مطالبان بالتدارك سريعا لتفادي اتساع الفارق منذ البداية، وقد يعكس رصيد النقاط التي دخل بها كل فريق واقعه وكذلك حظوظه في السباق خاصة وأن اتحاد بن قردان والنادي البنزرتي وبدرجة أقل الأولمبي الباجي تعتبر الأوفر حظا لضمان البقاء فإن المنافسة لن تكون سهلة بحكم قيمة الرهان وكذلك التحسينات المجراة في «الميركاتو» الشتوي والتي قد تغيّر الحال من النقيض الى النقيض وهو ما ينطبق أساسا على مستقبل المرسى الساعي الى تجاوز المشاكل التي جعلته يظهر بوجه باهت ومحيّر في المرحلة الأولى شأنه شأن مستقبل سليمان الذي قام بدوره بانتدابات مركّزة.

وغيّرت نصف فرق «البلاي آوت» مدربيها حيث سيستهل قيس اليعقوبي وسامي القفصي وشاكر مفتاح وسفيان الحيدوسي المشوار مع نجم المتلوي واتحاد تطاوين ومستقبل المرسى وقوافل قفصة بداية من الجولة الافتتاحية على أمل تعبيد طريق البقاء في الوقت الذي سيواصل فيه رمزي جرمود وماهر الكنزاري وأنيس بوجلبان ومراد العقبي الإشراف على اتحاد بن قردان والنادي البنزرتي ومستقبل سليمان والأولمبي الباجي بهدف جني ثمار الاستمرارية والبناء على بعض المكتسبات السابقة.

تـأكـيــد الـصـحــوة

يظهر النادي البنزرتي للعام الثاني على التوالي في مرحلة تفادي النزول في تأكيد على تراجع نتائجه طيلة المواسم الأخيرة رغم التغييرات المستمرة على الجوانب الإدارية والفنية والبشرية، وحفظ احتلال المركز الخامس في المرحلة الاولى ماء الوجه نسبيا بما أن «قرش» الشمال ضمن دخول المرحلة الحاسمة بأربع نقاط حوافز وهو ما سيحاول البناء عليه من أجل ضمان البقاء دون صعوبة كبيرة مثلما كان الحال في الموسم الفارط.

وعرف النادي البنزرتي تحسنا كبيرا في الجولات الفارطة حيث نجح المدرب ماهر الكنزاري في وضع بصمته على المجموعة كما غيّر من قناعاته ليجني نقاطا ثمينة سيكون مطالبا بتأكيدها في المرحلة الأهم ذلك أن ضمان البقاء يمرّ عبر تفادي التذبذب الذي يرافق الفريق على مستوى الأداء والنتائج وجعله غير قادر على تحقيق أهدافه المرسومة في كل موسم.

ولم يقم النادي البنزرتي بتعاقدات كبيرة في ظل الرضاء الحاصل على أداء العناصر الموجودة وكذلك المراهنة على الشبان والتي قد تكون سلاحا ذو حدين في صورة رمي اللاعبين في «محرقة» مرحلة تفادي النزول التي يطغى عليها التوازن وبالتالي ستكون الأولوية المطلقة تعبيد طريق البقاء قبل التفكير في المستقبل.

التأقلم مع الواقع الجديد

شذّ اتحاد بن قردان عن القاعدة في هذا الموسم حيث سيلعب المرحلة الثانية في مجموعة تفادي النزول بعد أن راهن في الموسمين الفارطين ضمن مجموعة اللقب محققا نتائج متباينة لكنه تفادى «الغصرات» مؤكدا النقلة النوعية التي عرفها وجعلته من فرق الصفّ الأول، ويبدو الواقع مغايرا حاليا لفريق الجنوب الشرقي الذي دفع ضريبة بدايته المخيّبة ليبتعد تدريجيا عن دائرة المتراهنين على بطاقة «البلاي أوف» قبل أن يتدارك في نهاية المرحلة الأولى ليحتل المركز الخامس الذي أنعش المعنويات نسبيا.

وعرف أداء اتحاد بن قردان تحسنا كبيرا مع المدرب رمزي جرمود الذي نجح في تعديل الأوتار وأضفى طابعا خاصا على المجموعة التي حققت فوزا باهرا في نهاية المرحلة الاولى لتتضاعف الآمال بمواصلة الصحوة وخوض «البلاي آوت» دون ضغوطات كبيرة لكن ذلك مرتبط باستعادة الثوابت داخل الديار بما أن نتائج الفريق عرفت اهتزازا في هذا الموسم في ملعب 7 مارس والذي كان نقطة القوة الأبرز للفريق.

وعرف الاتحاد عديد التحويرات في الميركاتو الشتوي والتي مسّت بالأساس محور الدفاع ووسط الميدان ليكون الاطار الفني أمام حتمية الاستفادة سريعا من البدائل، كما عزّز فريق الجنوب الشرقي صفوفه بلاعبين أجنبيين بعد أن خاض أغلب أطوار المرحلة الاولى بعناصر محلية.

بحث عن الواقعية

أصبح  نجم المتلوي متعودا على أجواء «البلاي آوت» حيث ضمن البقاء في الموسمين الأخيرين في الأمتار الأخيرة ليتكرر السيناريو حاليا رغم أن البداية لم تكن كارثية وخاصة على مستوى الأداء مع المدرب محمد علي معالج الذي سلّم المشعل لتوفيق زعبوب دون أن ينعكس ذلك على النتائج في الجولات الأخيرة ليغادر بسرعة قياسية ويعوّضه قيس اليعقوبي الذي كان به مرور سابق بالفريق عرف نتائج طيبة يأمل في تحقيقها من جديد لتعزيز حظوظ أبناء المناجم في البقاء.

ويملك اليعقوبي الخبرة التي تؤهله لقيادة نجم المتلوي لتحقيق مراده خاصة وأن الزاد البشري عرف تعزيزات مهمة مزجت بين الخبرة والطموح على أمل أن تعطي الدفع المطلوب لتأمين بداية مثالية تقي المجموعة شرّ الحسابات في الجولات الأخيرة، ويبقى العامل المادي مهما لتأمين الاستقرار صلب الفريق الذي عانى من عديد الصعوبات في بداية الموسم ما أجبر المدرب معالج على رمي المنديل رغم قيمة الأداء المقدم.

قادر على الأفضل

سيجد الأولمبي الباجي نفسه ضمن الفرق التي تصارع من أجل ضمان البقاء بعد أن كان في الموسم الفارط المفاجأة السارة بصعوده الى مرحلة التتويج عن جدارة وحصده كأس تونس بعد انتظار دام 13 سنة، وشهد مشوار فريق «اللقلق» تقلبات كبيرة في هذا الموسم حيث حقق بداية مثالية قبل أن يتراجع تدريجيا بسبب المشاكل الفنية والادارية والمالية ما جعل الجزائري نبيل نغيز يغادر من الباب الصغير ليقع الاستنجاد بمراد العقبي الذي لم تكن لديه عصا سحرية لتغيير واقع الفريق الذي فشل في تكرار انجاز الموسم الفارط.

ويعكس الفوز الباهر بالسوبر التونسي على حساب النجم الساحلي قدرة الأولمبي الباجي على التألق شريطة حضور الرغبة لدى اللاعبين غير أن عقوبة المنع التي حالت دون تعزيز المجموعة بعناصر جديدة وخسارة عنصر مؤثر وهو عصمان كومباسا قد يزيد من الصعوبات في مرحلة تفادي النزول رغم أن الفريق يملك جميع الآليات للبقاء ضمن الكبار مع بروز عديد الأسماء الشابة المتطلعة لاستغلال الفرصة وتفجير امكاناتها.

رهان على الشبان

على غرار اتحاد بن قردان، سيصطدم اتحاد تطاوين بواقع جديد حيث سيتأجل مصير البقاء الى نهاية المرحلة الثانية بعد أن ضمن في الموسم قبل الفارط مكانه مبكرا وظهر في النسخة الفارطة في مجموعة اللقب وهو ما يؤكد التراجع الكبير في نتائج الفريق الذي أصبح مهددا بالنزول في ظل المشاكل المالية التي ألقت بظلالها على واقع المجموعة المتعاقدة مع الإضرابات.

وراهنت إدارة اتحاد تطاوين على مدرب متعوّد على أجواء تفادي النزول ونجح سابقا قي تأمين بقاء مستقبل سليمان والنادي البنزرتي في قسم الاضواء غير أن المهمة لا تبدو سهلة في هذا الموسم في ظل عدم اقتصار مشاكل الاتحاد على النواحي الفنية لكن التدعيمات الاخيرة قد تبقي الفريق الذي أصبح رقما صعبا في الرابطة الأولى في مداره الصحيح شريطة توفّر الموارد المالية للقطع مع الإضرابات وتأمين السير العادي للتحضيرات مع التعويل مجددا على طموح الشبان الذين يريدون البروز والتألق.

الحيدوسي لتعديل المسار

لم يكن التواجد ضمن دائرة الفرق المتراهنة على ضمان البقاء مفاجأة للقوافل العائدة لمصاف الكبار بعد غياب طويل حيث تماشت النتائج المحققة في المرحلة الأولى مع الواقع رغم أنها كانت قادرة على الأفضل قياسا بالمستويات المقدمة مع المدرب السابق شاكر مفتاح أو خلفه المؤقت جهاد زروق الذي حقق فوزين متتاليين لكنه انقاد إلى هزيمة مذلة أعادته إلى دور المساعد.

واستعانت القوافل بمدرب خبير وهو سفيان الحيدوسي الذي نجح في مهمة مماثلة وبامتياز في الموسم الفارط مع النادي البنزرتي ليكون الأمل كبيرا في إعادة السيناريو مع وجود عناصر متميزة قادرة على قيادة الفريق للانتصارات على غرار الخليل بانغورا، كما أن تسوية وضعية بعض الركائز من شأنها تحسين الصورة رغم عدم القيام بتعزيزات وازنة في فترة الانتقالات الشتوية حيث يملك القوافل لاعبين لهم خبرة طويلة قد تساعد على التعامل جيدا مع رحلة ضمان البقاء وما ستلاقيه من مطبات وحواجز.

الانتدابات «سلاح» الفريق

خيّب مستقبل المرسى الآمال في المرحلة الأولى حيث كانت عودته الى قسم النخبة دون الآمال المرجوة ليتعاقد مع النتائج السلبية والتي لم يوقفها تغيير المدرب خالد بن يحيى بعبد الستار بن موسى واللذين فشلا في تحقيق أي انتصار والذي تزامن مع ختام المرحلة الأولى بقيادة المدرب المساعد صهيب زروق، وبدأ فريق الضاحية الشمالية في التفكير في المرحلة الثانية مبكرا اذ كان أكثر الفرق نشاطا في «الميركاتو» الشتوي من خلال ضمّ أسماء تملك خبرة كبيرة كوسام بوسنينة وعمر زكري وهداف البطولة في الموسم الفارط رفيق الكامرجي.

وعلى غرار بقية الفرق، راهنت إدارة «القناوية» على مدرب مخضرم من أجل تحقيق البقاء حيث وضعت في ثقتها في شاكر مفتاح الذي ترك بصمته في جميع الفرق رغم أن النتائج لم ترافق كثيرا الأداء لكنه مطالب بتخطي هذا الحاجز في مرحلة سيكون خلالها لكل نقطة حسابها كما أن الأجواء أصبحت مشجعة في انتظار استعادة الصلابة داخل القواعد.

إعادة سيناريو الموسم الفارط

كان الموسم الحالي امتدادا لسابقه بالنسبة الى مستقبل سليمان الذي أمّن البقاء بصعوبة لكنه لم يتعظ من الدروس حيث دفع ضريبة التحضيرات الضعيفة في الصائفة الفارطة لينقاد الى الخسارة تلو الأخرى والتي لم يقدر معوّض المدرب محمد العياري أنيس بوجلبان على إيقافها حيث لم يكن الفوز على الأولمبي الباجي سوى مسكّن للجراح، وعلى غرار مستقبل المرسى حاولت إدارة فريق الوطن القبلي ترتيب البيت من جديد من خلال تعزيز الصفوف بعناصر من الخزان التقليدي الترجي الرياضي وأخرى تملك رصيدا من التجربة التي تؤهلها لمساعدة المستقبل على تفادي سيناريو كارثي.ويرنو مستقبل سليمان الى تكرار سيناريو الموسم الفارط عندما حقّق سلسلة متميزة في مرحلة تفادي النزول بقيادة محمد التلمساني مكّنته من ضمان مقعده مع الكبار لكن ذلك يستوجب مجهودات مضاعفة بما أن التنافس سيكون أشدّ بوجود فرق تملك رصيدا بشريا ثريا وامكانيات مادية أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

كيف كان ظهورهم الأول؟ علامة امتياز لمميش ومـستوى مطمـئن للمـاجري والخــضراوي

شهدت مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره الملغاشي الظهور الأول للثنائي أمان الله مميش ورائد بوش…