هذا ما قررته جلسة العدالة الانتقالية في قتل المدون زهير اليحياوي

نظرت أول آمس الدائرة المتخصصة في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية وفاة المدون زهير اليحياوي بسبب معارضته لنظام بن علي .

وقد قررت الدائرة تأجيل المحاكمة لانتظار اكتمال النصاب القانوني للهيئة أثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى.

وللتذكير بأطوار القضية فأنه في سنة  2001 أطلق  المدون زهير اليحياوي والذي يحمل شهادة ماجستير في الاقتصاد مجلة إلكترونية بعنوان “تونيزين” في إشارة إلى الاسم الأول للرئيس الراحل  زين العابدين بن علي وقد لاقى الموقع نجاحاً فورياً في تونس كما في الخارج فقد جلب انتباه الشبّان بنبرته الجريئة وبالموهبة التي يتمتّع بها محرّكوه الخمسة الأساسيون و أثارت كتابات فريق زهير اليحياوي المدوَّنة باللغة العربية العامّية والتي تنطبع بفكاهة ساخرة غضب السلطة التونسية.

وعندما نظّم الرئيس الراحل بن علي استفتاء للموافقة على حصوله على ولاية رابعة اقترح موقع “تونيزين” استفتاءه الخاص بعنوان : “هل تونس جمهورية أم مملكة أم حديقة حيوانات أم سجن؟”.

واثر ذلك نشر  اليحياوي على موقعه الرسالة المفتوحة التي وجّهها  عمه القاضي  مختار اليحياوي إلى بن علي يشجب فيها النظام القضائي وقد تم اثرها فصل عمه عن العمل فيما تم إيقاف المدون زهير اليحياوي بعد تعقّبه لأشهر عدّة وتعرّض للتعذيب وخضع للمحاكمة، وحُكِم عليه بالسجن عامَين بتهمة «نشر أنباء كاذبة هدفها الإيحاء بحدوث اعتداء» و«سرقة وسائل اتّصال واستعمالها بصورة احتيالية”.

وبعد إيداعه السجن دخل اليحياوي في  إضراب عن الطعام للمطالبة بالحصول على العناية وقد استغرق وقتاً قبل أن ينجح في إثارة انتباه المجتمع الدولي وبعد ثمانية عشر شهراً من الاعتقال وثلاثة إضرابات عن الطعام خرج زهير اليحياوي من السجن وقد اثر فيه التعذيب والانقطاع المطوَّل عن الأكل والمعاملة السيئة  وفي 13 مارس 2005 توفّي في مستشفى الحبيب ثامر بسبب صعوبات في الجهاز التنفسي خلفها له التعذيب.