عبد الكريم الحمداوي مدير عام المركز الفني للتعبئة والتغليف : زيادة تعليب زيت الزيتون سيحقق لتونس إيرادات مضاعفة من الصادرات
زيت الزيتون التونسي أوكما يطلق عليه «البترول الأخضر» أو «الذهب الأخضر» وسفير تونس حول العالم، هذا المنتوج التونسي العريق والفاخر تمكن من اقتحام أكثر من 60 سوقا عالمية نظرا لوفرته ونقائه وخلوه من الملوثات الكيميائية وجودته العالية التي يتميز بها وينافس بها في الاسواق الخارجية. كما حطم أرقاما قياسيّة خلال السّنوات الأخيرة في كلّ المسابقات الدّوليّة، وتحصّل على211 ميدالية سنة 2023 وعلى 300 ميداليّة خلال سنة 2022، و على 214 ميداليّة سنة 2021 لأحسن زيت زيتون بكر في العالم. وهو ما مكّن تونس من أن تصبح لأوّل مرّة ضمن العشر الأوائل في العالم في هذا المجال.
وفي حديثه لـ«الصحافة اليوم» حول أهمية تعليب زيت الزيتون التونسي قال السيد عبد الكريم الحمداوي مدير عام المركز الفني للتعبئة والتغليف أن زيت الزيتون المعلب والبيولوجي التونسي قطاع واعد جدا ويتوفر على آفاق هامة في الأسواق العالمية خاصة مع بروز أقطاب كبرى للاستهلاك العالمي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل وكندا والصين التي تستقطب زيت الزيتون المعلب بأسعار مختلفة تماما وبعيدة كل البعد عن أسعار الزيت السائب ويلقى فيها المنتوج التونسي المكانة اللائقة به كمنتوج فاخر ذي جودة عالية. وأوضح الحمداوي أن تونس تحتل المركز الثاني عالميا في إنتاج زيت الزيتون بعد الاتحاد الأوروبي،حيث يتراوح الإنتاج ما بين 200 ألف و365 ألف طن في المواسم الماضية. وتصدر ما بين 80% و90% من الإنتاج التونسي ككل وذلك حسب الموسم، كما تحصل إيطاليا وإسبانيا وهما المنافستان الرئيسيتان لتونس على ما بين 70% و 80% من حجم صادرات تونس من زيت الزيتون السائب،حيث تقومان بشراء الزيت الخام بسعر زهيد وتعبئته وتعليبه وتثمينه وبيعه بأضعاف مضاعفة لباقي دول العالم، والاستفادة بكامل القيمة المضافة التي كان من الأولى أن يستفيد منها الاقتصاد التونسي.
وشدد المتحدث على أنه رغم أن أغلب الكميات أي 90% من صادرات زيت الزيتون التونسي تصدر سائبة مقابل 10% فقط معلبة فإن العائدات المالية فاقت 3 آلاف مليون دينار خلال الموسم الفارط 2022/2023 وهو رقم هام جدا ساهم بفاعلية في تقليص عجز الميزان التجاري التونسي.لكن هذا لا يجب أن يحجب حقيقة واضحة وهامة في نظره وهي أن تعليب زيت الزيتون يضفي عليه قيمة مضافة عالية ويجعله منتوجا يباع بأسعار مرتفعة جدا في الاسواق الاستهلاكية العالمية بما يمكن من زيادة العائدات الى مستوى أعلى بكثير من العائدات الحالية، علاوة على أنه يخلق نسيجا صناعيا كاملا وديناميكية كبرى في القطاعات المرتبطة به.
ويرى الحمداوي أن نشاط تصنيع زيت الزيتون بامكانه أن يصبح قاطرة للاقتصاد التونسي بفضل قيمته المضافة سواء كان ذلك في مستوى العائدات المالية بالعملة الصعبة او في مستوى الاستثمار والقدرة التشغيلية العالية التي يتوفر عليها، فضلا عن أنه يخلق ديناميكية مع عديد القطاعات الصناعية الأخرى المرتبطة به كصناعة البلور والتعبئة والتغليف والتسويق وغيرها من القطاعات.
ويعتبر المتحدث أن هذا القطاع بالنظر الى نسق تطوره البطيء لم ينجز بعدُ قفزته النوعيه والتحول المطلوب منه. ومن ثم بات من الضروري مزيد النهوض بهذا القطاع الحيوي والواعد الذي يمثل سفير تونس الى كل أسواق العالم وذلك عبر المرور بنسق أسرع نحو الرفع في نسبة الكميات المعلبة المصدرة إلى الأسواق العالمية وتجاوز النسبة الحالية سيما مع توفر نواة صلبة من مصدري زيت الزيتون المعلب، وسيما أيضا مع التزايد المستمر للطلب العالمي على هذا المنتوج.
وقال مدير عام المركز الفني للتعبئة والتغليف أن الدولة وضعت برنامجا وطنيا للنهوض بزيت الزيتون المعلب وتم إنشاء الصندوق الوطني للنهوض بزيت الزيتون المعلب وتكليف المركز الفني للتعبئة والتغليف بالقيام بكل العمليات الترويجية ذات المصلحة العامّة للتعريف بزيت الزيتون والترويج له في كل بلدان العالم .وهذه كانت خطوة هامة للقطاع الذي شهد في السنوات الأخيرة ديناميكية جديدة بفضل عدة برامج ترويج مبتكرة أعطت دفعا كبيرا وخاصة في مستوى تحسيس المؤسسات الاقتصادية بأهمية المرور إلى التعليب وضرورة العمل على توفير الشروط الملائمة لتثمين الزيوت التونسية ورفع صادراتها من المعلب.ففي موسم 2023 والى موفى أوت 2023 بلغ حجم الصادرات حوالي 175669 ألف طن وذلك بقيمة 2972 مليون دينار منها 17559معلبا بقيمة 378 مليون دينار.ومع هذا وحسب مدير عام المركز الفني للتعبئة والتغليف ورغم هذه الحصيلة لصناعة الزيتون وتعليبه وتصديره للخارج،ورغم الإنتاج الوفير لهذه الثروة والأهمية الاقتصادية والاجتماعية والتشغيلية لقطاع تعليب زيت الزيتون هناك خطوات أخرى حاسمة من الضروري القيام بها في هذا القطاع.إذ ان صادرات المعلب في أحسن الحالات رغم التطور المستمر،لم تصل إلا إلى 15% من الصادرات الجملية.وهي بحسب الحمداوي نسبة ضعيفة مقارنة بكمية الإنتاج.حيث يأمل المتحدث الوصول إلى تصدير 50 ألف طن من زيت الزيتون المعلب بحلول عام 2025،وسنة 2026 وهو ما سيُعد وقتها تتويجا لكلّ المجهودات والحملات الترويجية بالخارج وكذلك بالداخل.
وللنهوض بصادرات زيت الزيتون المعلب التونسي يرى السيد عبد الكريم الحمداني أن ذلك يتم من خلال عمل دؤوب ونفس طويل وعبر تكامل كل الوسائل المتاحة والاستغلال الأمثل للموارد رغم ضعفها وعبر مزيد التحسيس بأهمية هذه الثروة الوطنية لدى المؤهلين للمرور الى المعلب.إضافة الى تكثيف المشاركة المشرفة والبارزة في أهم المعارض الدولية، وبدبلوماسية اقتصادية ميدانية نشيطة، وهو ما قام به المركز الفني للتعبئة والتغليف «باكتاك» خلال السنتين الأخيرتين بالتعاون مع السفارات التونسيةمع استغلال المسابقات الدولية لأحسن زيت زيتون بكر ممتاز والتويجات التي حصدها لمزيد التعريف به على أوسع نطاق لدى المختصّين في القطاع ولدى المشترين والمستهلكين في كلّ العالم.
من أجل تحقيق الأمن الغذائي..
لا شك أن ارتفاع الصادرات الفلاحية التونسية وتحسّن عائداتها وهو ما أكدته الارقام الاخيرة …