«الصحافة اليوم» ترصد آراء المواطنين حول خدمات الخط E الرابط بين تونس المدينة ومنطقة بوقطفة بعد 10 أشهر من انطلاقه: نقطة أمل لآلاف المتساكنين …وجودة عالية في الخدمات من حيث السرعة والسلامة
في ظلّ سوء خدمات النقل في تونس بشكل عام والعمومي بشكل خاص التي تتمثل أساسا في تأخر الرحلات وتقادم الأسطول بشكل كبير، ما أثر بشكل مباشر على مصالح المواطن اليومية خاصة في منطقة تونس الكبرى التي تشهد كثافة سكانية عالية، يبرز النقل الحديدي السريع كنقطة أمل يُمكنها تحقيق نقلة نوعية في مجال النقل العمومي خاصة على مستوى السلامة والسرعة وطاقة الاستيعاب والحفاظ على البيئة خاصة وأن المنظومة القديمة للنقل الحديدي التي تشرف عليها الشركة الوطنية للسكك الحديدية قد تراجعت خدماتها بشكل لافت وأصبحت كارثية في أغلب الأحيان حيث تقادم الاسطول وتقلص عدد رحلات القطارات خاصة بالنسبة للخطوط البعيدة.
وباعتبار أهمية النقل الحديدي السريع الذي كثر الحديث عنه في السنوات الأخيرة كحل لصالح المواطن ارتأت «الصحافة اليوم» استطلاع آراء المواطنين حول خدمات القطار السريع بعد أكثر من 10 أشهر من دخول الخط الحديدي الرابط بين تونس المدينة ومنطقة بوقطفة حيّز الاستغلال، حيث لمسنا رضاء الحرفاء من متساكني الضاحية الغربية لتونس العاصمة عن الخدمات المقدمة على هذا الخط من سرعة وانتظام أوقات انطلاقه ووصوله ونظافته… اذ اتفق الكل على الدور الهام الذي يؤديه هذا القطار في ربط منطقتهم بتونس المدينة وغيرها من المدن في تونس الكبرى وفك عزلتهم لاسيما مع ضمان السلامة التي كانت قد أكدتها الشركة المنوط بعهدتها إنجاز الاشغال على كامل الخط وهي شركة الشبكة الحديدية السريعة التي تحصلت على شهادة دولية في سلامة التجهيزات والمنشآت من مكتب دولي مختص في مجال النقل الحديدي ، وهي الشهادة الأولى من نوعها في تونس في هذا المجال.
كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحا حين انطلق القطار من محطة برشلونة وسط العاصمة ليصل الى المحطة النهائية (محطة بوقطفة) عند الساعة التاسعة و14 دقيقة…. وكان الأمن العمومي حاضرا في عربات القطار يتنقل بين الراكبين، وهو ما يعد من أهمّ ميزات القطار التي أكدها جميع الركاب الذين تحدثنا إليهم اذ أكد حُسين الفايز على انتظام أوقات انطلاق القطار ووصوله إضافة الى توقيت الرحلة معتبرا إياها نقطة إيجابية جدا إذ من المهم بالنسبة للمواطن أن يحدد برامجه اليومية دون ارتباك فضلا عن توفر عنصر الأمن الذي يعتبر مهما بالنسبة إلى المواطن في ظل تفاقم عديد الظواهر الإجرامية.
وتتفق هنية بن اسماعيل مع حُسين في النقاط الإيجابية التي لمسوها منذ انطلاق استغلال هذا الخط والتي قالت إنها تتمثل أساسا في فك عزلة المناطق الغربية للعاصمة عن عديد المناطق الأخرى حيث أصبح المتساكنون يستغرقون ربع ساعة فقط للوصول إلى وسط العاصمة بعد أن كانوا يستغرقون حوالي ساعة ونصف جراء التعطل في التنقل.
كما أشارت إلى نظافة عربات القطارات وعدم اكتظاظها نظرا لانتظام سفراته، الأمر الذي جعلها تصنفه كأفضل وسيلة نقل في تونس في الوقت الحالي حسب تعبيرها.
وخلال حديثنا إلى السيدة هنية انضمّ إلينا محمد العيساوي ليحدثنا عن تجربته مع الخط الذي ساعده على توفير الكثير من الوقت والجهد حيث أكد أنه أصبح يعتمد طريقة سهّلت وصوله الى عمله بوسط العاصمة لاسيما أنه يقطن بمنطقة المرناقية، وتتمثل طريقته في ركن سيارته بمحطة بوقطفة ليركب القطار نحو محطة برشلونة ، ويقول محدثنا إنه وفر الجهد والوقت عبر هذه الطريقة بعد أن كان يستغرق وقتا أطول خاصة في ظل الاكتظاظ المروري الذي تشهده أغلب الطرقات بالعاصمة، وبالتالي يرى محمد أن الخط مكّن فئة كبيرة من متساكني تونس الغربية من خدمة أساسية في الحياة اليومية وهي التنقل بكل سلامة وسرعة.
وما لاحظته «الصحافة اليوم» أثناء رحلتها بين محطتي برشلونة وبوقطفة حرص أهالي الأحياء المتاخمة لكل مسار السكة الحديدية على الحفاظ على عربات القطار منذ انطلاق استغلاله رغم تخوفات عديد الجهات من السلوكيات اللامسؤولة لبعض العناصر التي خربت واعتدت على التجهيزات والمنشآت قبل دخول الخط حي الاستغلال، ويعد الحفاظ على هذا المكسب الوطني دون شك نقطة إيجابية تُحسب لمتساكني تلك المناطق التي لا طالما حُرمت من وسائل نقل تحفظ كرامة المواطن.
في ظل ما يعانيه المواطن بشكل يومي من سوء خدمات النقل العمومي من حافلات ومترو يبقى الحل الأنجع في تونس هو التعويل على النقل الحديدي السريع لارتباطه بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية في البلاد ولا بد من التذكير أن المجلس الوزاري كان قد قررالاستغلال التدريجي للخط D الرابط بين تونس المدينةـ منطقة القباعة من ولاية منوبة ابتداء من سبتمبر 2024 ، وهو ما سيحدث نقلة نوعية في كامل المناطق المحاذية للخط .
رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء ابراهيم النفزاوي لـ«الصحافة اليوم» : أزمة اللحوم البيضاء في اتجاهها للإنفراج
تعرف الأسواق التونسية خلال الآونة الأخيرة اضطرابا في التزوّد باللحوم البيضاء أرجعها رئيس ا…